من وحي كاس العالم .. هناك ما هو أسمى من الفوز

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/06 الساعة 15:08

كتب: عبدالحافظ الهروط - لم تعد كرة القدم بنتائج الفوز او عند حفل الافتتاح وحدها من تنثر الفرح على وجوه متابعيها، وان كان الفوز حلواً..

نتابع كاس العالم الدائرة في روسيا فنجد :

جماهير

اجناس بأصباغ ترقص طرباً وتارة تراها حزينة، لا فرق بين دمع الفوز ودمع الخسارة الا بمشاعر الكبت او اطلاق الزفرات والعبارات، فالبرازيل تفوز والمانيا والارجنتين واسبانيا تخرج رغم عظمتها وو..ويخرج معها نجما النجوم ميسي ورونالدو الى غير رجعة.

روسيا وانجلترا وبلجيكا وكرواتيا ومنتخبات اخرى تبحث عن اللقب المجهول،والعرب قد ودعّوا المحفل بخسائر، لا نريد ذكرها.

الجماهير لا تريد ان تغادر الارض الروسية وان غادرت منتخباتها،فالمناسبة وان كانت تدحرج كرة القدم اساس جذبها، الا ان ثقافات وصداقات وحكايات تتشكل هناك،ولسان حال اصحابها يقول: لماذا الحروب تدور ايها العالم؟

هذا سؤال يبحث عن اجابة، ونجزم ان الساسة وانظمة الحكم،لا يجيبون او حتى يصغون الى مثل هذا سؤال، رغم اهميته،وانه مطلب الشعوب.

وآخرون مؤيدون يقولون: كفى من نيران تلد نيراناً لتزداد اشتعالاً، بعد ان احتكرت دول عظمى سلاح الدمار الشامل، وصارت الكرة الارضية برمتها على فوهة بركان، في الوقت الذي تواصل فيه كرة القدم نثر مفاجآتها بحلوها ومرها،والشعوب شاخصة من كل دولة ودولة الى البلد المستضيف، وشتان ما تصنعه السياسة وما تصنعه الرياضة.


مدرجات آمنة وبيكاسو ينهض من مرقده

اجتاز عدد المباريات حاجز الـ 100 ولم نشهد كرسياً تطاير من مكانه،رغم صعقات الاهداف المسجلة او الفرص الضائعة، في الوقت القاتل من زمن المباراة او الوقت المبدد او احتساب ضربة الجزاء وعند تنفيذ الضربات الترجيحية.

ومهما كانت قسوة صافرة الحكم او صحتها وظلمها على هذا المنتخب او ذاك،او اعطاء بطاقة حمراء او صفراء لنجم من النجوم، فقد ظلت المقاعد آمنة دون احتكاك او اعتداء.

اطفال رضّع يغطوّن بنومهم العميق بأحضان امهاتهم وعلى صدور آبائهم، وشيوخ ركّع يسترخون في آماكنهم، وشباب وشابات يتفاعلون جل وقتهم،حتى عندما يتأخر منتخبهم عن نظيره بتسجيل هدف.

وازياء جميلة بالوان قزح،يرتديها المشجعون كباراً وصغاراً،وحركات كالامواج فوق المدرجات حتى تظن ان الفنان الاسباني بابلو بيكاسو نهض من مرقده وغمس ريشته ليرسم لوحته في كل ملعب، فيما صفّق كل من شاهد هذا الرجل الياباني وهو "يكنس" النفايات بعد مغادرة الجمهور مقاعدهم،ليؤكد ان حضوره لم يكن لتشجيع منتخب اليابان فحسب، وانما لنقل ثقاقة شعب بلاده للعالم كله،ايضاً.

وظلم ذوي الضاد

مؤسف جداً، ان نظلم نحن العرب لغتنا الجميلة والاجمل بين اللغات، يظلمها المحللون والمعلقون والمراسلون والاعلاميون العرب،بمفردات نابية، وكأن لغتنا العربية لا تحمل مفردات غير التي نسمعها من هؤلاء.

نسمع مفردات لا تليق بالرياضة ورسالتها النبيلة ..بهدلة، مهزلة، مُذلة، معيبة، فضيحة، وعلى هذه الشاكلة.

بدأت هذه الكلمات المشينة وغيرها بخسائر المنتخبات العربية (السعودية ومصر والمغرب وتونس) وبعد ان خلص (ربعنا) على الشاشة من نعت منتخبات الاشقاء، جاء الدور على منتخبات الدول الصديقة.

على الجهة المقابلة، اتحدى اي مستمع ومشاهد في وطننا العربي ان يكون قد سمع من محلل ومعلق ومراسل واعلامي اجنبي ان لفظ كلمة من الكلمات التي لفظها نظراؤهم، سواء لمنتخباتهم او منتخبات البلدان الأخرى،لذلك نظل متأخرين عن الركب العالمي، بما في ذلك الركب الرياضي.

اقول هذا، واجزم، ان المانيا والارجنتين واسبانيا وغيرها من منتخبات خرجت مبكرة ستعود الى مونديال قطر بكل قوة،بينما يصعب عليّ ان ارشح منتخباً عربياً من منتخبات الاربعة ان يترشح لكاس 2022 وقد استفاد من اخطائه التي وقع بها في روسيا، ان لم تكن العودة بعد سنوات او عقود.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/06 الساعة 15:08