سميح المعايطة يكتب: الأردنيون قلقون ومن حقهم أن يسمعوا من قيادتهم حديثاً صريحاً قوياً
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/25 الساعة 09:37
سميح المعايطة
لا تكاد تجلس في مجلس أردني إلا وتجد حالة القلق والخوف من ما يسمى صفقة القرنن وهو خوف من العيار الثقيل على الدولة الاردنيّة وهويتها وأيضاً على حقوق الأشقاء الفلسطينيين الوطنيّة من الدولة الحقيقية وحق العودة والقدس وغيرها من قضايا الحل النهائي.
وخوف الأردنيين والفلسطينيين مشترك ومتداخل لأن ما يريده كيان الاحتلال وآخرون ألا تدفع إسرائيل ثمناً لأي حلّ، وأي ثمن لا تدفعه إسرائيل ستدفعه الدولة الاردنيّة والشعب الأردني اقتصادياً وسياسياً ومن هوية هذه الدولة.
ونخاف نحن الأردنيين من أن تكون أوضاعنا الاقتصاديّة الصعبة والمديونية وحتى القلق السياسي والأمني الذي نعيشه سلاحاً بأيدي من يريدون تمرير ما يسمى صفقة القرن، وهؤلاء ليس بالضرورة أن يكونوا فقط أمريكا وإسرائيل بل آخرين يحملون صفات أخرى.
نخاف نحن الأردنيين من التزامن بين النشاط الأمريكي في الحديث عن صفقة القرن وبين الظروف الاقتصاديّة والسياسيّة التي نعيشها، ونخاف من الابتزاز والضغوطات.
نخاف من عودة الحديث عن مشاريع التوطين والوطن البديل المقنَّعة تحت عنوان الكونفدراليّة والفدراليّة وأسماء أخرى جديدة.
الأردنيون قلقون ومن حقهم أن يسمعوا من قيادتهم حديثاً صريحاً قوياً كما اعتادوا في مثل هذه المفاصل، فالحديث بيننا كثيف وقلق.
الأردنيون قلقون لكنهم واثقون بقيادتهم وأيضاً واثقون بأنهم يرون في معركة هويتهم وهوية دولتهم معركة بقاء، وأن الاردني الذي يعاني معيشيا يدرك أن آخر وأهم ما يملكه هو الدوله الاردنيه المستقرة وبهويتها الاردنية، وأن حصول الأشقاء الفلسطينيين على حقوقهم هو جزء من ضمانات الاستقرار الأردني.
ربما لا يتمخض كل ما نراه عن شيء لكن ربما يكون هناك شيء، لكن هي معركة الأردنيين والفلسطينيين في مواجهة المحتل لاستعادة الحق الفلسطيني والحفاظ على حقوق الأردنيين في دولة مستقرة وهويتها الوطنية الاردنية ورسالتها العربية.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/25 الساعة 09:37