على هامش الأسبوع..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/22 الساعة 00:48
أداء المنتخبات العربية في كأس العالم مخيب تماماً للآمال، يعزز حالة الإحباط لدى الشارع، وهي المشكلة نفسها، لدينا الإمكانيات والمواهب والقدرات، لكن نفتقد إلى التخطيط السليم والإدارة الذكية والعميقة، يبدو أنّ الملعب السياسي لدينا مشابه تماماً لعالم كرة القدم. فاللاعبون العرب المبدعون هم من ينالون فرصة للعب مع أندية عالمية أو في الخارج، بينما اللاعب المحلي لو كان في قمّة إبداعه فهو يفتقد البيئة الجاذبة والحاضنة للإبداع، في المقابل البيئة الأكثر فعالية هي الحاضنة للتطرف والفساد والفشل.. أتمنى ألا يكون ذلك تشاؤماً! أعجبني جداً المنتخب الإيراني في كأس العالم، متماسك، يتقن الدفاع جيّداً، لديه درجة عالية من التركيز والثقة بالنفس، وينتظر، يصبر، حتى يقتنص الفرصة، فعل ذلك بالمنتخب المغاربي، وكاد يفعلها بالإسبان الذين نجوا بشقّ الأنفس منهم. أنهيت هذا الأسبوع رواية "الصمت والصخب" للروائي السوري، نهاد ساريس، وهي بالرغم من أنّها لا تصل إلى عمق روايات أخرى عربية تتحدث عن الاستبداد والفساد والحروب الداخلية والأهلية (من سورية مثلاً روايات خالد خليفة: الموت عمل شاق، مديح الكراهية، وديمة ونوس الخائفون، ومن العراق هنالك نخبة جديدة من الأدباء المبدعين، مثل علي بدر- الكافرة، بابا سارتر، عازف الغيوم وغيرها، وأحمد السعداوي روايته الرائعة فرانكشتاين في بغداد، وشهد الراوي في روايتها ساعة بغداد، ويضاف إليهم الروائي الكبير واسيني الأعرج، وبالطبع إبراهيم نصر الله وغيرهم، ورواية علاء الآسواني الأخيرة جمهورية كأنّ)؛ مع ذلك فهي رواية لطيفة وجميلة فيها اشتقاقات رمزية وروحية كبيرة من وحي أحداث يومية بسيطة مرتبطة ببطل الرواية وتخييره ما بين صمت القبور وصخب السلطة، وتستبطن في جوهرها الخيارات الاستراتيجية المتاحة أمام العديد من المثقفين العرب في الأنظمة الاستبدادية وشبه الاستبدادية؛ إمّا اللحاق بركب السلطة أو المعاناة السياسية والاقتصادية والإنسانية جرّاء ذلك الخيار الإنساني وما يترتب عليه اجتماعياً ونفسياً. بالرغم من أنّ صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، لا تخلو عادةً من تحليلات وتعليقات سياسية ونتائج بحثية وخلاصات علمية مهمة ودقيقة ومفيدة كثيراً للسياسيين الذين يقرؤون (وهم قلّة) والباحثين، إلاّ أنّ الأسبوع الماضي أتحفنا أ.د. وليد عبد الحيّ، ببعض التحليلات والدراسات المهمة والمفيدة فيما يخص المشهد السياسي الأردني، سواء في تعريف المقصود بشعارات "تغيير النهج" التي طغت على الاحتجاجات في 30 أيار وما بعدها، أو في الرسالة المهمة والعميقة التي بعث بها إلى رئيس الوزراء، د. عمر الرزاز، بعنوان "اضرب ابن الأكرمين"، أو في تحليله لنتائج دراسة الرزاز المعروفة بـ"الطريق الصعب إلى العقد الاجتماعي"؛ إذ قدّم رؤية نقدية عميقة تتضمن "عقدة" تطبيق مثل هذه الأفكار والسير بهذا الدرب، ضمن الشروط الحالية في الواقع العربي عموماً. البروفيسور وليد عبد الحيّ، يقدّم تحليلات عميقة ومفيدة تتسم بقدر كبير من الموضوعية وحاسم من التحليل العقلي والمعرفي للأمور، لمن أراد أن يقرأ أعمق مما يبدو على السطح السياسي، بخاصة من السياسيين. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/22 الساعة 00:48