من يمثل النقابيين؟!

المحامي بشير المومني لا تزال الذاكرة النقابية حية ولا تزال المواقف الانتخابية التي أدت إلى إفراز مجلس نقابة المحامين مثلا ماثلة في الذهن وجميعنا يتذكر المعركة الشرسة التي جرت على مركز النقيب وكيف استطاع تحالف القوى القومية واليسارية والمدنية والمستقلين من إقصاء التيار الإسلامي عن أهم المواقع النقابية مثل نقابة المهندسين .. بعد سلسلة من المعارك الديمقراطية التي أفرزت مجالس النقابات خرج علينا نقيب المحامين كما خرج نقيب المهندسين تماما ليعلن أنه نقيب للجميع ومن قبيل الالتزام بالعرف النقابي فلقد أقرت القوى الإسلامية بالهزيمة وأعلن الجميع الارتضاء بافراز الصندوق لتتشكل مجالس النقابات باعتبارها حالة مهنية لا سياسية تعبر وتمثل أعضاء الهيئة العامة التي انتخبتها .. اليوم صودرت إرادة الناخبين وصودرت الشرعية النقابية ليتنطع جسم نقابي غريب مستحدث غير منتخب ولا شرعية واقعية أو على الأقل قانونية وجودية له ليمسك بدفة السفينة النقابية ويوجهها بشكل عجيب وغير مقبول ولا ينم سوى عن نقص الخبرة في الإصرار على الفعاليات الاحتجاجية بالرغم من أنها أصبحت فارغة من المضمون .. الخوف من فقدان السيطرة على الشارع الغاضب والخوف من فقدان الثقة فالاصوات عند صندوق الاقتراع وعودة ما يسمى بالاسلاميين لواجهة الحدث كانت أحد الدوافع الرئيسية للعناد غير الموضوعي الذي نشهده اليوم بالرغم من التعهدات الصريحة بسحب أو حتى ما هو أفضل برد مشروع قانون ضريبة الدخل .. على المستوى الشخصي وكنقابي ومحام ولوجود تحفظات كبيرة جدا على قرارات مجلس النقباء واضطرابها والإعلان عن انتهاء الفعاليات لأكثر من مرة ثم العودة للإعلان عن استمراريتها وكأننا في لعبة سياسية بين تنظيمات أو حكومة ولسنا في معركة وجودية للوطن تجعل الشخص يعيد حساباته وفرضياته وتوجهاته .. اليوم بكل ثقة اقول ان مجلس النقباء لا يمثلني ولا شرعية له بأي شكل من الأشكال وان الممثل الشرعي والوحيد للهيئة العامة للمحامين هو مجلس نقابة المحامين وهو الوحيد الذي أثق به وقراراته المهنية وحتى السياسية متى ما كانت في مصلحة الوطن والهيئة العامة للنقابة وليس مجلس النقباء .. بقي ان نقول انه في القضايا الوجودية والوطنية العامة فلا يكفي لإصدار قرار بالإضراب من أغلبية أعضاء مجلس نقابة المحامين بل لابد أن يكون ذلك بأغلبية الثلثين إن لم يكن بالإجماع .. والسؤال الذي يطرح نفسه من يتحمل مسؤولية فشل الإضراب اليوم وتراجع الأعداد لما دون النصف؟!