الحل هو في الاستماع لمطالب الشعب
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/28 الساعة 02:01
يعيش الأردن مرحلة من اهم مراحل النمو والوعي السياسي المعقد حيث أن هذا النمو ليس نمواً تقليدياً من خلال أحزاب او مكونات سياسية ذات أهداف محدده، ولكنه نوع جديد ومبتكر من النمو نتيجة الوعي المتصاعد لأجيال الدجيتال من خلال منظومات وجماعات عشوائية وفِي بعض الأحيان تنظيمية على وسائل التواصل الاجتماعي نمت وترعرعت في ظل القهر والحرمان والفقر والبطالة، التي يعاني منها السواد الأعظم من الشعب الأردني.
وسائل التواصل الاجتماعي بحد ذاتها تعتبر ثورة ضد عالم الفساد المستشري في بعض مفاصل الدولة الأردنية حيث أصبحت سهولة الحصول على الوثائق التي تدين كبار رجالات الدولة وتكشف فسادهم الأخلاقي والمالي تؤرق المسؤولين مما جعل الحكومة ومجلس النواب يطبخون على عجل قانون تكميم الأفواه والأقلام المعروف باسم قانون الجرائم الالكترونية والذي يُظهر ببراءة أنه جاء لتجريم الأخبار الكاذبة واغتيال الشخصيات العامة، ولكنه في الحقيقة لمنع نشر الحقائق التي تمس متنفذين في الدولة عاثوا فيها فساداً من خلال الحصول على عقود بملايين الدنانير من خلال المحسوبية والشللية والتي انتفخت بها جيوب آولئك الفاسدين من ناحية، ومن ناحية أخرى دفع وما يزال يدفع ثمنها السواد الأعظم من الشعب الأردني.
الحقيقة الحلوة والممتعة الوحيدة التي يراها الأردنيون خلال كل هذا الفساد والسرقات والسقوط الأخلاقي هي عدم قدرة أي جهةٍ كانت من منع او وقف نشر الوثائق التي تفضح صفقات الفساد الهائلة والتي كانت تحظى بتغطية وتكتم لا مثيل له سوى في الدول التي على شاكلة الأردن من فساد.
يريد الأردنيون وزراء يعرفون تاريخ الأردن وأسماء مدنه وقراه، وزراء يعرفون من بنى هذه المدن ولا ينتقصون من شأن الأردنيين الذين بنوا الأردن منذ مئات السنين، يريد الأردنيون تلفازاً يمثل ويحتفل بالثقافة الأردنية الأصيلة لا بإعلاميين يستهزئون بالأردن وأسماء رجالاته وأبنائه وبناته.
إن الأردن وفِي خضم التحديات الهائلة الداخلية والخارجية على حد سواء يحتاج الى تمتين الجبهة الداخلية من خلال الاستماع الى الشعب وتلبية رغباته، والبدء بالإصلاح الحقيقي من خلال التخفيف على المواطن المنهك من ارتفاع الأسعار وقلة او سوء الخدمات الطبية، والاهم من كل ما أسلفنا هو أن تقوم الحكومة بفتح جميع ملفات الفساد مع محاسبة كل من ساهم او شارك او استنفع بطرق مباشرة او غير مباشرة من ثروات الأردن، كذلك يطالب الأردنيون بوقف سياسة استهبال الشعب الأردني والكشف عن حجم النفط والغاز والقيام باستخراجه لانه ليس من المعقول أن يكون الأردن هو الاستثناء بين جميع الدول المحيطة بِنَا.
نحتاج في الأردن الى الإرادة الحقيقية للتغير وبغير ذلك لن يكون هناك استقرار حقيقي يَضمن أردناً قوياً ومتماسكاً في مناخ مشحون مليء بالغضب والنقمة على من سرق وباع وعمل الملايين على حساب الغلابا والمساكين.
حمى الله الأردن من كل مكروه
* الكاتب اردني يقيم في استراليا
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/28 الساعة 02:01