عولمة القضايا القومية!!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/25 الساعة 01:53
ما نخشاه بعد ان اصبح المثقف الفرنسي والاكاديمي البريطاني والفنانة الكولومبية والناشط اللاتيني بدائل للعرب في التصدي للصهيونية هو ان لا يتبقى من ابعاد القضية الفلسطينية غير البدع الاخلاقي، والمواقف الرمزية، وحين تتم عولمة قضايا قومية مصيرية كالقضية الفلسطينية او بمعنى ادق قضية فلسطين فان لهذه المسألة وجهين، اولهما انساني تاريخي، فالاحتلال لا ينتهي رمزيا والعودة لا تتم بالشعارات التي تؤتمْن القضية، فالوطن ليس سلسالا ذهبيا يتأرجح على الصدور في المناسبات وليس مجرد طقوس فولكلورية في الاعراس، انه اولا من تراب وشجر وحجر وبشر، ورغم المفعول الوجداني للاناشيد الوطنية والقصائد الا انها لا تصلح لاقامة البشر تماما كما ان الميت الذي تعلق صورته على جدار يبقى الى الابد داخل زنزانته الا اذا تخلخل المسمار الذي يحملها وسقط!
بالطبع نشعر بالراحة كلما سمعنا او شاهدنا مثقفا يهوديا متمردا على الصهيونية او فرنسيا يرفع علم فلسطين في ميدان محمود درويش في باريس او موسيقيا يرفض المشاركة في اية فعالية داخل اسرائيل لكننا نتذكر على الفور عربا لهم مواقف مضادة، ومنهم من يصرخ علانية بأن اسرائيل ليست عدوا، فهل تم استبدال ذوي القربى بذوي البُعدى واصبح الاخرون من غير العرب ينوبون عن العرب في الدفاع عن قضاياهم؟
ان عولمة القضية تصبح ايجابية وفاعلة اذا كانت اطارا ثالثا بعد الاطارين القومي والديني، ومقابل كل عربي يخلع جلده ويستقيل من هويته، هناك يهود يعلنون انحيازهم لفلسطين مثل شلومو رايخ في باريس وفيليسيا لانغر في لندن والن غريش الذي تولى الرد على اطروحات برنارد ليفي العنصرية نيابة عنا جميعا.
ما نخشاه هو ان تضاف فلسطين الى ثقب الاوزون والتصحر والكوارث المناخية، ثم تصبح منزوعة البعدين السياسي والتاريخي!!
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/25 الساعة 01:53