فاعليات: الملك استطاع تغيير تعامل الإدارة الأمريكية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/04 الساعة 16:06
مدار الساعة- ثمنت فاعليات حزبية واكاديمية النتائج المهمة التي تمخضت عنها اللقاءات الملكية مع أركان القيادة الاميركية وعلى رأسها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وما نتج عنها من تحول كبير في سياسة هذه الادارة تجاه قضايا المنطقة، بخاصة قضية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واكدت هذه الفاعليات في لقاءات مع وكالة الانباء الاردنية (بترا)، ان الملك عبد الله الثاني استطاع كأول زعيم عربي يلتقي اركان الادارة الاميركية الجديدة، إحداث تغيير في طريقة تعامل هذه الادارة مع بعض الملفات السياسية في المنطقة وعلى رأسها قضية الاستيطان.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز، نقلت تحذيرا وجهه ترامب لـ "إسرائيل" من مغبة المضي قدما في بناء المستوطنات، حيث اكد البيت الابيض ان بناء وحدات استيطانية جديدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، او توسعة المستوطنات القائمة "قد لا يكون عاملا مساعدا" لحل النزاع الفلسطيني "الإسرائيلي".
امين عام حزب التيار الوطني صالح ارشيدات، ثمن مبادرة الملك عبد الله الثاني بالالتقاء شخصيا كأول زعيم وقائد عربي مع الادارة الاميركية الجديدة ورئيسها دونالد ترامب واركان ادارته، قائلا، "ان جلالة الملك عودنا باستمرار على حمل ملفات المنطقة المهمة بخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة والاستيطان الاسرائيلي، الى جانب ما يجري في العالم من حوار الآن حول الازمة السورية في ظل المساعي الدولية لايجاد حل لهذه الازمة".
واكد ان الملك عبد الله الثاني سجل خلال لقائه ترامب، انجازا جديدا للسياسة الاردنية في عهد الادارة الأميركية الجديدة من خلال ما صدر عنها عقب اللقاء من تحذير لـ "إسرائيل" من مغبة بناء مستوطنات جديدة او التوسع في المستوطنات القائمة وعدم اتخاذ أي خطوات احادية الجانب.
واعتبر ارشيدات ان الاستجابة الاميركية للموقف الاردني، انما تنبع من الاحترام الذي يحظى به الاردن والقيادة الاردنية لدى الادارات الاميركية المتعاقبة وعلى المستوى العالمي بشكل عام، داعيا الى التركيز على البعد السياسي لهذه الزيارة.
بدوره، بين امين عام حزب المؤتمر الوطني "زمزم" ارحيل الغرايبة، ان زيارة الملك عبد الله الثاني ولقاءه الادارة الاميركية الجديدة جاءت في وقتها، من حيث اهمية الملفات التي يجب بحثها ومناقشتها مع الادارة الاميركية الجديدة بخاصة ما يتعلق بملفي القدس والاستيطان وعملية السلام في المنطقة، مؤكدا ان هذين الملفين كانا محط اهتمام الملك عبد الله الثاني، وكانا حاضرين بقوة خلال لقاءات الملك عبد الله الثاني مع الرئيس ترامب وأركان إدارته، حيث تم ابراز اهمية هذين الملفين بصورة واضحة وجلية، ما ادى الى تغير في الموقف الاميركي وفق ما تناقلته وسائل الاعلام الاميركية والدولية.
واشار الغرايبة الى موقف ترامب تجاه ملف القدس قبل وصوله الى سدة الرئاسة وتأكيده المستمر عزمه نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى مدينة القدس، ما يشكل مخالفة لكل مواقف الادارات الاميركية السابقة، لافتا كذلك الى تأييد ترامب المعلن للتوسع "الإسرائيلي" في سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وبناء المزيد من المستوطنات الجديدة والتوسع في المستوطنات القائمة، الامر الذي يخالف المواقف الدولية المعلنة في هذا الشأن وبخاصة موقف الاتحاد الاوروبي.
