ترامب يختار الملك

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/02 الساعة 14:14

 تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى زيارة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن، مشيرة إلى أنه أول زعيم عربي يزور الولايات المتحدة بعد تنصيب ترامب رئيسا.

جاء في مقال الصحيفة:

أصبح الملك عبد الله الثاني أول زعيم عربي يزور واشنطن بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وإن اختيار العاهل الأردني شريكا للبدء في إعادة بناء استراتيجية أمريكية جديدة في الشرق الأوسط هو نتيجة للدور الفريد للمملكة في الموازنة بين اللاعبين الأساسيين في المنطقة. والمثير في زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن هو أنها جاءت مباشرة بعد زيارته إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومن الواضح أن ضرورة التعاون الجديد بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط، التي أكدها الاتصال الهاتفي بين زعيمي البلدين، يزيد الطلب على وجود وسيط بين الدول العظمى. ومن الممكن أن تلعب المملكة الهاشمية هذا الدور.

وقد بدأت زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن يوم الاثنين، 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وستستمر إلى يوم الخميس، 02/02/2017، بإفطار عمل مع نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بينس. كما سيلتقي عبد الله الثاني رئيسي مجلسي الكونغرس ورؤساء لجان الاختصاص ووزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس وغيرهم من أعضاء فريق ترامب.

ولم يذكر أي شيء عن اجتماع الملك عبد الثاني بالرئيس الأمريكي الجديد حتى الآن، لكن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أكد بعد وصول العاهل الأردني إلى واشنطن أن "الرئيس ترامب سوف يرحب بالملك يوم الخميس في واشنطن خلال إفطار الصلاة"، الذي يحضره عادة ممثلو النخبة السياسية في الولايات المتحدة.

ويرجع اختيار العاهل الأردني عبد الله الثاني شريكا لبدء استراتيجية أمريكية جديدة في الشرق الأوسط، إلى الدور الفريد، الذي تلعبه المملكة في هذه المنطقة الاستراتيجية. فالأردن هي الدولة العربية الثانية بعد مصر، التي وقعت اتفاق سلام مع اسرائيل في سبعينيات القرن الماضي، ولديها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، وتلعب دورا نشيطا في تسوية القضايا الإقليمية والنزاعات في العالم العربي.

واستنادا إلى هذا، فإن أحد الموضوعات الأساسية، التي يناقشها العاهل الأردني في واشنطن هو مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الذي يصر عليه نتانياهو وممثلو اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. كما أن ترامب لم يستبعد هذا سابقا. لذلك التقى عبد الله الثاني قبل سفره إلى واشنطن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعرب له عن دعمه الكامل، ونيته بذل جهوده لتوضيح المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن هذه الخطوة للإدارة الأمريكية الجديدة.

أما الموضوعات الأخرى، التي يناقشها، فهي تتعلق بـ "داعش"، حيث أعلن ترامب أن القضاء على التنظيم هو من أولوياته الدولية.

هذا، وتأتي زيارة عبد الله الثاني إلى واشنطن مباشرة بعد انتهاء زيارته إلى موسكو يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، حيث أشار العاهل الأردني إلى "الدور المحوري لروسيا" في السياسة العالمية عامة وفي الشرق الأوسط خاصة. كما دعم مبادرة موسكو بشأن استئناف العملية السياسية في سوريا، ما سمح بتنظيم مفاوضات أستانا بحضور ممثلي المعارضة السورية المسلحة.
يقول كبير الباحثين في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف إن "الملك عبد الله الثاني يدعو إلى وضع آلية للعمل المشترك بين موسكو والإدارة الأمريكية الجديدة من أجل تسوية الأزمة السورية ومحاربة "داعش" واستئناف المفاوضات الفلسطينية–الإسرائيلية. وبالنظر إلى ذلك، فقد يلعب العاهل الأردني دور الوسيط، ويقوم بتوضيح ما الذي يريد بوتين تحقيقه في الشرق الأوسط، للإدارة الأمريكية الجديدة".

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/02 الساعة 14:14