البشير يكتب: هل يفعلها الرزاز ويوقف الحراك الشعبي بقرارات جريئة
المحامي الدكتور سعد علي البشير*
تعهد سعادة الدكتور عمر الرزاز مساء أمس:" بالحوار مع مختلف الأطراف والعمل معهم للوصول إلى قانون ضريبي عادل ينصف الجميع ويتجاوز مفهوم الجباية، لتحقيق التنمية التي تنعكس آثارها على أبناء وبنات الوطن، لتكون العلاقة بين الحكومة والمواطن أساسها عقد اجتماعي واضح المعالم مبني على الحقوق والواجبات"، ولكن هل يكفي هذا التصريح لتهدئة الشارع الأردني؟ من المعروف أنه كلما طالت معالجة الأزمة صعب إيجاد الحلول لها، وإن إنكار الأزمة هو من أسوأ الحلول التي تتخذ لحل المشاكل والأزمات، لذلك نرجو أن يوفق الدكتور عمر بمهمته الصعبة والتي تنوء عن حملها الهمم العالية، فهذا الحراك الشعبي يحتاج إلى صدق في التعامل وشفافية في التصريحات وصدق في الأفعال، وأكثر من ذلك لقد سمعنا وشاهدنا بأم أعيننا تزايد مطالب الحراك الشعبي فمن مطالبة بسحب القانون الضريبي الجديد إلى الدعوة إلى إسقاط الحكومة، وليس انتهاء بطلب حلَ مجلس النواب.
فمن المعروف أنه كلما طال الوقت أكثر ستزداد مطالب الشعب أكثر وسيفتح العديد من الملفات، وسيصعب السيطرة على الشارع، وربما اندس بين المتظاهرين أصحاب النوايا السيئة والنفوس الضعيفة، فانحاز هذا المسار الرائع من الحراك الشعبي إلى مسار آخر؛ لذلك نرجو من الله أن يوفق سعادة الدكتور عمر في تشكيل وزارته الجديدة، ونتمنى منه أن يخرج علينا كما عهدناه دائماً بقرارات جريئة توقف هذا الحراك، وذلك بتلبية مطالب الشعب في وضع آلية سريعة يلمسها الشارع ليس في الوعد وإنما بالتنفيذ الفعلي للعدالة الاجتماعية والوصول إلى قانون ضريبي يتم دراسته بهدوء يُشعر المواطن أنه يساهم في تنمية الوطن من خلاله، فالقانون الضريبي العادل هو صمام الأمان للمواطن عندما يرى أن هناك خدمات حقيقية تتحقق على أرض الواقع، وأنه يعامل كما يُعامل الإنسان وليس رقماً مالياً يصب في خزينة الدولة، وليس عيباً أبداً أن يتم الاطلاع على القوانين الضريبية للدول المشهورة بالعدالة الضريبية والعدالة الاجتماعية، وأن يؤخذ ما يُناسب اقتصاد الوطن، ولا بد من التذكير بضرورة وضع آليات خاصة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وأخيراً وليس آخراً نتمنى على الدكتور الرزاز أن يكون معظم وزرائه من الوجوه الجديدة التي يجب أن توضع بحيثياتها تحت المجهر مباشرة، ولتكن طليعة لنظام وزاري جديد يعمل لمصلحة الوطن، وكما قال سيد الوطن: "اللي يخبص لازم يروح بنفس اليوم"، فهل يفعلها الرزاز ويوقف الحراك الشعبي بقرارات جريئة، هنا السؤال؟
* عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي للحقوقيين