محيلان يكتب: وزيرة الثقافة وكلبها المدلل
د. محمد حيدر محيلان
الثقافة تعبر عن أصالة الأمة وعن موروثها القيمي والديني وثقافتنا في الاردن كما في معظم الدول العربية هي الثقافة الإسلامية والتي يتبناها حتى اخواننا المسيحين في الدول العربية وفي الأردن...
والثقافة الإسلامية كرمت الإنسان وميزته على كل المخلوقات بل جعلت كل المخلوقات في خدمته....وان الإسلام حث على العناية بالحيوان والرفق به كمرحلة متقدمة من الإحسان ...بعد أن يكون قدم الافضل لأخيه الإنسان وارتقى بمعيشته وسبل حياته لافضل ما يكون أما ونحن نرى ونسمع كل يوم عن اخوان لنا يقتاتون من الحاويات ليسدوا ويسكنوا ثورة امعاءهم وهم عراة حفاة فيكون الاولى الاهتمام بهؤلاء قبل الحيوانات لان بقاء الإنسان وكرامته اولى من باقي الكائنات الحية الأخرى وذلك بسبب تكريم الله للإنسان واستخلافه في الارض ولكي يقوم بأداء الواجب الذي خلق من اجله ..فلو كان مشهد معالي الوزيرة مع طفل يتيم ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة وهي تطعمه أو تكسوه ملابس جديدة لكان اقرب لثقافتنا ولنفوسنا ولانسانيتنا....واجمل وابهى منظرا من هذه الصورة التي تنتشر لها وهي تقود كلبا في سلسلة ....لا نمانع أن تعتني معاليها بالحيوان والرفق به وتدلله ولكن أن يأتي ذلك في مرحلة متقدمة بعد رفاه أبناء البلد وإغنائهم عن المسألة والتنقيب في حاويات الزبالة وكسوتهم من أدنى ما تكتسي وما تطعم كلبها المدلل... ونحن نعيش مرحلة وزمن عسرة ومجاعة وبطالة وفقر فكان الأولى أن يكون وزير الثقافة من رحم الشعب الجائع المهتريء وليس من المترفين بل المتجاوزين الترف الإنساني والمرتقين الى مرحلة الترف الحيواني واتراف الكلاب والقطط...
فأي اختيار هذا لوزارة الثقافة يا دولة الرزاز ؟!
نفهم أن أي تغيير أو ثورة حقيقية للتغيير تبدأ من الثقافة وقادة التغيير هم من الوزراء والوجهاء والمنظرين والمثقفين والكتاب والحزبيين واعضاء النقابات والفعاليات الشعبية وعلية القوم...والتغيير للأفضل من الظروف الحالية التي نعيشها من الفقر والمديونية والبطالة تتطلب تغيير وتوجيه الأمة إلى حالة من الموضوعية والواقعية والعمل المنتج وتحسين حياة الناس والالتفات الكريم لذوي الدخل المتدني أو لمن هم بلا دخل ....
ما زلت أتساءل هل دولة الرئيس انسلخ من بيئته وثقافته أو تنكر للعائلة المناضلة والمكافحة التي أنتجته ورعته ...ام هؤلاء الوزراء الغريبون عن ثقافتنا وبيئتنا مفروضون عليه من جهات ضاغطة ومتنفذة وذات أجندة ومصالح خاصة على حساب الوطن....نريد إجابة من دولته...