واكد ان جهود الملك عبد الله الثاني ولقاءه المبكر مع اركان الادارة وقيادات الكونغرس الاميركيين، تكتسب اهمية كبيرة لما لها من اثر في تغيير تعامل الادارة الاميركية الجديدة مع ملفات المنطقة وبخاصة ملف الاستيطان وعملية السلام.
وقال الوزير الاسبق الدكتور بسام العموش، ان لقاء جلالة الملك بمختلف مراكز صنع القرار الاميركي بما فيها مع الرئيس ترامب، حققت عددا من الاهداف الاساسية والهامة، في ظل الاوضاع السياسية الراهنة التي تعيشها المنطقة.
وأشار الى اهمية ما تطرقت له اللقاءات الملكية مع القيادات الأميركية بخاصة قضية الاستيطان والمستوطنات ونقل السفارة الاميركية الى القدس، في وقت يعمل الكنيست الاسرائيلي وبشكل حثيث على شرعنة بناء المستوطنات الامر الذي ينسف عملية السلام بأكملها، بموازاة توجه ادارة ترامب ومواقفها السابقة والمعلنة حول نقل السفارة الاميركية الى مدينة القدس.
كما اشار الدكتور العموش الى الأزمة السورية التي بحثها الملك عبد الله الثاني مع اركان القيادة الاميركية، في ظل الجهود الدولية المبذولة لايجاد حل لهذه الازمة، بالإضافة الى العديد من القضايا المشتركة التي بحثها جلالته ابرزها محاربة الارهاب الذي يمثله تنظيم الدولة، وايجاد مناطق آمنة داخل الاراضي السورية، واهمية ايجاد دعم دولي خاصة اميركي- روسي لهذه الجهود.
وتكمن اهمية الزيارة الملكية للولايات المتحدة بحسب العموش في انها جاءت بعد زيارة مهمة لروسيا وبريطانيا، مؤكدا ان الملك عبد الله الثاني استطاع وضع الادارة الاميركية الجديدة بحقيقة ما يعانيه الاردن من اعباء مالية واقتصادية نتيجة الازمة السورية، وما نتج عنها من اغلاق لطرق التصدير والاستيراد وتدفق للاجئين على اراضيه.
واكد الدكتور عبدالله الموسى رئيس جامعة اليرموك السابق، الاردن اثبت بحكمة قيادة الملك عبد الله الثاني، اهمية دوره المؤثر في العالم والمنطقة والمساهمة في حل الكثير من القضايا في المنطقة، مشيرا الى جهود الملك الحثيثة في كافة المحافل الدولية وبخاصة ما يتعلق بقضايا المنطقة.
واكد ان الاردن تميز باستمرار بوسطيته واعتداله ما جعله محط انظار العالم ككل، مشيرا الى استضافة المملكة للقمة العربية المقبلة وما يحظى به من احترام وتقدير لدوره المحوري والاقليمي.
واعتبر امين عام حزب الشورى الاسلامي فراس العبادي، ان لقاء الملك عبد الله الثاني مع الادارة الاميركية الجديدة يؤكد اهمية دور الاردن كلاعب سياسي واساسي وقوي في مختلف قضايا المنطقة، مثلما يدلل على نظرة الولايات المتحدة الاميركية للأردن كقوة دبلوماسية سياسية فاعلة وذات دور تاريخي في تحمل اعباء تنوء بها دول ذات اقتصادات كبرى.
وقال ان الولايات المتحدة الاميركية تدرك تماما رجاحة السياسة الاردنية واعتدالها، حيث وضعت الاردن على رأس اولوياتها من خلال اللقاء الذي جمع الملك عبد الله الثاني بالقيادات الأميركية.
وقال امين عام حزب الشعب الديمقراطي الاردني "حشد" عبلة ابو علبة، ان قضية نقل السفارة الاميركية الى القدس وكذلك توسيع الاستيطان كانت محط مركز محادثات الملك عبد الله الثاني مع الادارة الاميركية، حيث صدرت بعدها تصريحات مهمة من هذه الادارة تشير الى امكانية التراجع عن دعمها لنقل السفارة وتوسيع الاستيطان .
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/04 الساعة 16:06