السيدة المحترمة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/11 الساعة 09:33
بالرغم من صلاحياتها المحدودة، إلا أن السيدة فيديريكا موغريني، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، لا تبخل أبدا في إظهار دعمها وتقديرها للأردن ودوره في المنطقة والعالم.
في اليومين الماضيين، نظمت موغريني زيارة لعمان لهذه الغاية فقط، وكانت من قبل قد زارت الأردن مرات عديدة.
وفي اجتماعها مع جلالة الملك، عبرت عن هذا الدعم بشكل عفوي وصادق، وخرجت لوسائل الإعلام بمؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية أيمن الصفدي، لتقول بشكل صريح ما قالته في الاجتماعات المغلقة عن قناعاتها الصادقة بضرورة دعم الأردن اقتصاديا، والحاجة الماسة لإبقاء هذا النموذج حيا ومزدهرا في الإقليم. ولترجمة هذا الدعم، حرصت أن لا تأتي لعمان بيدين فارغتين، فأعلنت عن قرب تحويل مبلغ 100 مليون يورو للأردن كجزء من منحة مقرة سابقا، إضافة إلى منحة جديدة بقيمة 20 مليون يورو للمساعدة المجتمعية.
دول الاتحاد الأوروبي ترتبط بعلاقات وثيقة ومستقرة مع الأردن منذ عشرات السنين. ومن حيث قيمة المساعدات تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية. وفي تقارير الاتحاد عادة ما ينظر للأردن كواحد من أفضل الشركاء في الإقليم، وأكثر التزاما وشفافية في إنفاق وتوجيه المساعدات للقطاعات التنموية والمشاريع الخدمية.
موغريني، وفي مناسبات عديدة، كانت تردد عبارات الملك عبدالله الثاني، وتعتبرها قدوة في الخطاب السياسي وفهم مشكلات المنطقة والعالم، خاصة مع تصاعد نزعة اليمين الأوروبي المعادية للاجئين وبروز ظاهرة "الإسلاموفوبيا".
لقد وقفت على الضد من هذه التيارات، ودعمت بقوة حقوق اللاجئين في حياة كريمة، وكان لها دور فاعل في تحفيز الدول الأوروبية على دعم الأردن والدول المستضيفة للاجئين السوريين.
احترام الأردن قيم التعايش الحضاري، والإرث الطويل من العلاقات مع الدول الأوروبية، إضافة إلى تقاسم الطرفين المواقف نفسها من مشاكل المنطقة وقضاياها، أسهمت كلها في بناء شراكة فريدة.
لكن موغريني أضفت على العلاقات لمسة خاصة، لمواقفها المبدئية والشجاعة من الصراع العربي الإسرائيلي، واحترامها قيم العالم العربي والإسلامي، وإيمانها الشخصي بأهمية تمكين أسس الشراكة عبر المتوسط.
عندما اتخذت إدارة ترامب قرارها الكارثي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها للمدينة المحتلة، قادت موغريني حملة أوروبية معارضة، أثارت حنق حكومة نتنياهو. وقفت إلى جانب الصفدي بمؤتمر صحفي مشترك في ألمانيا حينها، وأكدت التزام أوروبا بحل الدولتين، وبالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
في المحصلة، رفضت الأغلبية الساحقة من الدول الأوروبية الاقتداء بالإدارة الأميركية بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.
موغريني ذات الجذور اليسارية في الحياة السياسية الإيطالية، كانت في قلب المعركة المساندة للحق والحل العادل. وكان الأردن على الدوام بوابتها لفهم قضايا المنطقة وتعقيداتها، وطالما عبرت عن إيمانها بأن السياسة الأردنية تصلح كمدخل أساسي ومنصف لحل هذه المشكلات.
إنها بحق سيدة محترمة، تستحق التقدير على شجاعتها التي تعكس قيم أوروبا الأصيلة والإنسانية، في زمن تسود فيه سياسات دول كبرى قائمة على الانحياز والكراهية. الغد
في اليومين الماضيين، نظمت موغريني زيارة لعمان لهذه الغاية فقط، وكانت من قبل قد زارت الأردن مرات عديدة.
وفي اجتماعها مع جلالة الملك، عبرت عن هذا الدعم بشكل عفوي وصادق، وخرجت لوسائل الإعلام بمؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية أيمن الصفدي، لتقول بشكل صريح ما قالته في الاجتماعات المغلقة عن قناعاتها الصادقة بضرورة دعم الأردن اقتصاديا، والحاجة الماسة لإبقاء هذا النموذج حيا ومزدهرا في الإقليم. ولترجمة هذا الدعم، حرصت أن لا تأتي لعمان بيدين فارغتين، فأعلنت عن قرب تحويل مبلغ 100 مليون يورو للأردن كجزء من منحة مقرة سابقا، إضافة إلى منحة جديدة بقيمة 20 مليون يورو للمساعدة المجتمعية.
دول الاتحاد الأوروبي ترتبط بعلاقات وثيقة ومستقرة مع الأردن منذ عشرات السنين. ومن حيث قيمة المساعدات تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية. وفي تقارير الاتحاد عادة ما ينظر للأردن كواحد من أفضل الشركاء في الإقليم، وأكثر التزاما وشفافية في إنفاق وتوجيه المساعدات للقطاعات التنموية والمشاريع الخدمية.
موغريني، وفي مناسبات عديدة، كانت تردد عبارات الملك عبدالله الثاني، وتعتبرها قدوة في الخطاب السياسي وفهم مشكلات المنطقة والعالم، خاصة مع تصاعد نزعة اليمين الأوروبي المعادية للاجئين وبروز ظاهرة "الإسلاموفوبيا".
لقد وقفت على الضد من هذه التيارات، ودعمت بقوة حقوق اللاجئين في حياة كريمة، وكان لها دور فاعل في تحفيز الدول الأوروبية على دعم الأردن والدول المستضيفة للاجئين السوريين.
احترام الأردن قيم التعايش الحضاري، والإرث الطويل من العلاقات مع الدول الأوروبية، إضافة إلى تقاسم الطرفين المواقف نفسها من مشاكل المنطقة وقضاياها، أسهمت كلها في بناء شراكة فريدة.
لكن موغريني أضفت على العلاقات لمسة خاصة، لمواقفها المبدئية والشجاعة من الصراع العربي الإسرائيلي، واحترامها قيم العالم العربي والإسلامي، وإيمانها الشخصي بأهمية تمكين أسس الشراكة عبر المتوسط.
عندما اتخذت إدارة ترامب قرارها الكارثي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها للمدينة المحتلة، قادت موغريني حملة أوروبية معارضة، أثارت حنق حكومة نتنياهو. وقفت إلى جانب الصفدي بمؤتمر صحفي مشترك في ألمانيا حينها، وأكدت التزام أوروبا بحل الدولتين، وبالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
في المحصلة، رفضت الأغلبية الساحقة من الدول الأوروبية الاقتداء بالإدارة الأميركية بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.
موغريني ذات الجذور اليسارية في الحياة السياسية الإيطالية، كانت في قلب المعركة المساندة للحق والحل العادل. وكان الأردن على الدوام بوابتها لفهم قضايا المنطقة وتعقيداتها، وطالما عبرت عن إيمانها بأن السياسة الأردنية تصلح كمدخل أساسي ومنصف لحل هذه المشكلات.
إنها بحق سيدة محترمة، تستحق التقدير على شجاعتها التي تعكس قيم أوروبا الأصيلة والإنسانية، في زمن تسود فيه سياسات دول كبرى قائمة على الانحياز والكراهية. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/11 الساعة 09:33