الطراونة يكتب: الشاتمون الإلكترونيون!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/24 الساعة 20:23
بقلم د. عيسى الطراونه
بدأ في الآونة الأخيرة تكاثر غير مسبوق لفئة الشاتمين الإلكترونيين والمعتدين على خصوصية الأفراد، وإن تكاثر مثل هذه الظاهرة واستفحالها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تستوجب منا الوقوف كثيرا عند حدودها والبحث في تفاصيلها.
فعلى الرغم من أن قانون الجرائم الإلكترونية وفر العقوبات الرادعة إزاء أي انتهاك لخصوصية الأفراد بهدف حمايتهم، فإن معشر الشاتمين الإلكترونيين كان حافزهم بممارسة سلوك الشتم مرارا وتكرارا هو حلم المعتدى عليهم وطيبتهم فاستمروا بالعدوان على خصوصياتهَم دون وازع من دين أو ضمير أو خلق أو حتى خوف من قانون مُخيل لهم أن عدم الرد عليهم هو ضعف وقلة حيلة.
وهنا تأتي الحاجة الماسة إلى القوة في الرد على جحافل الشاتمين الإلكترونيين كجانب علاجي للظاهرة من خلال تفعيل العقوبات القانونية والتقدم بالشكوى ضدهم فهي من يوقظ المغتر بحلم الحليم ومن ينبئ الطائشين بأن اليد التي لا تبطش ملجمة بالأدب لا الضعف، وإن إهانة المسيء هي التي منعته من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته.
ومن جانب آخر نحن بحاجة ماسة إلى سياسة وقائية تحفيزية: وقائية ضد أخطار التكنولوجيا، وتحفيزية للإفادة المثلى من إيجابياتها، وهذه السياسة تسمى بالمواطنة الرقمية التي أصبح نشرها بين أفراد الأسرة وبين الطلبة في المؤسسات التعليمية ضرورة ملحة لنتمكن فعلا من تعزيز حماية مجتمعاتنا من الآثار السلبية المتزايدة لاستخدام التكنولوجيا مع تعزيز الإفادة المثلى منها للمساهمة في تنمية مجتمع المعرفة في ظل الضوابط والتوجيهات التي تأصلها المواطنة الرقمية.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/24 الساعة 20:23