الاردن.. نزلاء دور المسنين يفتقدون التراحم في موسم صلة الارحام
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/15 الساعة 17:44
مدار الساعة - يتوق كبار السن في دور الرعاية الى زيارة احد من ذويهم او اقاربهم، منذ حلول شهر رمضان حتى يوم عيد الفطر، باعتبارهما موسم التراحم والمودة وصلة الرحم.
احلام كبار السن الوردية بسيطة ولا تتجاوز أكثر من الزيارات وتبادل الحديث مع ابنائهم واحفادهم، او الجلوس معهم بين حنايا الدار وتجاذب اطراف الحديث وتبادل الضحكات والابتسامات في جو يغمره الحب والعطف الحنان .
ويؤكد كبار السن أنهم يفتقدون نكهة العيد، الذي يمر عليهم كباقي أيام السنة، لا رؤية للأحباب ولا عناق ورائحة فلذة الاكباد، فلا جديد في ذلك بل يقلبون صفحات الذكريات ولا يجدون سوى الدمع الممزوج بحرقة واعتصار لليوم الذي ينتظرونه بشوق، فيذوقوا طعم حصاد سنينهم وهم يرعون الابناء ليكون لهم عونا، بيد احلامهم ذهبت سرابا.
المسنة سهام (اسم مستعار)، نزيلة احد دور رعاية المسنين منذ ثلاث سنوات، وضعها اخوتها في دار المسنين ولغاية الان لم يقم أحد منهم بالسؤال عنها، فهي قابعة فيها وليس بإمكانها الخروج منها، فهي مسؤولية تقع على عاتق المسؤولين في دار الرعاية.
تتشوق للمرة الثالثة عند قدوم الشهر الفضيل وأيام العيد ، ببارقة أمل وهي تنتظر من شباك غرفتها لعل أحدا من اخوتها يترفق قلبه ويلين بزيارتها أو السؤال عنها إن أمكن بالهاتف، لكن كل آمالها تخيب، بيد أنها تعتصر ألم الفراق وتعيش حالة نفسية متردية تزيد وضعها الصحي سوءا.
لكنها تقول ان الامل يتجدد لديها مع ايام العيد لعلها تنال حظا ولو يسيرا من العيدية، كبقية رفيقاتها، ولكن ما تمنته ذهب أدراج الرياح بحد تعبيرها.
المسن اسماعيل ابو سليمان ، يعاني العزلة واليأس بعدما جار عليه اولاده ، فهو قدم لهم طوال سنين شبابه ما جادت به نفسه من كرم الابوة والعطف والحنان، لم يتوقع ان يبادلوه جزاء الاحسان بالنكران والاجحاف، غير مكترثين بتلك العطايا والجود.
ما يضيق صدره أنه وصل الى مرحلة كان فيه القائد بالبيت يزأر صوته ليقوّم اعوجاج أبنائه ويحسن في ذلك تربيتهم ويرشدهم ويقدم توجيهاته لهم، بيد أن الحال انقلب على عقبيه فهو الان يتلقى التعليمات من المشرفين متذمرا من ذلك.
رئيسة جمعية يوسف الصديق الدكتورة شذى عدس، قالت ان من الملاحظ انه خلال شهر رمضان كانت هناك قلة بالزيارات لكبار السن ولربما أقل من الايام العادية، ويمتد ذلك حتى أيام العيد.
وأشارت الى ان كبير السن يحتاج الى الاهتمام به، والمساعدة على الاعتناء بصحته وتغذيته وسلامته، وهذا ما تقوم به الجمعية ومركز يوسف الصديق.
وقال مدير مركز يوسف الصديق لرعاية المسنين عامر مكاحلة أنه للأسف تقتصر زيارات أبناء النزلاء وممن لهم صلة قرابة بهم على دفع الرسوم للنزلاء، ونظرا للدور الانساني الذي يقومون به، تم العمل خلال الشهور الماضية على إرجاع حالتين او أكثر الى أهلهم ، بعد التواصل مع ذويهم.
وبين انه ولتوفير الدعم المعنوي والنفسي لكبير السن فإنه يوجد في المركز أخصائيين نفسيين واخصائية اجتماعية بالإضافة الى التعاقد مع أطباء نفسيين من خارج المركز، كما ان الكادر الاشرافي يتم تأهيله بالتدريب على كيفية التعامل مع المسن وكذلك لغتي الاشارات والجسد والفراسة، ذلك ان المسن يشعر بالملل.
وأوضح انه يوجد في المركز عيادة طبية متكاملة تحوي وحدة الجهاز التنفسي وكذلك غسيل الكلى، ويتم الاعتناء بصحة المرضى من خلال الفحص اليومي وقياس معدل ضغط الدم والسكري ، بالإضافة الى الزيارة الدورية من قبل أطباء اختصاصيين وأطباء جراحة من وزارة الصحة .
