بسام العموش يكتب عن خلية التخريب الاقتصادي بالأردن
بقلم أ. د. بسام العموش
قبل عشرين سنة جلست مع أحد رموز المال العام في بلدي وتحدثنا في شأن اقتصادي وكانت الساعة الواحدة ظهراً. بعد أربع ساعات التقيت برمز آخر من رموز المال العام وإذ به يحدثني بنفس الموضوع الذي تحاورت فيه مع الرمز الأول!
أيقنت من يومها أن بلدي فيه شلل مالية تلتقي وتخطط وتحذر من المزاحمة وتدفع التشريعات إلى أصحاب القرار لتأخذ مجراها المعتاد من مجلس الوزراء إلى ديوان التشريع لمجلس النواب فاللجنة المالية وعودة الى المجلس فالتصويت ومن هناك إلى الأعيان حتى ينشر في الجريدة الرسمية!! كل هذا يتم بتخطيط رهيب وربما غداء العمل في مطعم يجمعهم للحالات الطارئة كما حصل في حواري معهما! عمل هؤلاء لا يظهر على السطح ولا يتعامل مع الإعلام ولا الندوات ولا المحاضرات فهذه يتركونها لأشخاص قد ينطق بعضهم بما يريدون. هؤلاء هم الذين يتحدثون دوماً عن (اقتصادنا) بينما هو يتدهور!! من المسؤول؟ الدولة التي تعرف أجهزتها علاقة الرجل بزوجته هل يخفى عليها ما فعل ويفعل هؤلاء ؟! انا لا أصدق ذلك ، بل يقيني أن هذه الخلية لها مرجعيات ربما خارج الحدود ومن المؤكد أن لهم أجندة سياسية حتى لو لم يظهروا على المسرح السياسي لأنهم يقضون أعمالهم من وراء ستار بينما على المسرح كثيرون لا يدرون ما هي الطبخة ؟ سواء كان هذا الكثير من الوزراء أو النواب أو الأعيان أو الحزبيين أو النقابيين أو الإعلاميين.
ليت الأردن فيه خلية اقتصادية تفكر للوطن ورفعته وتخليصه من المديونية والبطالة والفقر. بسذاجة نقيم الأمور بسطحية فنعلق على مساعدة الفقراء بالقول : الخير موجود بينما لا نفكر لماذا يتكاثر الفقراء ؟ نتحدث عن طرود الخير والجمعيات والمساعدات الاجتماعية والأضاحي ونقول : الحمد لله الخيرون كثيرون بينما لا نتوقف عند النظرة الكلية التي تتحدث عن اتساع جيوب الفقر حتى شملت أناساً كانوا من أهل الجود والكرم قبل وقت وجيز.
واذا كان حديث الشارع اليوم عن (اقتصادنا) فإن النفق مظلم ما لم يتم تحطيم خلية التخريب الاقتصادي وإسناد المهمة الاقتصادية لمن يخلص للوطن ويحمل رؤية مختلفة لا تؤمن بصندوق النقد ولا فرض الضرائب على الشعب المنكوب.