أين المفرّ؟.. طهران أرادت معرفة نوايا ترامب باختبار صاروخ ففتحت على نفسها باب جهنم
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/03 الساعة 16:07
مدار الساعة- يبدو أن شهر العسل الذي عاشته إيران في الفترة الأخيرة لولاية الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قد ولى، بعد تسلم دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، فالتصريحات الآخذة بالتصاعد تكاد لا تهدأ بين الطرفين، ما يدفع المؤسسة الإيرانية لأخذ خطواتها بحذر، حسبما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
أحدث تصريحات ترامب نشرها، الجمعة 3 فبراير/شباط 2017، على صفحته الرسمية بموقع تويتر، قال فيها: "إيران تلعب النار.. لا يقدِّرون كم كان الرئيس أوباما طيباً معهم. لن أكون هكذا"، ما دفع وزير الخارجية الإيراني للرد عليه أيضاً على تويتر قائلاً: "إيران لا تعبأ بالتهديدات الأميركية، ولن تبادر بإشعال حرب".
هذا التوتر المتصاعد منذ أسبوع، جاء عندما قامت طهران باختبار صاروخي، أثار غضب الإدارة الأميركية الجديدة، ورد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل ت. فلين، على ذلك بتحذير إيران بأنها "وُضعت تحت الملاحظة".
قلق في المؤسسة الإيرانية إيران، التي طالما قاد رجال الدين فيها حشود المصلين بالدعاء الجماعي "الموت لأميركا" بارتياح شديد، وعقدت صفقة تبلغ قيمتها 16.6 بليون دولار مع شركة بوينغ الأميركية في الوقت ذاته، يبدو أن هذا قد انتهى منذ أسبوعين، في ضوء قلق يعتري حتى أكثر أفرادها تشدداً من أن أقل عمل استفزازيّ قد يقودها إلى نزاع عسكري. فالتحذير الذي وجهته الإدارة الأميركية يتعدّى الاختبار الصاروخي، وفقاً لفلين؛ إذ حمَّل طهران مسؤولية هجوم الحوثيين في اليمن على سفينة حربية سعودية، وترى الولايات المتحدة أن إيران تدعم الحوثيين في مقابل إنكار إيراني لتلك المزاعم، لكن إيران تفهم أن التعليق كان أيضاً تحذيراً مستتراً بشأن دعمها وكلاء إقليميين مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية بالعراق. قال فلين: "تدين إدارة ترامب أفعال إيران المهددة لأمن الشرق الأوسط ورخائه وازدهاره، والتي تضع حياة الأميركيين في خطر". وفي وقت لاحق، كتب ترامب تغريدة عبر موقع تويتر، يقول فيها: "تقوم إيران بالاستيلاء على العراق وبسرعة، تلك الدولة التي أهدرنا فيها 3 تريليونات دولار". وخلال حملته الانتخابية، تحدّث ترامب عن تأييده أن تكون السياسة الخارجية لبلاده غير متوقعة، وأشار إلى سياسة الرئيس السابق رونالد ريغان باعتبارها مثالاً لأفضلية إبقاء خصومك في حالةٍ من الحيرة. وقد التزم ترامب بوعده منذ توليه المنصب، وهذا ما لاحظه الإيرانيون بالفعل. وقال نادر كريمي جوني، وهو محارب قديم ومحلّل مقرّب من حكومة الرئيس حسن روحاني: "لا يستطيع الأميركيون أنفسهم، ولا الأوروبيون، ولا نحن، توقُّع ترامب. لا هو ولا طاقمه جديران بالثقة. إنهم لن يحترموا أية اتفاقيات. لن يأتي خيرٌ من وراء ما يحدث".
