الطراونة يكتب: فلسفة حصاد!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/05 الساعة 12:10
بقلم د. عيسى الطراونه
في كل مرة يكون القرار بأن نُلحق في مهمة حصاد شاقة، كان الخبر يتسلل إلينا بجرعات مخفضة وتسبقه كثير من الحوافز المعنوية والمادية لكافة المشمولين بقرار الالتحاق، فيأتي دور الأب قبل فترة وجيزة ليعلن حوافز ما بعد البيدر على مسامع الجميع في جلسة يحضرها جميع المكلفين المحتملين دون استثناء مع استرسال منقطع النظير في وصف الحوافز ليقع كل واحد منهم تحت تأثير تلك الوعود التي أصبحوا جزءا منها دون حول منهم ولا قوة.
ينصرف الحاضرون بعد هذه الجلسة وكل واحد منهم يحمل معه حلمه فالأكبر سيتمم مراسم زفافه والأصغر منه سيعقد قرانه ومن لم يبلغ الحلم اكتفى بسعادة الآخرين مع القليل من الكسوة أو القليل من الحلوى سيظفر بها حتماً وهو يحضر سداد دين الدكان التي طالما أزعجته عبارة الرفض على لسان التاجر "بس يدفع ابوك".
تبدأ بعد تلك الجلسة أحاديث الغرفة المغلقة ووضع اللمسات على القرار بين الأب والأم وبعيداً عن الشاردين بأحلامهم، فهم عقل الأسرة ومحركها، فتبدأ الأم بتوجيه الأب لمراعاة الفوارق الجسدية بين ابنائها المشمولين بقرار التكليف فهذا ترغب بأن يناط به مهمة السقاية والرفادة ، وذاك ليبقى على تجميع الحصاد خلف الحصادين "الغمارة" ومن تبقى منهم سيلتحق بالصفوف الأولى وبأعلى درجات التكليف، وليبقى موعد الالتحاق غير معلن الوقت المعلوم.. وقت الحصاد.
بعد كل ذلك يأتي التكليف بمهمة الحصاد الشاقة ولكن هذه المرة بمعنويات تفوق أحلامهم المؤجلة للبيدر وبضمانات اب صدق معهم الوعد دائما.
والسؤال هنا :هل لفلسفة الحصاد حضور عند الحكومة الجديدة، وهل ستحقق أحلامنا التي وعدنا بها عند البيدر، بكل الأحوال نسأل الله التوفيق لها، وكل حكومة والوطن بألف خير.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/06/05 الساعة 12:10