لماذا اخفق النجوم في كأس العالم ونيمار حضر للتمثيل؟!
كتب :عبدالحافظ الهروط
قد يقول قائل ان كاس العالم التي تتواصل "معاركها" على الارض الروسية، خرجت عن النص بخروج مرشحيها، وقبلها لم تتأهل هولندا وايطاليا، ولكن لكرة القدم شؤوناً ودروساً،لم تُستوعب بعد.
طبعاً، العرب لسنا بوارد لذكرهم،لأن "العليق لا ينفع عند الغارة" ومشاركاتهم فزعة منذ عشرات السنين.
واذا كانت بعض المباريات أشرّت منذ البداية الى ان هناك تهديداً "للكبار" الا ان نجوم العالم ومدربي منتخباتهم لم يتعظوا من "المطبات الهوائية" على "الحدائق الخضراء" ولم يسمعوا العويل على المقاعد الجميلة، وكأن في آذانهم وقراً،وعلى عيونهم غشاوة، لماذا؟
جاء اشهر التجوم على وجه الخصوص الارجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو والاورجوياني سواريز و"الممثل" البرازيلي نيمار،ظناً منهم ان المنافسة على اللقب بسياسات كثيرة لا يمكن حصرها،وتحديداً منتخب البرازيل الذي كان المرشح الأقوى، ستكون كافية، فغادرت منتخباتهم تباعاً،حيث غادروا الى غير رجعة، ولكن لكل واحد منهم قصته.
هذا لا يعني الاغفال عن نجوم أكدوا انهم مع منتخباتهم القوية والضعيفة منها،بأن لا احتكار للنجومية وان النجومية بالاداء وليس بالأسماء،وهو ما حدث،فالمنتخبات التي ما تزال على الأرض تناضل،بمنظومتها ونجومها،احق بالبقاء من منتخبات تزخر بأشهر النجوم واكثرهم سعراً،وكان عليها المغادرة، مع الاشارة الى لكل نجم ومنتخب عذره، اعني المغادرين.
لنبدأ،بخروج منتخب الارجنتين،الذي يقف على رأسه النجم الأول ميسي ولم يظهر بصورة "البطل"، ورغم ما كنا نسمع عنه بتدخله في تشكيلة منتخب بلاده، الا ان هذا – ان كان صحيحا - لا يدينه، بقدر ما يدين المدرب سامباولي الذي ثبت انه غير مؤهل لقيادة منتخب مثل الارجنتين،سواء من الناحية الفنية في توظيف قدرات النجوم، او قوة الشخصية التي تقول لميسي "لا تتدخل في التشكيلة والا مصيرك على الدكة" مثلما ظهرت سلوكياته الانفعالية على عكس المدربين الآخرين الذين كانوا في تفكير عميق وهم يديرون منتخباتهم في الملعب وغرف العمليات.
اما النجم البرتغالي رونالدو فلم يكن هناك مشجع بالعالم يتوقع وصول المنتخب الى المباراة النهائية باعتباره منتخباً قائماً على منظومة منقوصة، وقد ظهر رونالدو بمستوى قدراته التي تشفع له بأنه ليس سبباً في خروج منتخب بلاده، ويكفي انه سجل اربعة اهداف كانت كفيلة بالتعادل مع المنتخب الاسباني والتأهل لدور الثمانية.
على ان النجم الاوروجوياني سواريز، ففي اعتقادي انه حافظ على نجوميته ليس فقط بالتسجيل وتأهل منتخب بلاده، بقدر ما ظهر في صورة فنية تجلت في لقاء البرتغال، ولكنه فقد نصف جسده بإصابة توأمه كفاني، فلا عذر ان خرجت الأوروجواي.
الطامة الكبرى، كانت عند المنتخب البرازيلي، عندما انساق الاعلام بأكمله وراء النجم نيمار وظن الكثيرون من عشاق وانصار اللعبة انه القائد الفاتح لـ روسيا وسيعود بالذهب الى بلاده،فالمنظومة للمنتخب كانت مثالية الا ان نيمار اختار "التمثيل" داخل الملعب وخارجه لجذب الأنظار من جماهير وكاميرات،فسقط من فوق خشبة المسرح، لأنه ظن بأنانيته وتمثيله بادعاء الاصابة والبحث عن ضربة جزاء والفردية بالكرة لأطول وقت،واضاعة الوقت على حساب منتخبه،انه سيظل "معبود الجماهير"فاستحق الخروج مع ان الفرصة كانت متاحة للبرازيل للذهاب الى ما هو ابعد وحتى ان يكون الطرف الأول او المقابل في النهائي.
هذا لا يعني ان نجم بلجيكا هازرد ونجمي كرواتيا راكيتيتش وموديريتش والفرنسيين غريزمان والصاعد مبابي وغيرهم لم يكن لهم دور مع زملائهم في "المنظومة الجماعية" من تأهل منتخباتهم حتى سال لعابهم طمعاً باللقب او للدور نصف النهائي، لا بل ظهروا نجوماً كباراً.
خلاصة القول: ان كرة القدم لم تعد نتائجها تقوم على النجم الوحيد او الأوحد، كما كان في عصر بيليه، ومارادونا على وجه التحديد، كذلك فإن النجم المغرور والاناني انما يحفر قبره ويدفن موهبته بفكره قبل قدمه وان كانت من ذهب.