اصاب الدخيل ..وحتى لا تفقد بي ان سبورت بريقها
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/24 الساعة 12:14
مدار الساعة – كتب: عبدالحافظ الهروط – كثيرون هم المحللون والمعلقون والاعلاميون والنقاد والضيوف على شاشة بي ان سبورت في ادوار تتعلق بتسليط الضوء على كاس العالم بهدف ان تؤدي هذه القناة رسالتها بتفوق وتنافس ان لم نقل، وصولاً للحصرية والسبق بين القنوات في العالم.
لا نقلل من قيمة ما تقدمه هذه القناة بل نقدرها ونفخر بها، كونها قناة عربية وبلسان عربي،وان كان للعجم من نظراء يتحدثون اليها اضافة للنجوم والمدربين والاداريين والجماهير من جميع انحاء العالم،ذلك ان الرياضة وجدت للناس كافة، بصرف النظر عن الجنس والدين واللغة والهوية.
وحتى لا ابعد أكثر عن عنوان الموضوع،فإن لي رأياً شخصياً،بأن هناك ملاحظات لم يوفق فيها بعض المحللين والمعلقين سواء عندما اخذوا يغمزون ويلمزون بدءاً بخسارة المنتخب السعودي امام المنتخب الروسي بالخمسة وانتهاء بخسارة منتخب تونس في مواجهته نظيره البلجيكي، بالخمسة ايضاً وان سجل التونسيون هدفين.
ولكن المحللين بالغوا بأحلامهم كلما كان هناك موعد لمنتخب عربي، وانه سيعوض الخسارة الكبيرة التي لحقت بمنتخب الاشقاء في الافتتاح، حتى اذا ما خسر الفريق الشقيق في الوقت القاتل القوا اللوم الشديد على اللاعبين والمدربين، لينتقل المحللون بعد الخسارة وبطموحات وآمال بأن الفريق العربي القادم سيعيد "المجد العربي" الا انهم عند الخسارة، يقولون فيه ما قاله مالك في الخمر. وعلى هذه الطريقة من النقد اللاذع والانتقال من المدح قبل خوض المباراة ، الى الردح بعد انتهائها ، كانت المنتخبات الأربعة بنتائجها الخاسرة تتردد على السن بعض المحللين والمعلقين والاعلاميين وبتهكم، ومنهم من تخصّص للشعر، يجلد الفريق الخاسر ويعطي الكلمات العريضة للفريق الذي سيخوض المباراة غداً او بعد غد، قبل ان ينقّض عليه وينقض ما كان يتحدث به في "الليلة الماضية"!. خرج (العرب) بأكملهم من الدور الأول بهزائم ثقيلة وآداء باهت بمجملهم، واجزم انه كان خروجاً متوقعاً قبل بدء الحدث، ليظل المحللون والمعلقون والاعلاميون على عادتهم وتهكمهم دون ان تسعفهم خبراتهم الطويلة بالتخلص من عاطفتهم التي تعاكس الواقع ، وكأن منتخباتنا –دون استثناء- حضرت الى روسيا، لتلعب في الدور قبل النهائي،ولولا الخجل لقالوا ان منتخباً عربياً سيكون احد طرفي المباراة النهائية!. في احدى الحلقات، كان الحديث مسلطاً على المنتخب التونسي بعد ان خسر 2-5 امام نظيره البلجيكي، وقد كان المحللون والمعلقون والاعلاميون يملؤون الفضاء قبل موعد المباراة بكلام فضفاض وآمال غطت الكرة الارضية، وأن "نسور تونس" سيعيدون "كرامة الكرة العربية" فهم الأمل الأخير. حضرهذه الحلقة المحلل فيصل الدخيل،(نجم المنتخب الكويتي الأسبق) وهو المشارك مع منتخب بلاده في بطولة كاس العالم التي اقيمت في اسبانيا عام 1982ليبصّر زملاءه المحللين وكل اعلامي ومعلق في القناة بـأن عدم فمهنا وثقافتنا العربية للاحتراف هو وراء كل ما يحدث لمنتخباتنا : الخروج المبكر والخسارات الكبيرة بما في ذلك الاستسلام عند التأخر بتسديد الهدف او الاطمئنان عند التعادل وعدم الثقة بتحقيق الفوز فتخسر في الدقائق الأخيرة. ويقول الدخيل : ان الاحتراف يجب ان يبدأ ببناء نشء في الداخل وليس الاكتفاء بإحضار اللاعبين من الخارج، لافتاً الى ضرورة ان تكون منظومة الاحتراف متكاملة وليس فقط احتراف اللاعبين، واننا لا نلعب كرة القدم لمجرد اللعب ، وانما نتعلم كيف نلعب كرة القدم ونتمتع بها باعتبارها صناعة ومتعة. ومن عندي شخصياً، اقول : طالما ان مؤسساتنا واداراتنا الرياضية العربية بما فيها اللجان الاولمبية والاتحادات والاندية يقودها الساسة والمقربون من الانظمة، فإن على رياضاتنا السلام.
