الرشيد يكتب: الجنوب السوري

مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/13 الساعة 11:39
د.المهندس سامي الرشيد تبذل روسيا جهداً سياسياً مكثفاً لكي تتمكن من تجاوز امتحان الجنوب السوري، والمواءمة بين المصالح الايرانية وبين متطلبات الامن القومي الاسرائيلي، لتجنب سوريا والمنطقة حربا ايرانية اسرائيلية على الاراضي السورية. منذ سقوط الغوطة أصبحت القوات السورية على تماس مباشر مع خط وقف اطلاق النار الموقع بين سوريا واسرائيل عام1974م. لقد تضاعفت الضغوط الاسرائيلية على موسكو، وتطالبها بمنع اقتراب المليشيات الايرانية من حدود الجولان المحتل ومحافظة درعا، على ان تبتعد القوات ما بين 25-40كم عن حدود الجولان، على ان توافق اسرائيل على انتشار قوات الاسد في تلك المناطق،لكن اسرائيل اعادت تطالب بخروج ايران من سوريا كلها. تطلب سوريا خروج جميع القوات الاجنبية من اراضيهابما فيه الولايات المتحدة الامريكية. اختبار الجنوب يضع العلاقات الروسية الاسرائيلية والروسية الايرانية على المحك. هل تتخلى روسيا عن حلفائها لصالح واشنطن وتل ابيب؟ مع العلم ان وزير خارجية سوريا أعلن ان وجود ايران في سوريا شرعي وبطلب من الحكومة السورية لكن التصريحات الروسية غامضة وبها ضبابية. تواجه ايران ضغوطا شديدة من الولايات المتحدة واسرائيل وروسيا وغالبية الدول العربية، على ضرورة خروج قواتها من جميع الاراضي السورية باسرع وقت ممكن، حيث مددت ايران نفوذها في المشرق العربي لتشمل العراق وسوريا ولبنان واليمن وقطاع غزة. لقد اصبحت ايران طرفا اساسيافي تقدير الحرب والسلام في الشرق الاوسط ، بحيث تعطي اسرائيل حجة لبقائها في هضبة الجولان. الايام القادمة حبلى بالمفاجئات ،فهل تجبر ايران على الرحيل من سوريا على رغم الا ستثمار ات الضخمة والمساعدات العسكرية والاقتصادية التي ضختها بسوريا وتتجاوز 30 مليار دولار؟
لكن روسيا تطالب جميع القوات الاجنبية بما فيها امريكا مغادرة سوريا. فهل يبدأون بالرحيل وتبدأ العملية السياسية وتنحسر الحرب التي كلفت سوريا نصف مليون قتيل ودمرت معظم مدنها واسواقها القديمة الجميلة خاصة في حلب الشهباء، وادت الى خروج اكثر من 7ملايين سوري من ديارهم الاصلية، بينهم 3 ملايين هاجروا الى اوروبا وكندا فضلا عن ا لاعداد الضخمة التي هاجرت الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر. لقد صدرت تصريحات من قاعدة حميمين الروسية في سوريا تقول بان هناك اتنفاق بين روسيا وايران لابتعاد القوات الايرانية عن الجنوب ،لكن اسرائيل وامريكا يصران على مغادرة ايران جميع الاراضي السورية وتواصل اسرائيل ضغوطها على روسيا باعتبارها صاحبة النفوذ الاوسع في سوريا. لقد وضعت الولايات المتحدة 12شرطا لالغاء العقوبات التي اعادت فرضها على ايران وكان على راس الشروط انسحاب ايران من جميع الاراضي السورية. لكن الحلف الروسي الايراني بدأ يتفكك،حيث كان بامكان الروس منع الضربات الجوية الاسرائيلية على القواعد الا يرانية في سوريا ،كما توقفت روسيا عن تسليم سوريا صواريخ س 400 إرضاء لاسرائيل . من هنا نلاحظ ان القوتين الكبيرتين يهمهما مصلحة اسرائيل اكثر من مصلحة العرب ،لكننا مع تفتتنا وعدم قدرتنا على التوحد والاتفاق حسب اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين الدول العربية عام 1951نلهث خلف الغرب والشرق واعداء العرب ،الذين يفتعلون الازمات لتطويق حركة البلدان العربية ،وكانها لا ترى حاضرها ومستقبلها من سنة لاخرى فلم يحقق العرب شيئا لوحدتهم او تقاربهم حتى في بلدان آسيا وافريقيا ،واشتدت حالة الانحسار والمد القومي العربي ويفتقد العرب خصائص التنمية والتقدم بغياب خطها القومي، واختلط سماء العرب بالحابل والنابل منذ الحرب العراقية الايرانية 1980-1988وتلاها غزو العراق للكويت 1990وخداع العرب لمسار السلام في مدريد ،وانحاز معظم العرب للولايات المتحدة، التي تتلاعب بالقضاياالعربية ولم تقف يوما مع اي قضية من قضايا الامة العربية العادلة ولايهمها الامصلحة اسرائيل. آن الاوان ان نصحو ويهمنا مصلحتنا ونعمل لاجل شعوبنا ونطالب جيراننا ان نتعامل على علاقات حسن الجوار ونستثمر مقدراتنا الهائلة ونطور انفسنا وشبابنا لبناء مستقبل افضل للاجيال القادمة . Dr.sami.alrashid@gmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/13 الساعة 11:39