وقال الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط، أنه يوجد في الاردن 11 دارا للمسنين، ويتواجد فيه حوالي 350 مسنا ومسنة، نصفهم على نفقة وزارة التنمية الاجتماعية.
وأضاف ان الوزارة تقوم بترخيص هذه الدور ومراقبتها وتقييمها، وتشتري الخدمات من هذه الدور، وتتابع شؤون دور الرعاية.
وأشار الى انه يلزم نظام دار الرعاية أو النادي باتخاذ إجراءات، تكفل صحة المسنين وسلامتهم، وتبليغ ذويهم في حال مرضهم أو تعرضهم لأي أذى، إلى جانب تنظيم الدار أو النادي لسجلات إدارية ومالية وفنية.
وقال المستشار الاكاديمي في المعهد الملكي للدراسات الدينية وأستاذ الشريعة في جامعة آل بيت الدكتور عامر الحافي أن وجود ملاجئ وبيوت المسنين لا يعبر عن بر الوالدين، إذ الاصل أن يكون الرجل الشيخ والمرأة العجوز في بيوتهما وبين أحفادهم، ولربما يكون لحالات استثنائية، فهما كنز البيت، فيجب ان يتسارع الناس الى البر بهما ، والوفاء لوالديهما ، فبهذا العمر هما بأشد الحاجة الى الرعاية.
وقال مدير جمعية دارات سمير شما لمسنين الدكتور حمود اللصاصمة، إنه يوجد بالدار 24 مسنا منهم 16 من الذكور و8 من الاناث، وتقدم الجمعية الرعاية الصحية والنفسية والتغذوية والرعاية الصحية لنزلاء الدار من قبل كادر متكامل اداري وتمريضي ونفسي ومرافقات ومرافقين يقومون على خدمة الناس .
وأشار الى التواصل من قبل ذوي المسن إما بزيارته او الاتصال والاطمئنان عليه هاتفيا، بينما هناك انقطاع في التواصل مع عدد آخر من المسنين، مشيرا الى انه تزداد الزيارات للمسنين من خلال المبادرات التي تقوم بها الجامعات والكليات ودور القران وبخاصة في الشهر الفضيل.
ودعا المؤسسات الرسمية لتوفير جزء من خدماتها العينية لتلك الدور، وان يكونوا مشرفين عليها، وكذلك الى اهمية انشاء فكرة مشروع كفالة مسن، في الوقت الذي تمر في المؤسسات الرعائية لكبار السن بأوضاع اقتصادية صعبة.
يشار الى ان لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية في العام 1972 ، اختارت سن الخامسة والستين كبداية عمر كبير السن ، باعتبار أن هذا السن يتفق مع سن التقاعد في معظم البلدان.
احلام كبار السن الوردية بسيطة ولا تتجاوز أكثر من الزيارات وتبادل الحديث مع ابنائهم واحفادهم، او الجلوس معهم بين حنايا الدار وتجاذب اطراف الحديث وتبادل الضحكات والابتسامات في جو يغمره الحب والعطف الحنان .
ويؤكد كبار السن أنهم يفتقدون نكهة العيد، الذي يمر عليهم كباقي أيام السنة، لا رؤية للأحباب ولا عناق ورائحة فلذة الاكباد، فلا جديد في ذلك بل يقلبون صفحات الذكريات ولا يجدون سوى الدمع الممزوج بحرقة واعتصار لليوم الذي ينتظرونه بشوق، فيذوقوا طعم حصاد سنينهم وهم يرعون الابناء ليكون لهم عونا، بيد احلامهم ذهبت سرابا.
المسنة سهام (اسم مستعار)، نزيلة احد دور رعاية المسنين منذ ثلاث سنوات، وضعها اخوتها في دار المسنين ولغاية الان لم يقم أحد منهم بالسؤال عنها، فهي قابعة فيها وليس بإمكانها الخروج منها، فهي مسؤولية تقع على عاتق المسؤولين في دار الرعاية.
تتشوق للمرة الثالثة عند قدوم الشهر الفضيل وأيام العيد ، ببارقة أمل وهي تنتظر من شباك غرفتها لعل أحدا من اخوتها يترفق قلبه ويلين بزيارتها أو السؤال عنها إن أمكن بالهاتف، لكن كل آمالها تخيب، بيد أنها تعتصر ألم الفراق وتعيش حالة نفسية متردية تزيد وضعها الصحي سوءا.
لكنها تقول ان الامل يتجدد لديها مع ايام العيد لعلها تنال حظا ولو يسيرا من العيدية، كبقية رفيقاتها، ولكن ما تمنته ذهب أدراج الرياح بحد تعبيرها.
المسن اسماعيل ابو سليمان ، يعاني العزلة واليأس بعدما جار عليه اولاده ، فهو قدم لهم طوال سنين شبابه ما جادت به نفسه من كرم الابوة والعطف والحنان، لم يتوقع ان يبادلوه جزاء الاحسان بالنكران والاجحاف، غير مكترثين بتلك العطايا والجود.
