رئيس اتحاد الناشرين يدعو الى محاربة «قرصنة» الكتب
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/11 الساعة 17:51
مدار الساعة - دعا رئيس اتحاد الناشرين الاردنيين مدير عام دار الشروق للنشر والتوزيع فتحي البس المؤسسات الرسمية المعنية الى محاربة "قرصنة" الكتب بوصفها احد الحلول لانعاش سوق النشر والنهوض به.
كما دعا في محاضرة القاها بعنوان "صناعة النشر في الاردن" مساء امس الثلاثاء في قاعة غالب هلسة برابطة الكتاب الاردنيين في عمان، مؤسسات الدولة الرسمية والاهلية والخاصة الى المساهمة بفتح مكتبات عامة في المحافظات ومناطق الارياف والبادية والمخيمات لتساهم بدعم حركة النشر.
ولفت البس في المحاضرة التي ادارها الدكتور احمد ماضي، الى ان مشروع مكتبة الاسرة الذي تشرف عليه وزارة الثقافة على اهميته، لا يغني عن صناعة النشر.
واكد على دور صناعة النشر في تنمية صناعة الثقافة، لافتا الى ان الدول التي لا تولي اهتماما بصناعة النشر بالتالي لا تولي اهتماما بصناعة الثقافة التي تعد احد ركائز التنمية المستدامة بحسب ادبيات منظمة اليونسكو التي تؤكد على ان المنتجات الثقافية لا يجب ان تترك لحركة اقتصاديات السوق.
واستعرض في المحاضرة مرحلة تأسيس اتحاد الناشرين الاردنيين ومنه الى تأسيس اتحاد الناشرين العرب، مشيرا الى ان المؤتمر الاول لاتحاد الناشرين العرب عقد في بيروت عام 1995.
واشار الى ان دار الشروق تأسست برأسمال من الناشر ماهر كيالي عام 1978، مبينا انه في تلك المرحلة لم يكن هناك دور نشر في الاردن وانما كان هناك وكالات توزيع ومكتبات تنويرية.
ولفت الى ان الفضل لظهور دار الشروق بشكل واسع يعود لرابطة الكتاب التي كانت تعقد ندوات ادبية ساهمت بالتشجيع على النشر، مشيرا الى ان اول ما نشرته الدار كان ديوان شعر "الخيول على مشارف المدينة" للشاعر والروائي ابراهيم نصرالله على اثر امسية له اقيمت في الرابطة.
وقال ان مرحلة حقبة النفط بعد عام 1973 شهدت صناعة النشر العربية مراحل ازدهار واستمرت حتى الغزو الاميركي للعراق عام 2003، لافتا الى ان الناشرين الاردنيين ارتأوا في بداية تلك المرحلة (سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي) انهم لا يستطيعون منافسة الناشرين اللبنانيين والمصريين في حقول الابداع والترجمة والفكر والتاريخ لذا رفعوا شعار نشر الكتب الاكاديمية والتي حققت منها دور النشر الاردنية ارباحا ما شجع الناشر الاردني على ولوج النشر في حقول الابداع الاردني المختلفة.
ولفت الى ان الغزو الاميركي للعراق ساهم بوجود فراغ في قضايا الفكر العربي التي حل مكانها الاسلام السياسي ما دفع لاحتلاله حيزا كبيرا في صناعة النشر بعد عام 2003.
وعزا الضائقة التي تمر فيها صناعة النشر في الاردن الى اسباب كثيرة منها موضوع الحريات، وغياب دعم مؤسسات المجتمع الرسمية والاهلية والخاصة، وضعف القدرة الشرائية للقارئ نتيجة الظروف الاقتصادية وتأكل الدخل، وغياب مراكز الابحاث وشبكات التوزيع، وتراجع اقتناء المكتبات العامة والاهلية والخاصة عن شراء كميات اكبر من الكتب، علاوة على تضخم اعداد دور النشر الذي وصفه بالتضخم "المرضي"، والتي غالبا ما تنشر في نفس الموضوعات.
وقال ان ظاهرة "قرصنة" الكتب حالت دون ان يقوم الناشر بنشر كتب جادة ومهمة لأنه لا يستطيع ان ينافس الاسعار التي تطرح في السوق للكتب المقرصنة، لافتا الى ان الطبعات الشعبية اسوة بما تقوم به دور النشر في مصر، غير مجدية في سوق صغير الحجم مثل الاردن.
وجرى في ختام المحاضرة مناقشة العديد من قضايا وموضوعات النشر ومنها حقوق المؤلفين المالية والنشر الالكتروني والعلاقة بين المؤلف والناشر وغيرها.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/11 الساعة 17:51