قمة الخير في مكة.. عندما تزداد الليالي حلكة والحلقات تضيق

مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/09 الساعة 20:16
مدار الساعة – كتب : محرر الشؤون السياسية – عندما تزداد الليالي حلكة والحلقات تضيق على المعصم، ينبري ضوء يبدد الظلام، وتمتد يد الخير لتفك القيد. هذا ما تعلمناه من دروس الأمة وتاريخها العربي الاسلامي الذي تتكالب الأمم لتطمسه،ولكن "ويأبى الله الا ان يتم نوره" صدق الله العظيم. وفي هذا الشهر العظيم، وفي العشر الأواخر من رمضان المبارك، يأتي صوت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من بطاح مكة داعياً الى قمة رباعية عربية قوامها المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية ودولة الامارات ودولة الكويت. الهدف المعلن لهذه القمة، رص الصف العربي رغم كل الشرخ الغائر فيه، واسناد الاردن على وجه الخصوص، باعتباره البلد العربي الوحيد الأكثر تضرراً من كل ما يجري في المنطقة والعالم من احداث سياسية واقتصادية، من جهة، وبحكم موقعه الجغرافي، وموقفه الثابت في القضايا العربية جمعاء والقضية المركزية وهي القضية الفلسطينية. ان الوضع العربي برمته، وما يواجهه الاردن من كلف كثيرة وهي جسيمة،كانا يستدعيان من القادة العرب ان يبادروا الى لقاء تبحث فيه امور الأمة، فإن لم يكن اللقاء جامعاً الزعماء جميعاً، فلا مانع ان يكون اللقاء ثنائياً او ثلاثياً او رباعياً، "لحلحلة العُقد" وفي هذا خير، لذلك كان اللقاء الذي دعا اليه العاهل السعودي، يأتي في الوقت المناسب والمكان المناسب، وفي أكرم الأشهر وأطهر ارض الله. ان العالم العربي كله، وليس شعوب الدول التي يشارك زعماؤها في هذه المناسبة المباركة وحدها التي تنظر الى "قمة مكة" بأمل كبير، أمل يبدد اليأس والاحباط الذي ضرب عالمنا العربي والاسلامي في عقر ديارنا، حتى باتت كل دولة شقيقة مستهدفة،وهو ما يجعل القادة الذين يلتقون غداً في "محراب" خادم الحرمين امام مسؤولية لا تقل عن أي مسؤولية سبقتها على نطاق القمم ثنائية ام رباعية ام أكثر. لا شك ان ما جرى على الارض الاردنية خلال الأيام القليلة الماضية من احتجاجات رغم حضاريتها كان دافعاً لاتخاذ هذه المبادرة وبهذه العجالة ، الا ان الوضع الاردني سياسياً او اقتصادياً، هو جزء من الوضع العربي، الذي لا يتجزاً، فما يهدد الرياض او ابو ظبي او الكويت وأي عاصمة عربي انما يهدد عمان، ويقوَض الأمن والاستقرار، ولكن ما يود دائماً التأكيد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني ومعه الشعب الاردني ان الدعم العربي من الدولة الشقيقة وعلى رأسها وفي مقدمتها السعودية والامارات والكويت لا يمكن ان يكون محل نكران لا في ايام اليسر ولا ايام العسر. واذا كان لا بد هنا من قول، فإن "قمة مكة" بزعمائها الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح وسمو الشيخ محمد بن زايد،ستكون خطوة على طريق لم الشمل وتصحيح كل المسارات التي تقف عائقة في وجه استعادة هذه الامة دورها بين الامم في ظل كتل تتشكل على مستوى القارات والدول سعياً لمصالحها او فرض هيمنتها، وهذه الأمة احق بزعمائها ان ينهضوا بها ومعهم شعوب جُبلت على الوحدة وهي الضمانة للحفاظ على أمنها وانظمتها ورفاهية ابنائها، والله الموفق.
  • مدار الساعة
  • عرب
  • لب
  • الملك
  • عربية
  • الاردن
  • الهاشمية
  • اقتصاد
  • عمان
  • الملك عبدالله
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/09 الساعة 20:16