دبلوماسية القنافذ!!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/04 الساعة 01:11
تعددت تعريفات الدبلوماسية تبعا لما يغلب عليها من صفات، فهناك دبلوماسية ناعمة الملمس لكنها تتقن اللدغ، ودبلوماسية خشنة لا تعنيها التقاليد بسبب اركانها الى فائض القوة، ودبلوماسية تتم عسكرتها على الطريقة الامريكية ليس فقط من خلال تولي جنرال وزارة الخارجية، كما حدث مع كولن باول المخدوع بأسلحة الدمار الشامل والذي استقال، بل من خلال صورة التقطت لوزيرة الخارجية كونداليزا رايس وهي تلتقط عن رأس جندي امريكي الخوذة وترتديها على سبيل الدعابة الانثوية لكنها في الحقيقة كانت تضع الخوذة على رأس الدبلوماسية في بلادها وليس على رأسها. لكن ما لم توصف به اية دبلوماسية من قبل هو ما اسميه دبلوماسية القنافذ، فاحيانا يتعانق سفيران او دبلوماسيان من اي مستوى بحيث يصعب فك الاشتباك بينهما، لأنهما اشبه بالقنافذ التي تغطيها الاشواك، وما يصدر احيانا عن الدبلوماسية الاسرائيلية يذكرنا بالقنافذ، لأن الطافي على السطح من العبارات نقيض ما يدور في الباطن والاعماق. ومن يفرط في الثرثرة عن السلام انما يخفي بواسطة اللغة نزعة عدوانية متوحشة، لهذا ليس مهما ما يقال بل الاهم هو ما تتم ممارسته بعيدا عن الكاميرات والكواليس السياسية، وحين تتداول الميديا تغريدات بعض الساسة ومنهم قادة لدول كبرى اقرب الى النعيق فان اول صدى لما يقولونه هو ما عبر عنه مثل عربي قديم : رمتني بدائها وانسلت، والحيوانات الشرسة قد تبدو للساذج من الناس انها تبتسم وهي في الحقيقة تبرز انيابها استعدادا للانقضاض على الفريسة، وهذا ما يفعله من يقتلون البشر باسم حقوق الانسان ويتحالفون مع الطغاة دفاعا عن الديموقراطية، وباختصار فان حاميها في عالمنا هذا الذي انعطبت كل بوصلاته السياسية والاخلاقية هو حراميها! إن مشاهد دبلوماسية القنافذ التي نراها على مدار الساعة عبر الشاشات تصيبنا بغثيان الرأس وليس في الاحشاء! الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/04 الساعة 01:11