حوار حول التحديات والفرص في دراسات حل النزاعات واستخدام الحوار البنّاء (صور)
مدار الساعة - اقامت " منصة تقدم " لاردن ديمقراطي بالتعاون مع مدراس الاهلية وومدارس المطران حوارا مع خبيرة بناء الحوارات المجتمعية وحل النزاعات الدكتورة ألما عبدالهادي ويحاورها الدكتورة سلمى النمس ، تحدثت فيها الخبيرة الدكتورة الما عن فكرة نشأة مجال حل النزاعات واستخدام الحوار خاصة أنه يختلف اختلافاً واضحا عن العلوم السياسية ، وان الوصول لاتفاق هو ليس الغاية التي نتوجه لها بشكل عام في حل النزاعات، وان الاتفاق هو ليس الغاية لأن الشرارة من الممكن أن تحصل فجأة مرة أخرى دون سابق إنذار وربما ستعيدنا إلى نقطة البداية. وانه يمكن ان يكون الاتفاق على عدم الاتفاق هو بحد ذاته نجاح.
وسألت الدكتورى سلمى النمس الخبيرة : نحن اليوم في الأردن، نعرف أن هناك تركيز على المدن الرئيسية في الدول وهناك تهميش للمحافظات والمجتمعات المحلية فيها، المحاولات في الأردن لم تصل إلى المستوى المطلوب. ما زلنا قاصرين على دمج جميع الأطراف في الأردن، ما الذي نستطيع فعله لنتفادى هذه المشكلة؟
و أجابت الخبيرة انه من المهم المرور بخطوات:
"أولاً: التقييم وفهم المناخ والسياق، عليّ أن أُحضّر، أن أفهم جميع الأطراف الموجودة. عليّ أن أكون واضحاً مع المجموعات التي سنعمل معها. هذا النوع من التقييم والتحضير يأخذنا ساعات عديدة من التحضير، نجلس لنتوقع سيناريوهات لما يمكن حدوثه، وهذا أمر مهم جداً.
ثانياً: التوثيق، من المهم تعلّم طرق لتوثيق حالات حل النزاعات وتحليلها بطرق أكاديمية، من المهم لدينا أن نرى أين نجح المجتمع الأردني في التعاطي مع النزاعات، من المهم أيضاً أن نُسجّل نقاط الفشل، لكي نتعلم منها في التحليل لإيجاد طرق لحلول جديدة. هذه الطريقة من التحليل والدراسة يجب أن تكون داخليّة وليس خارجيّة ( من أهل وأصحاب المشكلة). نحن من نعرف السياق ومن يفهمه والأقدر على تحليله وتقييمه وتوثيقه وهذه خطوة مهمّة على الأردن البدء في تنفيذها.
ثالثاً: السعي لإيجاد آليّات للحوار وحلّ النّزاعات، علينا دراستها والتعلم من الخبرات الأخرى ومن الكفاءات العربية، والكفاءات العربية هي كفاءات موجودة وتعمل جاهدة.
وسالت النمس عن القضية الفلسطينية: لماذا لم يتمّ حلّ القضية الفلسطينية والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي؟
واجابت الخبيرة : أنا أعتقد أن على الولايات المتحدة يجب أن تكون جزءاً من الحوار على الطاولة وليس وسيطا بها لانها جزء من المشكلة ، طبعاً لم يتم حل الصراع العربي الإسرائيلي أولاً لأنه صراع غير قائم على الحق بنظر الاطراف الدولية ، ولأنه لا يوجد نيّة دوليّة لحلّ هذه المشكلة، من المهم النظر على جذور المشكلة والمرور بالكثير من الخطوات لكي نبدأ بحل المشكلة، كل الدراسات التي قمنا بها بهذا الخصوص تشير إلى أنّ القضيّة يتم التعامل معها على أساس أنها أزمة ومن المهم إدارتها، لا يتم النظر لها على أنها مشكلة قائمة على حق ، وهذا ما يعيق حلها.
وتم الحديث في الحوار عن مواضيع متنعة في مجال حل النزاعات :
• كيف من الممكن أن نُنشّط الحوار بين الطبقات المجتمعية المختلفة في الأردن، كيف من الممكن أن نخلق حواراً مع الطبقة الكادحة في المجتمع؟
• كيف لنا أن نستفيد من هذا العلم بكل الطرق الممكنة لنحاول حل الصراع العربي الإسرائيلي؟
• إلى أي مدى من خلال مشاهداتك وتجربتك تعتبري أن المبعوثين في الأمم المتحدة عملهم وآلياتهم وتدخلاتهم مترهّلة؟ ما تقييمك لهم؟
• نحن نعمل بطريقة الفزعات، لا نملك مأسسة( لنأخذ جامعة الدول العربية كمثال)، كيف لنا أن نعيد المصداقية مع هذه المؤسسات مثلاً؟
• بالنسبة لفض النزاعات، إلى أي مدى من الممكن أن نعتمد وأن نثق بحيادية ومصداقية الطرف الثالث الذي نعتبره طرفاً مهماً في النزاعات؟
• في حال نجحنا في حل النزاعات ووصلنا إلى خلاصة أو حل ما، ما هو الضامن لنجاح المخرجات سواء على مستويات دولية أو مستويات بسيطة؟ كيف نضمن ونحمي المخرجات؟
• كيف نستطيع تحليل عناصرحلقة النزاع والحوار، لكي نستطيع العمل على طرق للتنفيذ بدون أن تكون أكاديمية بحتة، طرق للتنفيذ بسيطة تصل لكل الناس ويفهمها الجميع؟ ( كيف نستطيع أن نبسّط هذا العلم ليصبح متاحاً للجميع؟)
• بخصوص النساء بشكل خاص: تُتّهم المرأة أن المشاعر هي التي تقودها، ما دور المشاعر في حل النزاعات وهل المرأة قادرة على أن تكون في هذه الآلية؟
• في أي مشكلة يوجد طرفين، لو كان هناك طرفاً لا يريد حل المشكلة أو النزاع، كيف نتعامل مع الأمر أو مع هذه الحالة؟
حضر اللقاء نخبة من المهتمين من قطاعات مختلفة حيث تقدم الحضور معالي العين سمير عبدالهادي وسعادة العين هيفاء نجار وحضر ممثل عن وزير التربية والتعليم الدكتورة انتصار العدوان ، كما حضر اللقاء اللواء المتقاعد الباشا مروان العمد و رئيس مجلس امناء تقدم الدكتور عزالدين كاتخدا وعضو مجلس ادارة تقدم المهندسة ميساء البطاينة ومدير عام المنصة السيد ماهر التل و العديد من المهتمين في مجال حال النزاعات .