زهير توفيق يقرأ نقديا التناقضات الداخلية للنهضة العربية المهدورة
مدار الساعة - يرى مؤلف كتاب "النهضة المهدورة..مراجعات نقدية في المشروع النهضوي العربي وبناء المعرفية"، ان ازمة النهضة العربية تتمثل في تناقضاتها الداخلية والذاتية التي مهدت الطريق للأسباب الخارجية لاعاقتها ومنع تحققها في الواقع.
ويتابع المؤلف في كتابة الذي اشتمل على اربعة فصول في 343 صفحة من القطع الكبير وصدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، ان تلك الاسباب لم تترك للعوامل الداخلية الفاعلية اللازمة لتقوم مسيرتها وحمايتها من السقوط والتصفية، وفي مرحلة لاحقة تداخلت العوامل الداخلية والخارجية وشكلت معا عاملا واحدا تمظهر بالتأخر التاريخي الشامل الذي تعمق في التخلف لاحقا وكان سببا ونتيجة للاستبداد والتقليد ومن ثم السقوط والفشل.
كما يرى الدكتور توفيق ان مسؤولية الفشل والانهيار الممتد تقع على عاتق النهضويين العرب الذين انتجوا خطابا نهضويا قابلا للتفكك والانهيار من حيث المبدأ-مستوحين نظرية مالك بن نبي: "قابلية الاستعمار"، والتي فسرت نجاح الاستعمار في السيطرة واستغلال الارض والانسان من خلال استسلام الانسان الشرقي لقدره- منذ الانفتاح الاول على معطيات التقدم العربي، ووعي الذات بالتأخر التاريخي.
فيما يعتبر ان التفكيك الذاتي لمشروع النهضة العربية بحكم تناقضاته البنيوية اعاق تطوره كمشروع تغيير واستنفذ قدرته على الاستمرار والعطاء بغض النظر عن العوامل الخارجية (الغرب) التي فعّلت تناقضاته الداخلية بتقديم الخميرة اللازمة للمصالح والايدولوجيا لانضاج تلك التناقضات لمصلحته واستثمارها بالزمان والمكان والادوات المناسبة ضد الشرق ومشروعه النهضوي.