عندما تتدخل السياسة في كأس العالم لكرة القدم
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/26 الساعة 08:47
قررت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل المونديال بفترة وأن أي عضو من العائلة الملكية لن تطأ قدماه روسيا، لمساندة المنتخب الإنجليزي لكرة القدم في منافسات كأس العالم 2018. هذه المقاطعة الدبلوماسية تقررت بعد أن تعرض جاسوس روسي سابق وابنته للتسمم بغاز للأعصاب، على أرض المملكة المتحدة التي تتهم روسيا بالوقوف وراءه.
موقع قناة "بي. أف. أم. تي. في." الفرنسية تطرق إلى تاريخ أحداث مشابهة، تعرضت لها منافسات سابقة لـ كأس العالم، وهي تتراوح بين المقاطعة أو اقصاء فريق لأسباب سياسية. أبرز تلك الأحداث مثلما وردت في الموقع، ارتبطت بكبرى التغيرات الجيوسياسية العالمية خلال العقود الثمانية الماضية.
في المأساة النمساوية سنة 1938
كان المنتخب النمساوي لكرة القدم من أفضل المنتخبات الأوروبية خلال الثلاثينات، عندما كان المنتخب الإيطالي بطل العالم. وقد ترشحت النمسا إلى كأس العالم التي نظمتها فرنسا سنة 1938، بعد أن أزيح النمساويون من نصف نهائي الدورة السابقة. ولكن النمساويين لن يذهبوا إلى فرنسا، إذ اجتاحت ألمانيا النازية النمسا وضمتها إلى أراضيها، وضم المنتخب الألماني عناصر عدة من المنتخب المحلي، لكن النمساوي ماتياس سيندلار رفض تقمص الزي الذي حلم النازيون بأن يلبسه. وفي العام الموالي وجد ماتياس ميتا مع صديقته اليهودية من أصل إيطالي في فيينا، وإلى اليوم ما تزال ظروف تلك المأساة غامضة، ويصعب التأكيد إذا كان موته بفعل انتقام من جهاز الغستابو، أو اختناقا بالغاز مثلما أعلن عن ذلك وقتها.
وفي إبعاد ألمانيا في 1950
بعد الحرب العالمية الثانية قسمت المانيا إلى قسمين: ألمانيا الشرقية بنظام اشتراكي وألمانيا الغربية بنظام لبيرالي، وبسبب الذاكرة القريبة والحية بشأن الحرب العالمية، لم يسمح لألمانيا واليابان بالمشاركة في أدوار مقابلات الترشح إلى المنافسات التي احتضنتها البرازيل سنة 1950.
وفي مآزق مع كوريا الشمالية والاتحاد السوفياتي في 1970 و1974
في سنة 1970 رفض نظام كيم إيل سونغ في كوريا الشمالية مواجهة الفريق الإسرائيلي، خلال مباراة من أجل التأهل بسب خلافات سياسية، وبالتالي لم تتسن لكوريا الشمالية المشاركة في نهائيات كأس العالم التي جرت في المكسيك.
وفي سنة 1974 أعيد السيناريو ذاته تقريبا، ولكن هذه المرة مع منتخب الاتحاد السوفياتي، الذي كان يتعين عليه الفوز على نظيره الشيلي، حتى يفتح له ذلك الطريق إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا الغربية. ولكن في سنة 1973 انقلب أوغوستو بينوشيه على الحكومة الاشتراكية الشرعية التي يقودها سلفاتور ألياندي في الشيلي، فرفض الاتحاد السوفياتي لعب مباراة العودة ضد الشيليين، وغاب عن مواصلة المسيرة الرياضية للمنافسات. عندما نادت اصوات بالمقاطعه عام 1978 كانت سياسة أمريكا اللاتينية والسياسة القمعية التي أثارتها إحدى دكتاتورياتها تغذي يوميات كرة القدم، وتاريخ كأس العالم التي جرت في الأرجنتين، وكان السؤال المطروح لعدد من الدول: هل يتعين الذهاب إلى الأرجنتين أم لا؟ قبل سنتين من ذلك التاريخ أمسك الجنرال فيديلا بالحكم في بيونس أيرس، وارتكب النظام تجاوزات عدة من أجل تشديد قبضته على السلطة، فتعالت في أوروبا أصوات تدعو على مقاطعة منافسات كأس العالم في الارجنتين، وعدم إضفاء الشرعية أوإعطاء ضمان لنظام جورج فيديلا، ولكن في نهاية الأمر نجت الأرجنتين من الإهانة الدولية. في تلك الأثناء ظل نجم كرة القدم الهولندي يوهان كرويف في كتالونيا، تاركا زملاءه يواجهون خسارة أمام أصحاب الأرض في النهائي، وبعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، أوضح كرويف أنه لم يلتحق بزملائه بسبب تعرضه لمحاولة خطف سنة 1977، وأنه رفض الابتعاد عن أهله، وبالتالي هو لم يقاطع تلك المنافسات. الخلاصة حتى كرة القدم لم تسلم من السياسة وقذارتها.
وفي سنة 1974 أعيد السيناريو ذاته تقريبا، ولكن هذه المرة مع منتخب الاتحاد السوفياتي، الذي كان يتعين عليه الفوز على نظيره الشيلي، حتى يفتح له ذلك الطريق إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا الغربية. ولكن في سنة 1973 انقلب أوغوستو بينوشيه على الحكومة الاشتراكية الشرعية التي يقودها سلفاتور ألياندي في الشيلي، فرفض الاتحاد السوفياتي لعب مباراة العودة ضد الشيليين، وغاب عن مواصلة المسيرة الرياضية للمنافسات. عندما نادت اصوات بالمقاطعه عام 1978 كانت سياسة أمريكا اللاتينية والسياسة القمعية التي أثارتها إحدى دكتاتورياتها تغذي يوميات كرة القدم، وتاريخ كأس العالم التي جرت في الأرجنتين، وكان السؤال المطروح لعدد من الدول: هل يتعين الذهاب إلى الأرجنتين أم لا؟ قبل سنتين من ذلك التاريخ أمسك الجنرال فيديلا بالحكم في بيونس أيرس، وارتكب النظام تجاوزات عدة من أجل تشديد قبضته على السلطة، فتعالت في أوروبا أصوات تدعو على مقاطعة منافسات كأس العالم في الارجنتين، وعدم إضفاء الشرعية أوإعطاء ضمان لنظام جورج فيديلا، ولكن في نهاية الأمر نجت الأرجنتين من الإهانة الدولية. في تلك الأثناء ظل نجم كرة القدم الهولندي يوهان كرويف في كتالونيا، تاركا زملاءه يواجهون خسارة أمام أصحاب الأرض في النهائي، وبعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، أوضح كرويف أنه لم يلتحق بزملائه بسبب تعرضه لمحاولة خطف سنة 1977، وأنه رفض الابتعاد عن أهله، وبالتالي هو لم يقاطع تلك المنافسات. الخلاصة حتى كرة القدم لم تسلم من السياسة وقذارتها.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/26 الساعة 08:47