الشوبكي يكتب عن العيسوي: قد يغضب البعض لكنها الحقيقة
بقلم د.عساف الشوبكي
الاستياء من تعيين رئيس الديوان الملكي الجديد يوسف العيسوي الذي كان أميناً عاماً للديوان والإساءة له من بعض اقطاب الصالونات السياسية ومقتنصي المناصب والساعين لها ومن بعض المتنفعين من هؤلاء بهذه الطريقة وللأسباب التي يذكرها منتقدوه او من ينشر كلاماً دون التروي والبحث عن الحقيقة، أمر مستهجن وغير مقبول ولا هو من قيم وشيم وعادات الأردنيين المؤمنين بالوحدة والاخوة والكرامة للجميع وفيه فتنة مرفوضة من شعبنا الاردني الواعي .
وآن الاوان ان لا تكون المواقع والمناصب والكراسي وراثية وحكراً لابناء اصحاب الدولة والمعالي والذوات ولبعض المسؤولين الذين يتداورون هذه الرئاسات وكأنها (وقف ذري) لهم ولنسلهم ، فلا يجب ان تختصر معايير التعيين عندهم وحدهم وفِي معيار واحد انهم أبناء فلان وعلنتان وان المناصب حقهم الابدي ، وهم من أوصل الوطن الى هذا التردي الاجتماعي والاقتصادي عبر تعاليهم وفسادهم وفشلهم في ادارة الحكومات والوزارات والمؤسسات ونهجهم المعتمد على الاقتراض والاستدانة .
شخص مثل يوسف العيسوي عرفته عن قرب مخلصاً ومتفانياً في عمله منذ سنوات طويلة بحكم عملي نائباً في المجلس السابق وقبل ذلك في عملي في الاعلام وعرفته بتواصلي المباشر معه عندما تم تنفيذ العديد من المبادرات الملكية التي كان مسؤولاً عنها في مناطق شرق وجنوب عمان والتي امر بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بعد لقاءات مباشرة مع جلالته، اذكر منها مركز طبي المقابلين الشامل ومركز طبي القويسمه الشامل وقاعات متعددة الأغراض في المقابلين والجيزة والخشافيه وأبو علندا بالتعاون مع امانة عمان ومدارستين كبيرتين للإبداع والتميز في كل من سحاب والمقابلين هما الآن في المراحل النهائية من التشطيب والعديد من المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهات المانحة في مناطق جاوا وابوعلندا والعبدلية وسحاب والخشافيات والبيضاء والمناخر بعضها تم الانتهاء من إنشائه وبعضها لا زال تحت الإنشاء والبناء بالاضافة الى اسكان الأسر العفيفة في منطقة المناخر إضافة الى العديد من الحدائق العائلية والعامة .
ومثل هذه المشاريع تنفذ في كافة أنحاء المملكة وبخاصة في الأطراف والمناطق الشعبية والفقيرة في ظل تقصير الحكومات وينفذها الديوان الملكي من موازناته او عبر شراكات مع ممولين ومتبرعين عندماً تكون الحاجة ملحة وبشكل سريع للتنفيذ لما فيه مصلحة المواطنين في خدمات الصحة والتعليم والمسكن والترفيه، وعندما يصطدم التنفيذ بحاجز البيروقراطية الحكومية المتأخرة والروتين الرسمي الممل ومزاجيات المسؤولين المتقلبة وقراراتهم غير الرشيدة في كثير من الأحيان .
عرفت (ابو حسن) وهكذا يحب ان يـُنادى بسيطاً وشغيلاً ومتابعاً ومخلصاً ودقيقاً في عمله ومواعيده ، وهو تسلسل في وظائفه بما يحسب له لا عليه الى ان وصل لهذا الموقع رئيساً للديوان الملكي بعد عقود طويلة ولم يقفز من فوقنا جميعا ويأخذ حق الآخرين، والاهم انه من طبقتنا ويعيش بيننا ومثلنا لم يتنكر لمجتمعه ولم ينقطع عن التواصل معه ودوداً طيباً وكان يحب والدته حباً عظيماً وباراً بها وهذا يزيدنا احتراماً له .
وجاء العيسوي من العامة وليس من الخاصة ولم يولد وفِي فمه ملعقة من ذهب واجزم ان تعيينه رئيساً للديوان الملكي وهو من يحتك بالناس وبخاصة الفقراء ويتلمس ويلامس همومهم وحاجاتهم ومعاناتهم فيه رسالة واضحة لتغيير نهج السابق له الذي غلَق أبواب الديوان امام الشعب في قطيعة غير مسبوقة ، وان الرئيس العيسوي أفضل للأردنيين من سابقه وسيعيد بيت الأردنيين كما كان مشرعاً الأبواب ملاذاً للشعب عندما تدلهم الخطوب وتُسد بوجه الناس كل الأبواب ولإستقبال المظالم ووجهات النظر والآراء مواصلة لعقد الشعب مع القيادة.
وأن تعيين العيسوي رئيساً للديوان الملكي هو مواصلة لعمله التنموي والاجتماعي على نطاق أوسع واكبر ولضبط إيقاع ادارة الديوان ضمن مهامه وصلاحياته المناطة به ومنسقاً لعمل الملك رئيس السلطات، وليس مشاركاً وآمراً ووصياً عليها ونتمنى ان يكون التدخل في عمل وصلاحيات رئيس الوزراء من قبل رئيس الديوان الملكي ومراكز القوى في الديوان التي فككها الملك بتعييناته الاخيرة قد ذهب الى غير رجعة .
نسأل الله ان يكون التغيير في الديوان الملكي والحكومة فيه الخير للوطن والشعب وان يجنب وطننا كل مكروه وان نتوحد جميعاً امام التحديات والمصاعب القادمة وفي مقدمتها ما يسمى بصفقة القرن.