التعامل مع ترامب وفي حال فرْض هذه العقوبات على أفراد أو كيانات مرتبطة بالبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية، فستكون أول ترجمة للتشدد الذي أعلنته واشنطن إزاء إيران رغم الاتفاق التاريخي حول الملف النووي الإيراني الموقَّع بين طهران والقوى العظمى في يوليو/تموز 2015، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. في المقابل، اتخذ الرئيس الجمهوري الجديد لهجة عدائية. وعلى سؤال أحد الصحفيين حول عمل عسكري، رد ترامب: "لا شيء مستبعداً". من جهتها، نددت طهران بالتهديدات "المتكررة والاستفزازية والتي لا أساس لها". ويوم الخميس، وصف أحد مساعدي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، تعليقات ترامب بأنَّها "كلام أجوف، سيكبّد مصالح بلاده الكثير من الخسائر". وقال المستشار ووزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر فيلياتي، إنَّ إيران لن تتوقّف عن إجراء الاختبارات الصاروخية. ووصف روحاني الرئيس ترامب بالسياسي المبتدئ، حسبما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. ومع ذلك، لا شكّ في أن رجال الدين بإيران فقدوا توازنهم. يقول محللٌ على علمٍ بما يدور في المداولات الحكومية، إنّ متشددي إيران يشعرون الآن بالارتباك، ولا يعرفون كيفية التعامل مع الوضع. يؤيد البعض داخل المؤسسات الإيرانية تبنّي الخطاب نفسه والتكتيكات المتّبعة مع إدارة أوباما، لكن الحقيقة أنهم يدخلون أرضاً جديدة كلياً (مع ترامب)، على حد قول المُحلل. يضم طاقم ترامب المختصّ بالسياسة الخارجية مستشارين مثل فلين، ووزير الدفاع جيم ماتيس، وكلاهما يعتبر إيران العامل الأكبر في اضطراب الشرق الأوسط، إن لم يكن العالم بأكمله، ويرون أن إدارة أوباما تعاملت مع طهران بتساهل أكثر من اللازم. لم تُذِع إيران إعلاناً عبر قناتها الحكومية التليفزيونية عندما أجرت اختبارات إطلاق صواريخ، يوم الأحد الماضي 29 يناير/كانون الثاني، وهو شيء عادة ما تفعله قيادة البلاد؛ لتوجّه رسالة إلى خصومها. ليست الاختبارات الصاروخية حدثاً جديداً في إيران، لكن يبدو أن الاختبار الذي تمَّ دون صخبٍ يوم الأحد كان في الواقع اختباراً لردِ فعل إدارة ترامب بالأساس. وبينما لم يوضّح المستشار فلين ما كان يقصده بـ"وضع إيران تحت الملاحظة"، فإن في إيران، رأي الكثيرون أنّه مهما كان قصده، فهو لا يبشّر بالخير. وقال حميد رضا ترقي، وهو محلّل متشدد: "يجب علينا الحديث والتصرف بحزم في وجه ترامب هذا. يتفوه الرئيس روحاني بكلمات جميلة، لكنها خاوية. يمكننا التكفّل بأمر ترامب. فهو رجل أعمال، لكن علينا ألّا نقدم أية تنازلات".
هذا التوتر المتصاعد منذ أسبوع، جاء عندما قامت طهران باختبار صاروخي، أثار غضب الإدارة الأميركية الجديدة، ورد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل ت. فلين، على ذلك بتحذير إيران بأنها "وُضعت تحت الملاحظة".
قلق في المؤسسة الإيرانية إيران، التي طالما قاد رجال الدين فيها حشود المصلين بالدعاء الجماعي "الموت لأميركا" بارتياح شديد، وعقدت صفقة تبلغ قيمتها 16.6 بليون دولار مع شركة بوينغ الأميركية في الوقت ذاته، يبدو أن هذا قد انتهى منذ أسبوعين، في ضوء قلق يعتري حتى أكثر أفرادها تشدداً من أن أقل عمل استفزازيّ قد يقودها إلى نزاع عسكري. فالتحذير الذي وجهته الإدارة الأميركية يتعدّى الاختبار الصاروخي، وفقاً لفلين؛ إذ حمَّل طهران مسؤولية هجوم الحوثيين في اليمن على سفينة حربية سعودية، وترى الولايات المتحدة أن إيران تدعم الحوثيين في مقابل إنكار إيراني لتلك المزاعم، لكن إيران تفهم أن التعليق كان أيضاً تحذيراً مستتراً بشأن دعمها وكلاء إقليميين مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية بالعراق. قال فلين: "تدين إدارة ترامب أفعال إيران المهددة لأمن الشرق الأوسط ورخائه وازدهاره، والتي تضع حياة الأميركيين في خطر". وفي وقت لاحق، كتب ترامب تغريدة عبر موقع تويتر، يقول فيها: "تقوم إيران بالاستيلاء على العراق وبسرعة، تلك الدولة التي أهدرنا فيها 3 تريليونات دولار". وخلال حملته الانتخابية، تحدّث ترامب عن تأييده أن تكون السياسة الخارجية لبلاده غير متوقعة، وأشار إلى سياسة الرئيس السابق رونالد ريغان باعتبارها مثالاً لأفضلية إبقاء خصومك في حالةٍ من الحيرة. وقد التزم ترامب بوعده منذ توليه المنصب، وهذا ما لاحظه الإيرانيون بالفعل. وقال نادر كريمي جوني، وهو محارب قديم ومحلّل مقرّب من حكومة الرئيس حسن روحاني: "لا يستطيع الأميركيون أنفسهم، ولا الأوروبيون، ولا نحن، توقُّع ترامب. لا هو ولا طاقمه جديران بالثقة. إنهم لن يحترموا أية اتفاقيات. لن يأتي خيرٌ من وراء ما يحدث".
