العقايلة يكتب: قوم تبنى ثرواتهم على تراجع الوطن ومؤسساته

مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/26 الساعة 01:07
الكاتب: بلال العقايلة وأنت تقرأ وتسمع عن العطاءات الممنوحة لمتنفذين معروفين وبغير وجه حق، وعن الملايين المنهوبة لاستحقاقات نيابية واعتبارات المحاصصة والمقايضة في غياب الضمير والخشية من أكل المال الحرام. وفي خضم توارد الأخبار، عن مكافآت وسفريات يحظى بها رؤساء وأعضاء مجالس إدارات لايسهمون قيد أنملة برفع إنتاجية مؤسساتهم وتطوير تلك الشركات والتي في معظمها مفلسة وخاسرة ومديونة ...! في هذا الخضم، يحزنك حد الوجع والألم ، ما آلت إليه دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية من تراجع في شكلها وحالها... أثاث مهترىء، غرف ذات جدران باهتة، قد تلوثت بكتابات و"خرابيش" طال عمرها،وربما مرت عليها السنين، وهي على هذه الحال... ستائر شاحبة بعضها يذكرك بمنازل الفقراء التي يتسابق عليها الإعلام تسويقا ومتاجرة ...! مكاتب مغبرّة، ومن حولها تتناثر أعقاب السجائر، ربما هي من علامات البؤس التي تعكس حجم الإحباط الذي يمر به الموظف المسحوق، المُطالب بإنجاز معاملات مئات المراجعين يوميا وسط أجواء تخلو من دفء التحسس بالمواطنة، والإنتماء للوظيفة جراء هذا الإهمال، وما يسمعونه في كل يوم، عن استحواذ رجال المال والبزنس على مقدرات الدولة والنّاس. في الماضي...وتحديدا في الثمانينيات والتسعينيات، حين كانت البيروقراطية هي المسيطرة والمستحوذة، كانت مؤسساتنا أكثر تماسكا وأقل ترهلا، وكان المسؤول لا يقبل على نفسه التعايش مع بيئة عمل تسيء لكرامة الإنسان، أي إنسان. حديثنا هذا، عن دوائر حكومية خدمية، وليس عن مؤسسات تعليمية هي الأخرى كسرتها آثام الطغمة الفاسدة، وهي كذلك، تعاني اليوم... أبواب مخلّعة، ومقاعد مكسّرة، تنتظر متبرعين ومحسنين من باب الحارة! حديثي هذا أبثه وبكل حسرة وألم، غير متورع ومتحفظ بأن اقول.. بأنه ليس من القريقرة ولا من الراجف، أو دبة حانوت... لكن هذا أنقله وبتجرد وبعد مراجعة أكثر من 20 مؤسسة في عمان الشرقية، وبعضها كانت ولوقت قريب تعد من الدوائر المهمّة، لكنّها اليوم حزينة بائسة، تنتظر من يعظّم هذا الوطن ويخشى الله في مؤسساته!!؟، والموت لمختلسي العطاءات ومصاصي دماء الشعب، و"إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
  • مال
  • أخبار
  • لب
  • قريقرة
  • راجف
  • عمان
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/26 الساعة 01:07