الملك في واشنطن.. في منتصف دائرة صنع القرار
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/03 الساعة 23:54
تزدحم العاصمة الأميركية واشنطن بالأحداث الساخنة , فالتطورات السياسية والاقتصادية فيها وهي بسرعة إلتقاط الأنفاس لا تزال تثير غضب العالم حكومات وشعوبا , فهل كانت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني اليها مناسبة من حيث التوقيت والأهداف ؟.
الزيارة لم تكن سهلة ليس فقط لأن الملفات مزدحمة وليس فقط لأن الإدارة الأميركية الجديدة بدأت بعصفة من القرارات والمواقف والسياسات التي لم تجد فيها منطقتنا العربية والإسلامية ما يسر , لكن نجاح أو إخفاق أي زيارة يقاس بالنتائج التي تحققها , وتل أبيب التي بدت أكثر المدن سعادة بالإدارة الجديدة عادت لتلتقط أنفاسها من جديد , فأول الإختراقات أو النجاحات هو التحول في الموقف من بناء المستوطنات الإسرائيلية أو التوسع في بناء أخرى جديدة , والذي جاء في إعلان للبيت الأبيض بعد ساعات على قمة جمعت الملك بالرئيس الأميركي ترامب.
بالمناسبة , ليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها خطوات جلالة الملك اسرع من خطوات إسرائيل التي تزداد صعوبة بعدها , وصحيح أننا لا يجب أن ننكر الدعم والرعاية والحظوة التي تتمتع بها إسرائيل لدى كل الإدارات الأميركية المتعاقبة ولدى الجمهوريين خصوصا , لكن لا يخفى على أحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجد في كل مرة صعوبة في مواجهة المنطق والقناعة والصدى والتأثير التي تخلفها زيارة الملك خصوصا إن سبقت زيارته.
الملك كان أول زعيم يستمع منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مباشرة الى عرض وحلول حول مشاكل وتعقيدات المنطقة لكنها اللغة الواضحة والمحددة هي التي تترك أثرا وتحدث تغييرا.
قد يرى بعض المحللين في هذا التحول إستدارة بسيطة لا يعول عليها كثيرا , لكنها في واقع الحال هي إختراق نجح الملك في تسجيله ولن يستطيع الأردن وحده البناء عليه وهو بظني مهمة تقع على عاتق القمة العربية التي ستعقد في عمان لحشد جهد دبلوماسي يبني على حصاد الملك ويقود الى موقف صلب يثني الإدارة الأميركية عن فكرة نقل سفارة بلادها الى القدس المحتلة وهو ما إلتقطته تل أبيب قبل الزيارة وخرجت به صحفها التي وضعت إحباط نقل السفارة الأميركية من بين أهداف زيارة الملك الى العاصمة الأميركية.
لم يلتقط الملك أنفاسه على مدى أيام الزيارة , فقاد حملة دبلوماسية مكثفة مع قيادات سياسية وإقتصادية مؤثرة لكن الأهم هو لقاءه بأهم صناع القرار في الإدارة الأميركية الجديدة من الذين تربطهم مع جلالته علاقات قوية على أساس من الثقة والتفاهم والتوافق إزاء قضايا المنطقة عموما.
ما يميز أجندة الأردن وقيادته أنها واضحة ومحددة وحاسمة في موضوع القضية الفلسطينية والإرهاب ومجمل التحديات , وهو ما يجعلها مقنعة وموضوعية , فالملك يتحدث عن فلسطين وعن العراق وسوريا والمعركة ضد الارهاب بلغة محددة وتحليل يتناول الأسباب والعقد كما يضع لها الحلول.
ملاحظة أخيرة , هناك نتائج تحققت وهي مهمة تحتاج لأن يينى عليها فيد الأردن لا تصفق وحدها , وكالعادة هناك من يقف بقصد أو من دون قصد دائما بالمرصاد ليفقد كل منجز معناه ويقوض كل فعل إيجابي , هناك من لا يترك مجالا لإلتقاط الأنفاس حتى لعقد إحتفالية بسيطة تبنى على ما سبق , هم لا يريدون للملك أن يترك التعب الا لتعب اخر , يأخذه بعيدا عن العناوين العريضة , فثمة خطر كبير وتهديد أكبر , هو لا شك في ثنايا مجهول المستقبل السوري وفي تداعيات الفعل الإسرائيلي على الأرض
هل كان يفترض بالملك عبدالله الثاني « أن يجلس في عمان ويريح نفسه من جولة مرهقة في الولايات المتحدة يتابع التطورات عبر الأخبار ويتفاعل عن بعد كمشاهد عربي ومسلم , لقد إختار أن يستبق الحدث ويكون في منتصف دائرة صنع القرار للتأثير في مجرياته وقد فعل..
