عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/05 الساعة 01:15
أظهرت التصريحات الصحفية المشتركة لوزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس، تفهما روسيا لموقف الأردن من مسألة اللاجئين، واستعداد موسكو لتسهيل جهود الأردن والمنظمات الدولية لإغاثة النازحين السوريين داخل أراضيهم، وهى القضية التي شدد عليها الصفدي خلال المباحثات.
وفي ضوء هذه التفاهمات، نتوقع أن تشهد جهود الإغاثة انسيابا أكبر,ومن غير المستبعد أيضا أن تخف وتيرة النزوح، مع تقدم المفاوضات بين الروس والمجموعات المعارضة في الجنوب وصولا لاتفاق بوقف إطلاق النار ينهي معاناة السوريين في الجنوب.
الوصول إلى هذه المرحلة ليس أمرا بعيد المنال،فقد تشكلت قناعة لدى مختلف الأطراف بأن القواعد التي تحكم الأزمة السورية في طريقها للتبدل بشكل جذري، بصرف النظر عن المواقف والتوجهات من طرفي الصراع.
وقبل أن تبلغ الأزمة هذه المرحلة من الانفراج، يتعين على الأردن أن يشرع في ترتيب أوراقه وتحضير جدول أعماله للمرحلة المقبلة وفق مصالحه الوطنية.
لايستبعد المراقبون أن نشهد في الأشهر المقبلة ترتيب الأوضاع على الحدود مع عودة السيطرة لقوات الجيش السوري، وفي هذا الإطار سيكون فتح معبر نصيب مطروحا بقوة.
تحتاج مثل هذه الترتيبات لاتصالات مباشرة بين الجانبين الأردني والسوري على مستويات عسكرية وأمنية وجمركية، لكن في المحصلة سياسية.
أول من أمس وجهت الحكومة السورية دعوة لافتة ومهمة للسوريين الذين هجروا بلادهم بفعل الحرب، بالعودة إليها على الفور.
ينبغي على الأردن ان يلتقط هذه الرسالة، ويعكف على إعداد جدول زمني لعودة اللاجئين السوريين الراغبين إلى بلادهم بعد استقرار الأوضاع في الجنوب السوري، وفتح المعابر الرسمية بين البلدين.
لايمكن إحياء وترتيب العلاقات بين البلدين قبل الاتفاق على معالجة ملف اللاجئين. الحكومة السورية تؤكد عودة الهدوء إلى معظم المحافظات السورية،وترحب بعودة مواطنيها،لكن عليها في المقابل أن تستعد لعودتهم بسلسلة من الإجراءات الضامنة لتأمين متطلبات الحياة الكريمة،وبرمجة هذه العودة من عدة دول في المنطقة وخارجها.
عودة اللاجئين السوريين مصلحة أردنية عليا، ومن أجلها يجب فعل كل مايلزم من اتصالات دبلوماسية وخطوات سياسية،قبل أي شيء آخر.
نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين في الأردن ينحدرون من محافظة درعا والمناطق المجاورة، وهم الأكثر استعدادا للعودة، في حال اكتملت المصالحات بين النظام والمعارضة، واستتبت الأوضاع الأمنية. علينا أولا ان ندفع بهذا الاتجاه الاتجاه، والأردن يبذل بالفعل جهودا كبيرة لتحفيز المجموعات المسلحة على التفاهم مع الروس والنظام السوري، ولاحت بالأمس فرصة كبيرة لإحداث اختراقات على هذا الصعيد.
الأكيد أن اعدادا غير قليلة من اللاجئين السوريين لاتفضل العودة في البداية، وقد يختار بعضهم الإقامة لفترة أطول في الأردن. لن نتخلى عن هذا الواجب الإنساني، لكن هناك عشرات الآلاف يقيمون على بعد مسافة قصيرة من قراهم وبلداتهم، ولاشك أنهم مستعدون للعودة لديارهم على الفور.علينا أن نعمل لتسهيل حقهم في العودة.
الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/05 الساعة 01:15