ابو غنيمة للرئيس الرزاز: اتوجس خيفة من تشكيلة حكومتكم

مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/15 الساعة 01:48
مدار الساعة - وجه الدكتور احمد ابو غنيمة يوجه رسائل للرئيس عمر الرزاز. وقال ابو غنيمة في رسائله، التي دفع بها فجر الجمعة إلى "مدار الساعة": أصدقك القول دولة الرئيس د. عمر الرزاز، أنني كما الكثيرون من أبناء الشعب الاردني اصبت بانتكاسة شديدة بعد اطلاعي على تشكيلة حكومتكم التي اقسمت اليمين الدستورية اليوم أمام جلالة الملك. وكيف لا تنقبض قلوبنا وتتسارع نبضاتنا، ونحن كنا ننتظر تشكيلة حكومية تتناسب مع الأجواء التي وضعتنا فيها منذ تكليفكم من الملك بتشكيل الحكومة. لقد تابعنا تصريحاتكم ولقاءاتكم بكثير من الامل والتفاؤل ان الرسالة التي أرسلها الشعب العظيم بعد اعتصامه الحضاري والسلمي على الدوار الرابع وفي المحافظات قد وصلت أصداؤها لدولتكم ، بأن الشعب ينتظر حكومة تتبنى مطالبه بحياة كريمة من حكومات امعنت سيوفها في رقابنا ولم يبق لها إلا ان تنتهز الفرصة المناسبة لجزّها ونحرها على مذبح الضرائب والجباية التي اهلكت الزرع والحرث والنسل. لم يكن في أسوأ توقعات الشعب المكلوم بحكومات جبائية عانينا منها لسنوات، ان تنظر إلى الإرادة الملكية بتشكيل حكومتكم لنجد خمسة عشر وزيراً من الحكومة التي اسقطها عنفوان الشعب وهبّته الحضارية. هل هكذا يُكافأ الشعب على حضارته وسلميته بإعادة توزير خمسة عشر وزيرا كانوا سبباً فيما نحن فيه من السيل الجارف من الضرائب والقوانين التي ارهقتنا ماديا ونفسيا ؟ كُنّا نُمني النفس بان تكون حكومتكم بداية الطريق لتصحيح نهج تشكيل الحكومات في وطننا الحبيب، ولكن يبدو ان تأثير مراكز القوى - التي يبدو انها ادرى منها بمصلحتنا – كان لها رأي آخر يختلف عما وعدتمونا به بتغيير النهج الذي نتطلع إليه. اللطم والندب وشد الشعر لن يفيدنا ونحن نعدد ملاحظاتنا على تشكيلة حكومتكم، ولكنها النصحية التي نحن مستأمنون عليها تدفعني لأن أقدم لكم النصائح التالية، علّها تجد آذانا صاغية لدى دولتكم: - بما ان دولتكم والسادة الوزراء قد أقسموا اليمين الدستورية، فأصبحتم بحكم الدستور مسؤولين عنا نحن الشعب، فإنني اتمنى على دولتك والسادة الوزراء وخصوصا من يحملون الفكر اليساري او الليبرالي – وما اكثرهم في حكومة دولتكم - ، ان تضعوا خلفياتكم الفكرية خلف ظهوركم، وان تعملوا على المحافظة على عروبية وإسلامية دولتنا الاردنية الهاشمية التي ينص دستورها بان دين الدولة الإسلام، وبما يتماشى مع هوية الدولة التاريخية التي ينتسب ملوكها إلى النسب النبوي الشريف. ينبغي دولة الرئيس ان تعمل حكومتكم – وإن كانت يغلب عليها علمانية التوجه بشخوصها – على تخفيف أو إلغاء حالة العداء لديننا الإسلامي الحنيف وشعائره السمحة والتي انتشرت مؤخراً في كثير من مظاهر حياتنا السياسية والإعلامية والثقافية، والتي كان لبعض الوزراء في حكومتكم – الجُدد او القدامى - دورٌ في انتشارها من خلال مواقعهم التي كانوا يعملون بها. - العِقد الإجتماعي الذي تحدثت به دولتكم في بعض لقاءاتكم، ينبغي السير فيه لإعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة المختلفة السياسية والامنية، فلا عِقد إجتماعي بلا مساواة وحرية وعدالة، وهي المبادئ التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف وتجلّت في دستور المدينة المنورة حين هاجر إليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فنظّمت العلاقة بين المسلمين في المدينة المنورة وسكانها من غير المسلمين، وكانت النواة للعدالة الإجتماعية التي نُطالب بها جميعا. دولة الرئيس، لا أخفيك القول انني اتوجس خيفة من تشكيلة حكومتكم، ولكن الامل بالله أولا ثم بحرصكم على القيام بمهمتكم تجاه الشعب بما ينصّ عليه الدستور، فتكونوا احرص المسؤولين على تبديد هذا الخوف والتوجس بأن تحترموا عقول الموطنين قبل جيوبهم وتعترفوا بوجودنا قبل أي قرار يمسنا، ولا تكونوا كالحكومات السابقة التي كانت تنظر للشعب الأردني العظيم كرعايا لا كمواطنين شركاء في بناء ورفعة هذا الوطن الغالي. وكل عام وانتم ووطننا الحبيب وشعبنا الطيب المعطاء بالف خير
  • مدار الساعة
  • رئيس
  • الاردن
  • الملك
  • كريمة
  • وزير
  • قوانين
  • إسلامي
  • الهاشمية
  • إسلام
  • لب
  • الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/15 الساعة 01:48