الشمري يكتب: كفاكم مزاودة على الاْردن

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/01 الساعة 17:53
د. مروان الشمري كنت قد اغلقت صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي لغايات إكمال مشاريع بحثية معلقة منذ فترة، غير ان رسائل العديد من الأصدقاء من الغيورين على الاْردن والمحبين لترابه والتي ألحوا فيها عليَّ للاطلاع على تغريدات وكتابات بعض الحاقدين على هذا البلد ممن يحاولون تشويه صورة الاْردن ناصعة البياض في اغاثة الملهوف ونصرة الضعيف والاصطفاف الى جانب قضايا أمته والتي كلفته الكثير الكثير جعلتني اضطر للبحث في تويتر وفيسيوك عن كتابات وتغريدات هؤلاء المرتزقة مدفوعي الأجر ومشبوهي الاجندات. اكثر ما لفت انتباهي هو الكتابات المسمومة للعديد من السوريين المقيمين في قطر وأوروبا والذين هاجموا الاْردن بسبب ممارسته سيادته على أراضيه ولأنه يحاول حماية سوريا من التشرذم والتقسيم ولأنه يحاول ان يضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته بوضع حد لما يجري في سوريا. ان الموقف الأردني كان ولا زال أكثر المواقف العالمية والعربية وضوحا وشفافية وقوة في الوقوف لجانب سوريا شعبا وأرضاً. كيف لا وهو الذي يستضيف اكثر من مليوني لاجئ على أراضيه يتقاسم معهم موارده المحدودة ويوفر كل ما بوسعه لهم ليخفف عنهم وطأة المعاناة والظروف الصعبة. كيف لا وهو الذي لم يهدأ قائده في كل جولاته الخارجية يلح على اللاعبين المؤثرين في الحرب المدمرة في سوريا على ضرورة إيجاد حل سلمي للازمة في سوريا تضمن وحدة أراضيه وعودة اللاجئين الى بلدهم وتضمن عودة الحياة الطبيعية الى سوريا. كيف لا وشعب الاْردن تقاسم رغيف الخبز والمسكن والمشرب والملبس مع اخوانه من السوريين ممن شردتهم الحرب. كيف لا وجنود جيشنا العربي يحملون أطفال سوريا بيد وباليد الاخرى يقودون الشيوخ والنساء ليعبروا بهم الى بر الأمان طوال الحرب، كيف لا وجيشنا وأجهزتنا وطواقمنا تصل الليل بالنهار لتقدم كافة الاحتياجات لاخواننا اللاجئين والنازحين، كيف لا وشعبنا يهب من أقصى جنوبه لاقصى شماله ورغم شُح الامكانات في حملة شعبيه ورسمية لجمع الإغاثات للسوريين.... أين هُم عرب الردة ممن يستضيفون الابواق التي تهاجم الاْردن؟ وأين كانوا طوال الحرب؟ ولماذا بالأصل اشعلوا هذه الحرب ان لم يكونوا قادرين على تحمل تبعاتها ولماذا دوما يراد من الاْردن ان يكون جمل المحامل!؟ قدم الاْردن ويقدم أقصى ما يستطيع رغم محدودية موارده وصعوبة ظرفه لكل شقيق في محنة وما رأينا شكراً ولا امتنانا ولا راينا احدا من عرب الردة قادراً على ان يتحمل ربع ما تحمله ويتحمله الاْردن وشعبه وقيادته. لقد كان الموقف الأردني وما زال مصرا على ضرورة الحل السلمي للازمة في سوريا في الوقت الذي تصر أطراف عربية ودولية على ابقاء الصراع خدمة لأجندات تتصارع في المنطقة وعلى ارض سوريا الحزينة. ان الملام في ما يجري في سوريا هم أؤلئك الذين أطلقوا شرارة الحرب ومن مولوها ومن دعموا الصراع والاطراف المتصارعة ومن يصرون على ابقاء جذوتها مشتعلة دونما أدنى اعتبار لما يجري لارض وشعب سوريا. ان العوامل الأمنية واللوجستية والأبعاد الاستراتيجية لما يجري على الحدود مع درعا تقتضي من الاْردن ان يضع امنه الوطني وأمن مواطنيه ومصلحته العليا فوق اَي اعتبارات في الوقت الذي جدد ويجدد الاْردن عبر مسؤوليه التزامهم الإنساني بمساعدة الاشقاء داخل أراضيهم ويدعو المجتمع الدولي للعمل على ذلك أيضا. وعلى كل المتشدقين والمتنطعين والمرتزقة من ثوار الفيسبوك وتوتير ان يغلقوا افواههم وإن كان لديهم ذرة من عزة أو كرامة فليقدموا للسوريين عشر ما قدمه من تضحيات اصغر اردني. سيبقى الاْردن وشعبه راية عز وكبرياء وسيكتب التاريخ ان شعبه الابي وقيادته كانوا الوحيدين الذين لم تتلطخ أيديهم بمؤامرات عرب الردة وأسيادهم في الخارج. حفظ الله الاْردن وقائده وشعبه الطيب وليخسأ الخاسئون
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/01 الساعة 17:53