ما يضيق صدره أنه وصل الى مرحلة كان فيه القائد بالبيت يزأر صوته ليقوّم اعوجاج أبنائه ويحسن في ذلك تربيتهم ويرشدهم ويقدم توجيهاته لهم، بيد أن الحال انقلب على عقبيه فهو الان يتلقى التعليمات من المشرفين متذمرا من ذلك.
رئيسة جمعية يوسف الصديق الدكتورة شذى عدس، قالت ان من الملاحظ انه خلال شهر رمضان كانت هناك قلة بالزيارات لكبار السن ولربما أقل من الايام العادية، ويمتد ذلك حتى أيام العيد.
وأشارت الى ان كبير السن يحتاج الى الاهتمام به، والمساعدة على الاعتناء بصحته وتغذيته وسلامته، وهذا ما تقوم به الجمعية ومركز يوسف الصديق.
وقال مدير مركز يوسف الصديق لرعاية المسنين عامر مكاحلة أنه للأسف تقتصر زيارات أبناء النزلاء وممن لهم صلة قرابة بهم على دفع الرسوم للنزلاء، ونظرا للدور الانساني الذي يقومون به، تم العمل خلال الشهور الماضية على إرجاع حالتين او أكثر الى أهلهم ، بعد التواصل مع ذويهم.
وبين انه ولتوفير الدعم المعنوي والنفسي لكبير السن فإنه يوجد في المركز أخصائيين نفسيين واخصائية اجتماعية بالإضافة الى التعاقد مع أطباء نفسيين من خارج المركز، كما ان الكادر الاشرافي يتم تأهيله بالتدريب على كيفية التعامل مع المسن وكذلك لغتي الاشارات والجسد والفراسة، ذلك ان المسن يشعر بالملل.
وأوضح انه يوجد في المركز عيادة طبية متكاملة تحوي وحدة الجهاز التنفسي وكذلك غسيل الكلى، ويتم الاعتناء بصحة المرضى من خلال الفحص اليومي وقياس معدل ضغط الدم والسكري ، بالإضافة الى الزيارة الدورية من قبل أطباء اختصاصيين وأطباء جراحة من وزارة الصحة .
وقال الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط، أنه يوجد في الاردن 11 دارا للمسنين، ويتواجد فيه حوالي 350 مسنا ومسنة، نصفهم على نفقة وزارة التنمية الاجتماعية.
وأضاف ان الوزارة تقوم بترخيص هذه الدور ومراقبتها وتقييمها، وتشتري الخدمات من هذه الدور، وتتابع شؤون دور الرعاية.
وأشار الى انه يلزم نظام دار الرعاية أو النادي باتخاذ إجراءات، تكفل صحة المسنين وسلامتهم، وتبليغ ذويهم في حال مرضهم أو تعرضهم لأي أذى، إلى جانب تنظيم الدار أو النادي لسجلات إدارية ومالية وفنية.
وقال المستشار الاكاديمي في المعهد الملكي للدراسات الدينية وأستاذ الشريعة في جامعة آل بيت الدكتور عامر الحافي أن وجود ملاجئ وبيوت المسنين لا يعبر عن بر الوالدين، إذ الاصل أن يكون الرجل الشيخ والمرأة العجوز في بيوتهما وبين أحفادهم، ولربما يكون لحالات استثنائية، فهما كنز البيت، فيجب ان يتسارع الناس الى البر بهما ، والوفاء لوالديهما ، فبهذا العمر هما بأشد الحاجة الى الرعاية.
وقال مدير جمعية دارات سمير شما لمسنين الدكتور حمود اللصاصمة، إنه يوجد بالدار 24 مسنا منهم 16 من الذكور و8 من الاناث، وتقدم الجمعية الرعاية الصحية والنفسية والتغذوية والرعاية الصحية لنزلاء الدار من قبل كادر متكامل اداري وتمريضي ونفسي ومرافقات ومرافقين يقومون على خدمة الناس .
وأشار الى التواصل من قبل ذوي المسن إما بزيارته او الاتصال والاطمئنان عليه هاتفيا، بينما هناك انقطاع في التواصل مع عدد آخر من المسنين، مشيرا الى انه تزداد الزيارات للمسنين من خلال المبادرات التي تقوم بها الجامعات والكليات ودور القران وبخاصة في الشهر الفضيل.
ودعا المؤسسات الرسمية لتوفير جزء من خدماتها العينية لتلك الدور، وان يكونوا مشرفين عليها، وكذلك الى اهمية انشاء فكرة مشروع كفالة مسن، في الوقت الذي تمر في المؤسسات الرعائية لكبار السن بأوضاع اقتصادية صعبة.
يشار الى ان لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية في العام 1972 ، اختارت سن الخامسة والستين كبداية عمر كبير السن ، باعتبار أن هذا السن يتفق مع سن التقاعد في معظم البلدان.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/15 الساعة 17:44