التعامل مع ترامب وفي حال فرْض هذه العقوبات على أفراد أو كيانات مرتبطة بالبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية، فستكون أول ترجمة للتشدد الذي أعلنته واشنطن إزاء إيران رغم الاتفاق التاريخي حول الملف النووي الإيراني الموقَّع بين طهران والقوى العظمى في يوليو/تموز 2015، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. في المقابل، اتخذ الرئيس الجمهوري الجديد لهجة عدائية. وعلى سؤال أحد الصحفيين حول عمل عسكري، رد ترامب: "لا شيء مستبعداً". من جهتها، نددت طهران بالتهديدات "المتكررة والاستفزازية والتي لا أساس لها". ويوم الخميس، وصف أحد مساعدي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، تعليقات ترامب بأنَّها "كلام أجوف، سيكبّد مصالح بلاده الكثير من الخسائر". وقال المستشار ووزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر فيلياتي، إنَّ إيران لن تتوقّف عن إجراء الاختبارات الصاروخية. ووصف روحاني الرئيس ترامب بالسياسي المبتدئ، حسبما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. ومع ذلك، لا شكّ في أن رجال الدين بإيران فقدوا توازنهم. يقول محللٌ على علمٍ بما يدور في المداولات الحكومية، إنّ متشددي إيران يشعرون الآن بالارتباك، ولا يعرفون كيفية التعامل مع الوضع. يؤيد البعض داخل المؤسسات الإيرانية تبنّي الخطاب نفسه والتكتيكات المتّبعة مع إدارة أوباما، لكن الحقيقة أنهم يدخلون أرضاً جديدة كلياً (مع ترامب)، على حد قول المُحلل. يضم طاقم ترامب المختصّ بالسياسة الخارجية مستشارين مثل فلين، ووزير الدفاع جيم ماتيس، وكلاهما يعتبر إيران العامل الأكبر في اضطراب الشرق الأوسط، إن لم يكن العالم بأكمله، ويرون أن إدارة أوباما تعاملت مع طهران بتساهل أكثر من اللازم. لم تُذِع إيران إعلاناً عبر قناتها الحكومية التليفزيونية عندما أجرت اختبارات إطلاق صواريخ، يوم الأحد الماضي 29 يناير/كانون الثاني، وهو شيء عادة ما تفعله قيادة البلاد؛ لتوجّه رسالة إلى خصومها. ليست الاختبارات الصاروخية حدثاً جديداً في إيران، لكن يبدو أن الاختبار الذي تمَّ دون صخبٍ يوم الأحد كان في الواقع اختباراً لردِ فعل إدارة ترامب بالأساس. وبينما لم يوضّح المستشار فلين ما كان يقصده بـ"وضع إيران تحت الملاحظة"، فإن في إيران، رأي الكثيرون أنّه مهما كان قصده، فهو لا يبشّر بالخير. وقال حميد رضا ترقي، وهو محلّل متشدد: "يجب علينا الحديث والتصرف بحزم في وجه ترامب هذا. يتفوه الرئيس روحاني بكلمات جميلة، لكنها خاوية. يمكننا التكفّل بأمر ترامب. فهو رجل أعمال، لكن علينا ألّا نقدم أية تنازلات".
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/03 الساعة 16:07