لا للمزاودة على الأردن وأهله
كلنا مع العرب والمسلمين، همنا واحد ووجعنا واحد ، والأردن بمساحته الصغيرة وشعبه الكبير لم يتوانى يوماً عن تقديم المساعدة بالرجال والمال لكل من طلبها والشواهد على ذلك كثيرة .
في هذه الأيام يروج البعض بأن الأردن أغلقت حدودها الشمالية مع سوريا بسبب الوضع الإقتصادي الصعب الذي تمر به الأردن ، كما أن ذلك البعض يزيد على ان الرحمة والإنسانية إنعدمت من قلوب الأردنيين الرافضين لفتح الحدود ، وهذا الكلام عار عن الصحة.
ذلك البعض نسوا أو تناسوا أن حدودنا الشمالية السورية بقيت مفتوحة لسنوات طويلة وأن إخواننا السوريين يعيشون معنا وبيننا وبالملايين ، وأن كامل حدودنا بما فيها الجوية والبحرية مفتوحة منذ عشرات السنين ، واستقبلت ملايين اللاجئين العرب الذين يعيشون بيننا وشاركونا حياتنا وأرضنا ولقمة عيشنا وبكل نفس راضية منّا.
ما يحدث اليوم مختلف تماماً عما سبق ، وبعيداً عن العاطفة وبكل عقلانية نقول أنه تم غلق الحدود بسبب أن الجانب السوري مليء بعشرات العصابات والتنظيمات المسلحة المتقاتلة وبمختلف الجنسيات والعقائد والأهداف والتبعية ، ولإستحالة التنسيق الأمني الأردني معهم ، وصعوبة التفريق بينهم وبين اللاجئين.
ثم تخلّي المجتمع الدولي عن إلتزاماته تجاه الأردن في مساعدة اللاجئين ، والكل يعرف العبء الذي تحملته الأردن والذي لم تتحمله أية دولة بالعالم ، ثم لإعتبارات الأمن الوطني الأردني وهي الأهم لدينا .
الأمن الوطني الأردني فوق كل أعتبار وأولوية أولى مهما كانت الإعتبارات ، ويجب أن تتحمل الدولة والحكومة السورية مسؤولية حماية مواطنيها وبالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وباقي الدول العربية ، وارسالهم عبر ممرات آمنة إلى مخيمات محمية ومناطق آمنة داخل عمق الأراضي السورية وهي كثيرة ، وبعيداً عن أية تهديدات لحياتهم.
الأهل والاخوة في سوريا لم ولن نتخلى عنهم وسنقدم المساعدة لهم قدر ما استطعنا.
كفانا مزاودة على الأردن وأهله وتشكيك بمواقفه ، وكفانا جلداً للذات ، وكفى الأردن وأهله ما به من أعباء وأحمال لا تتحملها الجبال ، ولا ننسى أن دم شهداء رمضان من أبطال قواتنا المسلحة لم تجف بعد ، وليبقى الأردن وأهلنا وأرضنا همنا.