الفريق الركن طلال الكوفحي يكتب: غدٌ مشرقٌ ومستقبلٌ واعدٌ

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/07 الساعة 11:39
بقلم : المدير العام للدفاع المدني
الفريق الركن طلال عبدالله الكوفحي إننا ونحن نعيش الذكرى الثامنة عشرة ليوم الوفاء والبيعة لنستذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز باني نهضة الأردن جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي كرس حياته وجهده لأمته العربية والإسلامية وقضاياها العادلة، وخدمة بلده وشعبه الوفي، الذي بادله حباً بحب، ووفاءً بوفاء على درب بناء الدولة ومؤسساتها وتعزيز مكانتها سعياً لتحقيق العزة والرفاه والأمان للوطن الغالي . واليوم يواصل الأردن بقيادة جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه مسيرة البناء والازدهار في شتى الميادين والمجالات ، فكانت محطات مضيئة وعظيمة كتبها التاريخ بأحرف من ذهب ارتقت بهذا الحمى الهاشمي بناءً وتقدماً وازدهاراً شمل جميع مناحي الحياة فغدا الأردن محط إعجاب وتقدير الشقيق والصديق من دول الجوار والعالم بما ينعم به من الحرية والديمقراطية والأمن والآمان والاستقرار بفضل الرؤى الثاقبة وعين الحكمة من لدن جلالة قائدنا، حيث أن هذا النهج الهاشمي الأصيل في القيادة الهاشمية الفذة والمتميزة ببعد النظر وسداد الرأي استطاع أن يعبُر بالأردن وطناً وشعباً إلى محطات التفاؤل والأمل بالغد المشرق ، فأجتمع أبناء شعبه في إطار توافق ولُحمة وطنية على الأولويات والطموحات معتزين وفخورين بقيادتنا الهاشمية المظفرة .
إن القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه لهذا الحمى الهاشمي الأشم وهي ترتقي بالوطن الغالي إلى مدارج الرفعة والكمال بتوجيهاته الواعدة ورؤاه الثاقبة لهي بحق موضع الإجلال والإكبار لما حققته من انجازات عظيمة في مسيرة التحديث والتطوير التي شملت كافة الميادين حتى أصبحت أنموذجاً يُحتذى نفاخر بها ونترسم من خلالها خُطا جلالته الواثقة والشجاعة نحو مستقبل واعد لأردن الخير والعطاء. لقد عودنا جلالة الملك حفظة الله ورعاه على أن نجاح العمل وتميزه لن يكون إلا بتضافر الجهود وتعاون كافة المؤسسات الوطنية وتسخير إمكاناتها وطاقاتها المتاحة للوصول إلى الهدف الأسمى الذي يسعى جلالته أيده الله لتحقيقه في تأمين الحياة الكريمة والمستقبل المشرق لأبناء شعبه. وقد استطاع أن يصنعوا من الإمكانات المحدودة واقعاً أنموذجاً في مختلف اﻟﻤﺠالات ، مجسدين بذلك مبادرات جلالته الطموحة والتي جاءت تحمل مضامين الوحدة الوطنية بما تعنيه هذه الكلمة من دلالات ترسخ مفهوم العمل المؤسسي، والتكامل ما بين كافة أبناء الوطن ومؤسساته العامة والخاصة وتؤكد على تلاحم وتكاتف وتصميم الأردنيين جميعاً على المضي قدماً في مسيرة البناء والإنجاز رغم التحديات التي تواجه وطننا الحبيب والمنطقة بشكل عام وبما ينعكس على الوطن تقدماً ونماء ، مؤمنين إيماناً مطلقاً بأن عزة الأردن وصلابته وقوته مستمدة من الشرعية الدينية للقيادة الهاشمية الملهمة وارثها التاريخي العريق وما جسده جلالة قائدنا الأعلى من معاني الوحدة الوطنية ومبدأ التكامل والتضامن في النسيج الوطني الأردني .