اما من يسمع المعلقين العرب،فإنه يسمع العجب،تارة يجعلون اللاعبين وقد عادوا الى "فتوحات" الآباء والأجداد ،وعندما تقع الخسارة، فإنهم لا يتركون مفردة في التحقير الا واطلقوها. بإختصار، اذا ما ظل هذا "الجيش" الذي يعمل في هذه القناة الكبيرة، على هذه الوتيرة، ولم يكن كل واحد منهم يؤدي مهمته بعقلية المنطق، وبالثقافة الرياضية، وينجرف وراء العاطفة ويظل التجريح لغته ويغلّب الرغبة على مبدأ المهنة، فإن القناة ستفقد بريقها، وهذا ما لا نتمناه بعد كل النجاحات التي حققتها على المستوى العالمي.
ولكن المحللين بالغوا بأحلامهم كلما كان هناك موعد لمنتخب عربي، وانه سيعوض الخسارة الكبيرة التي لحقت بمنتخب الاشقاء في الافتتاح، حتى اذا ما خسر الفريق الشقيق في الوقت القاتل القوا اللوم الشديد على اللاعبين والمدربين، لينتقل المحللون بعد الخسارة وبطموحات وآمال بأن الفريق العربي القادم سيعيد "المجد العربي" الا انهم عند الخسارة، يقولون فيه ما قاله مالك في الخمر. وعلى هذه الطريقة من النقد اللاذع والانتقال من المدح قبل خوض المباراة ، الى الردح بعد انتهائها ، كانت المنتخبات الأربعة بنتائجها الخاسرة تتردد على السن بعض المحللين والمعلقين والاعلاميين وبتهكم، ومنهم من تخصّص للشعر، يجلد الفريق الخاسر ويعطي الكلمات العريضة للفريق الذي سيخوض المباراة غداً او بعد غد، قبل ان ينقّض عليه وينقض ما كان يتحدث به في "الليلة الماضية"!. خرج (العرب) بأكملهم من الدور الأول بهزائم ثقيلة وآداء باهت بمجملهم، واجزم انه كان خروجاً متوقعاً قبل بدء الحدث، ليظل المحللون والمعلقون والاعلاميون على عادتهم وتهكمهم دون ان تسعفهم خبراتهم الطويلة بالتخلص من عاطفتهم التي تعاكس الواقع ، وكأن منتخباتنا –دون استثناء- حضرت الى روسيا، لتلعب في الدور قبل النهائي،ولولا الخجل لقالوا ان منتخباً عربياً سيكون احد طرفي المباراة النهائية!. في احدى الحلقات، كان الحديث مسلطاً على المنتخب التونسي بعد ان خسر 2-5 امام نظيره البلجيكي، وقد كان المحللون والمعلقون والاعلاميون يملؤون الفضاء قبل موعد المباراة بكلام فضفاض وآمال غطت الكرة الارضية، وأن "نسور تونس" سيعيدون "كرامة الكرة العربية" فهم الأمل الأخير. حضرهذه الحلقة المحلل فيصل الدخيل،(نجم المنتخب الكويتي الأسبق) وهو المشارك مع منتخب بلاده في بطولة كاس العالم التي اقيمت في اسبانيا عام 1982ليبصّر زملاءه المحللين وكل اعلامي ومعلق في القناة بـأن عدم فمهنا وثقافتنا العربية للاحتراف هو وراء كل ما يحدث لمنتخباتنا : الخروج المبكر والخسارات الكبيرة بما في ذلك الاستسلام عند التأخر بتسديد الهدف او الاطمئنان عند التعادل وعدم الثقة بتحقيق الفوز فتخسر في الدقائق الأخيرة. ويقول الدخيل : ان الاحتراف يجب ان يبدأ ببناء نشء في الداخل وليس الاكتفاء بإحضار اللاعبين من الخارج، لافتاً الى ضرورة ان تكون منظومة الاحتراف متكاملة وليس فقط احتراف اللاعبين، واننا لا نلعب كرة القدم لمجرد اللعب ، وانما نتعلم كيف نلعب كرة القدم ونتمتع بها باعتبارها صناعة ومتعة. ومن عندي شخصياً، اقول : طالما ان مؤسساتنا واداراتنا الرياضية العربية بما فيها اللجان الاولمبية والاتحادات والاندية يقودها الساسة والمقربون من الانظمة، فإن على رياضاتنا السلام.
اما من يسمع المعلقين العرب،فإنه يسمع العجب،تارة يجعلون اللاعبين وقد عادوا الى "فتوحات" الآباء والأجداد ،وعندما تقع الخسارة، فإنهم لا يتركون مفردة في التحقير الا واطلقوها. بإختصار، اذا ما ظل هذا "الجيش" الذي يعمل في هذه القناة الكبيرة، على هذه الوتيرة، ولم يكن كل واحد منهم يؤدي مهمته بعقلية المنطق، وبالثقافة الرياضية، وينجرف وراء العاطفة ويظل التجريح لغته ويغلّب الرغبة على مبدأ المهنة، فإن القناة ستفقد بريقها، وهذا ما لا نتمناه بعد كل النجاحات التي حققتها على المستوى العالمي.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/24 الساعة 12:14