الكتابة بحبر بارد !!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/07 الساعة 00:26
بعد قرون من مغادرة كثبان الصحراء واستبدال سفينتها بأحدث المنجزات التكنولوجية ها هو العربي يقف من جديد تائها لا يعرف الشرق من الغرب والا الشمال من الجنوب، وكأن ما تبقى له من عمر في التاريخ هو من اجل البحث عن بوصلة، فاليمين واليسار تقاسما عدة هزائم ومن اشعلوا حروبا اهلية لم يسلموا هم وابناؤهم من نيرانها، ومن انكفأ داخل جلده وقال :ليأت من بعدي الطوفان أغرق الطوفان احفاده وجرف عظام اسلافه، ولم يسبق لهذا العربي التائه حتى في اعسر الاوقات ومنها الشدة المستنصرية ان اغترب عن ذاته الى هذا الحد، وجلس على الرمل القرفصاء وبدأ يكتب سطورا، سرعان ما هبت الرياح ومحتها !
وما اقوله ليس مرثية او تقريعا للذات، بل هو تساؤل قبل فوات الاون عن مستقبل اصبح هو الاخر عرضة للاحتلال لأن الحمولة الباهظة التي ورطنا بها ابناءنا واحفادنا تقصم الظهر والقشة فيها هي البحث عن النجاة منفردين بأي ثمن وعلى اي خازوق يُتاح!
لقد ادت اللامبالاة والخصخصة القومية التي جعلت من كل زقاق دولة الى نمط من الكتابة اشبه بتقارير الاطباء ، ومعظم ما يكتب الان منزوع الدسم واشبه بمعلبات انتهت صلاحيتها منذ زمن وما كان مفيدا في اوانه اصبح ساما الان، فكيف يمكن لانسان مهدد في هويته وذاكرته ووطنه وذريّته وكل ما ورثه عن اسلافه ان يكتب بحبر بارد ودم اشد برودة وكأنه يكتب عن الرومان في خريفهم او عن خليفة عباسي طاف به الموالي على بغلة عرجاء بعد ان سملوا عينيه !
ما الدراما ان لم تكن هذه فصولها وما التراجيديا ان لم تكن هذه العشرات بل المئات من الملايين ضحاياها بين قتل وتشريد وتجويع وتغريب ؟
لقد سبقنا المتنبي اطال الله في عمره الشعري حين قال تكسرت النصال على النصال وانتهى الى ان الموتى لا يتألمون حتى لو اوغلت السكاكين في لحمهم وعظمهم حتى النخاع !!
الدستور
وما اقوله ليس مرثية او تقريعا للذات، بل هو تساؤل قبل فوات الاون عن مستقبل اصبح هو الاخر عرضة للاحتلال لأن الحمولة الباهظة التي ورطنا بها ابناءنا واحفادنا تقصم الظهر والقشة فيها هي البحث عن النجاة منفردين بأي ثمن وعلى اي خازوق يُتاح!
لقد ادت اللامبالاة والخصخصة القومية التي جعلت من كل زقاق دولة الى نمط من الكتابة اشبه بتقارير الاطباء ، ومعظم ما يكتب الان منزوع الدسم واشبه بمعلبات انتهت صلاحيتها منذ زمن وما كان مفيدا في اوانه اصبح ساما الان، فكيف يمكن لانسان مهدد في هويته وذاكرته ووطنه وذريّته وكل ما ورثه عن اسلافه ان يكتب بحبر بارد ودم اشد برودة وكأنه يكتب عن الرومان في خريفهم او عن خليفة عباسي طاف به الموالي على بغلة عرجاء بعد ان سملوا عينيه !
ما الدراما ان لم تكن هذه فصولها وما التراجيديا ان لم تكن هذه العشرات بل المئات من الملايين ضحاياها بين قتل وتشريد وتجويع وتغريب ؟
لقد سبقنا المتنبي اطال الله في عمره الشعري حين قال تكسرت النصال على النصال وانتهى الى ان الموتى لا يتألمون حتى لو اوغلت السكاكين في لحمهم وعظمهم حتى النخاع !!
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/07 الساعة 00:26