ولعل ما حظي به جهاز الدفاع المدني من دعم موصول من جلالة قائدنا المفدى كان نقطة تحول كبير في هذا الجهاز الإنساني النبيل الذي شمل التحديث والتطوير في شتى مجالات العمل والاختصاص، ضمن خطط تطويرية وضعت بعناية وإستراتيجية مستقبلية شهد على أثرها جهاز الدفاع المدني تطوراً ملموساً في الإعداد والتأهيل وجعله قادراً على أداء واجباته بمهنية عالية واحتراف من خلال المعاهد والميادين التدريبية التي رفدت مواقع الدفاع المدني المنتشرة في كافة إرجاء الوطن بالكوادر المتخصصة في مجال الإسعاف والإطفاء والإنقاذ ، هذا إلى جانب الإشراف والتثقيف الوقائي لكافة شرائح المجتمع الأردني ، فضلاً عن توفر الحديث والمتطور من الآليات والمعدات التي تم إدخالها للعمل في جهاز الدفاع المدني لمواكبة النهضة الشاملة التي يشهدها أردن أبي الحسين في كافة المجالات، سيما ما تم إدخاله حديثاً من حافلات الإسعاف الجماعي التي كانت نقلة نوعية في تطوير الواقع الإسعافي والتي تم تصميمها وتجهيزها بالتعاون مع العديد من الشركات الوطنية الرائدة في هذا المجال ، بالإضافة إلى حصول جهاز الدفاع المدني على العديد من المنح كالمنحة السويسرية والتي شملت (143) سيارة إسعاف متخصص وكذلك رفد الجهاز بالآليات التي تتناسب والنهضة العمرانية لاسيما الآليات الخاصة بالتعامل مع حوادث المباني المرتفعة ضمن التطور العمراني الذي تشهده المملكة وخاصة في العاصمة عمان واستكمال نظام الإنذار المبكر ليشمل كافة أنحاء المملكة.
ونظراً لخصوصية بعض الحوادث والتي تحتاج إلى معدات فنية وكوادر بشرية مؤهلة للتعامل معها ضمن أفضل المستويات الممكنة و المتاحة فقد أخذ جهاز الدفاع المدني على عاتقه استحداث العديد من الفرق المتخصصة في مجال التعامل مع حوادث المواد الخطرة وحرائق الغابات والإنقاذ المائي والجبلي فضلاً عن فريق البحث والإنقاذ والذي استطاع بوحداته المتكاملة وتوفيره لكافة المتطلبات الدولية من أن يكون أول فريق عربي يحصل على التصنيف الدولي الثقيل في مجالات البحث والإنقاذ .
وبما أن الطموح لا بد أن يأتي على قدر أهل العزم فقد أثمرت الجهود الدؤوبة لجهاز الدفاع المدني عبر مسيرة العطاء والانجاز إلى الظفر بجائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية ضمن مستوياتها المختلفة حيث نالت المديرية العامة للدفاع المدني شرف الحصول على المركز الأول في المرحلة الفضية وللمرة الثانية على التوالي عن فئة قطاع المؤسسات العسكرية في دورتها السابعة. وختاماً فإننا في جهاز الدفاع المدني ونحن نعيش هذه المناسبة ذكرى الوفاء والبيعة لنؤكد بأننا سنبقى بعون الله عند حُسن ظن جلالة قائدنا الأعلى نوصل الليل بالنهار لأداء رسالتنا الإنسانية وبما يجسد التوجيهات الملكية السامية في تحقيق أعلى درجات السلامة لأبناء الوطن كافة والحفاظ على المكتسبات والمنجزات الوطنية من شتى المخاطر متطلعين والأمل يحدونا إلى بذل المزيد من العمل الجاد والمخلص ، خدمة لأردن أبي الحسين المعطاء ، وليبقى دوماً كما أرادْ قائد المسيرة المظفرة موطن عزٍ وشموخٍ وإباءٍ وكبرياء. حمى الله هذا الحمى الهاشمي الأشم وأدامه واحة أمن وأمان واستقرار بقيادة جلالة مليكنا وقائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظة الله ورعاه
أنه سميع مُجيب .
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/07 الساعة 11:39