الأردنيون غير.. الرمثا وإربد والمفرق وجرش.. كفو نتنومس بكم

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/01 الساعة 10:44
د. عساف الشوبكي لا زلت كغيري من معظم الشعب الاردني مستغرباً من الموقف الرسمي الاردني هذه المرة الذي لازال مصراً على عدم مساعدة الفارين من اشقائنا السوريين من وجه الموت والظلم والبغي والعدوان، فالاردن لم يتوانى في اي مرة وفِي كل زمن وتحت كل ظرف وعبر تاريخ الشعب والدولة عن مد يد العون والمساعدة والمساندة لكل ملهوف وصاحب حاجة ومظلوم. هناك من يقول لماذا لم يساعدهم العرب الآخرون وخاصة أهل الخليج وهناك من يقول كفانا مهاجرين ومهجرين فقد أصبح الوطن مخيماً لللاجئين من العرب والمسلمين وغير المسلمين، وهذا صحيح لكنه قدر الاردن والاردنيين، الاردن الكبير بشعبه الشجاع الكريم الطيب الشهم وبقيادته التي نادت بوحدة العرب ولازالت تدافع عن حق العرب وترفع الظلم عنهم ولا تقبل بالتنازل عن ارضهم ومقدساتهم، الاردن العظيم بعيون ووجدان ابنائه، فنحن لا نرى وطننا الا كبيراً يطاول العظام مجداً وتاريخاً وهمة وشموخاً رغم شُح الامكانات وضيق ذات اليد ، وان يكون وطننا ملاذاً للمستضعفين فان ذلك يحسب للأردن والاردنيين لا عليهم فهذه مشيئة الله ان تتهيأ الظروف لأن يكون الاردن خيمة أمانٍ واطمئنان لكل المستضعفين والمستجيرين به والفارين بارواحهم ودينهم وأعراضهم من ظلم وجور الأعداء الظالمين والمتجبرين ، فلا يجب ان يتوقف دور الاردن التاريخي المساعد والمساند والداعم والمغيث للمشردين والمنكوبين سواء في الوطن او خارجه، وعلى الدولة وهذا دورها ان تقوم بإدارة هذا الملف الإنساني بما لايؤثر على أمن وسلامة الوطن والمواطنين الى ان تتهيأ الظروف لعودة جميع المهاجرين في وطننا الى بلادنهم وبعيداً عن الاستيعاب والتجنيس والإقامة الدائمة. والآن وفِي الحالة المعاناة هذه التي يعيشها اخواننا وجيراننا في درعا وبخاصة الذين يقفون عطشى وجوعى ومرضى شيوخاً ونساءً واطفالاً فان الواجب يقضى بمساعدتهم باقصى درجات السرعة وتأمين الامن والأمان لهم ولو كان ذلك بمخيمات آمنة في بلادهم اما ان يُترك هؤلاء دون ان يسمح لهم بالدخول الى الاردن يتضورون الماً وخوفاً وجوعاً ويموت اطفالهم تحت الشمس وفِي العراء فان ذلك ليس من عقيدتنا واسلامنا وشيمنا وعاداتنا وتقاليدنا .
مرة اخرى وثالثة ورابعة الى ان تستجيب الحكومة لنا ، لا يجب ان يُترك الأطفال والنساء والشيوخ من هؤلاءالمستجيرين بِنَا في حر الشمش اللاهب دون ماء وطعام ودواء وحليب أطفال ومأوى يفترشون الارض ويلتحفون السماء،وفِي ظل التقصير الرسمي الدولي والعربي والاردني البليد ازاء هؤلاء المظلومين الذين لا ذنب لهم في المأساة التي يكابدونها. لكن مما يثلج الصدر ويبعث الأمل ومما نتنومس به ونميل له عقال الراس، هاهم نشامى الرمثا وإربد والمفرق وجرش رجلاً وشباباً ونساءً واطفالاً يهبون حمية وكرماً وأصالة ورجولةً لنجدة أشقائهم والتبرع للجيران المستغيثين والوصول الى هؤلاء المضطهدين يردون لهفتهم بالنخوة ويمسحون دموعهم ويقدمون جوداً من موجودهم ، الماء والخبز والدواء وحليب الأطفال والطعام، يبتغون وجه الله ورضوانه.
بوركتم ايها النشامى والنشميات يا نبض الوطن الصادق وياضمير العرب النقي ، وبوركت هبتكم وفزعتكم ومليون عفيه ومليون كفو والمجد لكم ايها الاردنيون الذين تعلمون الرسميين الخانعين في عمان معاني الإيثار وشيم الرجولة. ومن هنا اناشد كل الأردنيين والأردنيات الأُباة الذين تجري النخوة في عروقهم والذين تربوا على الكرم والطيب والفضيلة الى نجدة اخوانهم المتواجدين على حدود سايكس بيكو، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/01 الساعة 10:44