الرأي
الزيارة لم تكن سهلة ليس فقط لأن الملفات مزدحمة وليس فقط لأن الإدارة الأميركية الجديدة بدأت بعصفة من القرارات والمواقف والسياسات التي لم تجد فيها منطقتنا العربية والإسلامية ما يسر , لكن نجاح أو إخفاق أي زيارة يقاس بالنتائج التي تحققها , وتل أبيب التي بدت أكثر المدن سعادة بالإدارة الجديدة عادت لتلتقط أنفاسها من جديد , فأول الإختراقات أو النجاحات هو التحول في الموقف من بناء المستوطنات الإسرائيلية أو التوسع في بناء أخرى جديدة , والذي جاء في إعلان للبيت الأبيض بعد ساعات على قمة جمعت الملك بالرئيس الأميركي ترامب.
بالمناسبة , ليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها خطوات جلالة الملك اسرع من خطوات إسرائيل التي تزداد صعوبة بعدها , وصحيح أننا لا يجب أن ننكر الدعم والرعاية والحظوة التي تتمتع بها إسرائيل لدى كل الإدارات الأميركية المتعاقبة ولدى الجمهوريين خصوصا , لكن لا يخفى على أحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجد في كل مرة صعوبة في مواجهة المنطق والقناعة والصدى والتأثير التي تخلفها زيارة الملك خصوصا إن سبقت زيارته.
الملك كان أول زعيم يستمع منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مباشرة الى عرض وحلول حول مشاكل وتعقيدات المنطقة لكنها اللغة الواضحة والمحددة هي التي تترك أثرا وتحدث تغييرا.
قد يرى بعض المحللين في هذا التحول إستدارة بسيطة لا يعول عليها كثيرا , لكنها في واقع الحال هي إختراق نجح الملك في تسجيله ولن يستطيع الأردن وحده البناء عليه وهو بظني مهمة تقع على عاتق القمة العربية التي ستعقد في عمان لحشد جهد دبلوماسي يبني على حصاد الملك ويقود الى موقف صلب يثني الإدارة الأميركية عن فكرة نقل سفارة بلادها الى القدس المحتلة وهو ما إلتقطته تل أبيب قبل الزيارة وخرجت به صحفها التي وضعت إحباط نقل السفارة الأميركية من بين أهداف زيارة الملك الى العاصمة الأميركية.
لم يلتقط الملك أنفاسه على مدى أيام الزيارة , فقاد حملة دبلوماسية مكثفة مع قيادات سياسية وإقتصادية مؤثرة لكن الأهم هو لقاءه بأهم صناع القرار في الإدارة الأميركية الجديدة من الذين تربطهم مع جلالته علاقات قوية على أساس من الثقة والتفاهم والتوافق إزاء قضايا المنطقة عموما.
ما يميز أجندة الأردن وقيادته أنها واضحة ومحددة وحاسمة في موضوع القضية الفلسطينية والإرهاب ومجمل التحديات , وهو ما يجعلها مقنعة وموضوعية , فالملك يتحدث عن فلسطين وعن العراق وسوريا والمعركة ضد الارهاب بلغة محددة وتحليل يتناول الأسباب والعقد كما يضع لها الحلول.
ملاحظة أخيرة , هناك نتائج تحققت وهي مهمة تحتاج لأن يينى عليها فيد الأردن لا تصفق وحدها , وكالعادة هناك من يقف بقصد أو من دون قصد دائما بالمرصاد ليفقد كل منجز معناه ويقوض كل فعل إيجابي , هناك من لا يترك مجالا لإلتقاط الأنفاس حتى لعقد إحتفالية بسيطة تبنى على ما سبق , هم لا يريدون للملك أن يترك التعب الا لتعب اخر , يأخذه بعيدا عن العناوين العريضة , فثمة خطر كبير وتهديد أكبر , هو لا شك في ثنايا مجهول المستقبل السوري وفي تداعيات الفعل الإسرائيلي على الأرض
هل كان يفترض بالملك عبدالله الثاني « أن يجلس في عمان ويريح نفسه من جولة مرهقة في الولايات المتحدة يتابع التطورات عبر الأخبار ويتفاعل عن بعد كمشاهد عربي ومسلم , لقد إختار أن يستبق الحدث ويكون في منتصف دائرة صنع القرار للتأثير في مجرياته وقد فعل..
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/03 الساعة 23:54