قصة مثقال المكافح
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/18 الساعة 03:04
شاب يدعى مثقال، يسكن في بلدة سلحوب التي يقطنها ابناء الخوالدة، حيث يعيش مع اخوته وأسرته جنباً إلى جنب في بيئة لا تلقي اهتماما كبيراً لها الجهات المسؤولة، لا شبكة مواصلات ولا خدمات صحيه مناسبة.
نشأ مثقال مع إخوته والفقر المدقع مسيطر ًعلى حالهم جميعاً، طمح منذ صغره للخروج من هذا الوضع، يطمح لأن ينال حياة تستحق أن يعيشها المرء بحلوها ومرها معاً، لا مرها فقط. لم يكن يلقي اهتماماً في مقتبل العمر سوى مساعدة والده واخوته، وتحسين وضعهم المادي الذي كان متدنياً، وزادت المسؤوليات الملقاة على عاتقه، كان يعمل اكثر من عمل لتأمين شؤون البيت والإنفاق على إخوته.
في معترك الحياة الكبير، إن استغنيت استغنت عنك الحياة، وإن استسلمت تخلت عنك الحياة، لذا كان مثقال يعرف ذلك جيداً. عمل وهو يصارع الحياة للوصول الحياة الكريمة ، لم يكن والده ذلك التاجر الكبير لكنه كان كبيرا باخلاقه الحميدة وكان يعمل بكل ما اوتي من قوة لاطعام مثقال واخوته. مع ذلك، أدرك مثقال أن لا مناص له ولأسرته سوى تحمل الوضع السقيم لبضع سنين، حتى يكبر ويشتد عوده ، ثم يكون بإمكانه تحمل العيش في تجارة اخرى تدر دخلا عليه وعلى اسرته .
ترك مثقال عمله وبدأ ببناء كشك صغير على طريق عمان اربد الدولي بناه طوبة طوبة مع العلم انه ليس معلم بناء لكن الحياة علمته.. لم يستطع مثقال إنهاء الدراسة في المرحلة الثانوية لعسر الحال وانشغاله برزقه، انهى مثقال الكشك استدانة من هنا وهناك ونزل البضاعة وكان وحده على هذا الشارع بدأت اوضاعه تتحسن بدأت تجارته تنجح تحمل حرارة الصيف وبرد الشتاء في ذلك الكشك وهمه الوحيد مساعدة والده وأهله، وكان خلال الصيف يستقبل الكثير من الزبائن الذين احبوه وكان كشك مثقال محطة استراحة لهم..
استطاع مثقال ادّخار بعض المال واصبح يوسع مشروعه شيئا فشيئا . بدأ البيع يزداد والدخل يزداد بدأ يسير الى طموحة وهو العيش الكريم له ولاهله، وبدأ يتيقن أن حلمه البسيط بات يتحققً.
بعد عدة أعوام من البيع كان كل فترة يوسع من مشروعه لا يكل ولا يمل، نال مثقال حب كل من يسير على شارع عمان اربد الدولي ولله الحمد الدخل المالي اصبح أفضل مما كان ، انتقل مثقال بعد ذلك لمجمع تجاري، ازدادت الاقساط الشهرية لكنه واصل الليل بالنهار واجتهد اكثر واكثر لتسديد الالتزامات . لم يعتقد أن مشقة العمل ستثني عزيمته، بل زاده ذلك إصراراً وتصميماً على تحقيق مآربه. سنين مرت، حتى استطاع مثقال ان يتزوج أن ينتشل أهله من مستنقع الحياة البائسة الفقيرة ، والعيش في بيت جميل، عاش هناك مع عائلته بجانب اخوته المسؤول عنهم . وبعد أن كبر إخوته استطاعوا مساندته وتحمل جزئا كبيرا من العبء الذي كان يثقل كاهله.
مضت السنون، وتجارته تكبر وتكبر ما شاء الله، قبل ايام انتهت كأس العالم وشاء الله ان ينتزع اللقب المنتخب الفرنسي في تلك الفترة اراد السفير الفرنسي ان يحتسي القهوة دخل على متجر مثقال تعرفوا على بعض واستقبله مثقال وهنأه باللقب وعمل له القهوة اراد ان يدفع السفير تكلفة القهوة فأجابه مثقال العظيم بأن الاردن بلد صغير بدوي يكرم الضيف وخو بلد كبير بشهامته وكرمه ومحبته للعالم.
لم يتخل مثقال يوماً عن حلمه، ولم يضعف عزيمته شيء، فكما قال ابو الطيب المتنبي: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/18 الساعة 03:04