الذكرى الثامنة عشرة على وفاة القاضي موسى الساكت
مدار الساعة - صادف قبل أيام مرور ثمانية عشر عاماً على وفاة عميد القضاء والقانون في الأردن القاضي موسى الساكت الرئيس الأسبق للسلطة القضائية والذي خدم في سلك القضاء لأكثر من خمسين عاماً وكان له الفضل الكبير في بناء وترسيخ المؤسسة القضائية الأردنية.
عاش الفقيد القاضي موسى الساكت عمره قاضياً يسعى بين الناس بالانصاف مؤذناً فيهم بالعدل ساعياً لإحقاق الحق بينهم حتى أصبح منارة للعدل يضرب به المثل بالنزاهة والاستقامة والتجرد من الهوى وقد برزت اجتهاداته وتميزت ببعد النظر وسداد الرأي وحكمة القرار وصواب الاجتهاد فكانت محل احترام وتقدير وراحة كل من تعامل مع القضاء الذي شكل وجود القاضي موسى الساكت فيه مصدر طمأنينة لهم.
لقد تميز القاضي موسى الساكت بالذوبان في مهنة القضاء والحرص البالغ وبكل عزيمة وصدق على استقلاليتها وعلى سمعتها وحرصه على أن يضرب من نفسه المثل والقدوة فكان رحمه الله متميزاً بالايمان بالعدل والحرص على اعداد وتربية العاملين في رحاب العدل والعدالة على هذه القيم وبأن يعطي من وقته الكثير للناشئة من القضاة والمحامين يوجههم ويرشدهم ويجود عليهم من خبرته وعلمه كما وأخذ بالعمل العام كوسيلة لخدمة الوطن والمواطنين بكل أمانة وصدق ولم يكن ليؤرقه الا ان يسود العدل وينتصر الحق وأن تتعمق المبادىء الأخلاقية السامية التي آمن بها طوال حياته.
ان الحديث في ذكرى الراحل موسى الساكت هي مناسبة للطلب من زملاؤه القضاة ومريدي مدرسته ومفاهيمه أن يتحملوا مسؤولياتهم لحماية القضاء وحقوق المواطنين وأن يجعلوا من عدله وفكره ومسلكه قدوة لهم كما وأنها مناسبة لما كان يؤكده الفقيد حول ضرورة الاتفاق والدعوة الى اعادة تقويم المجتمع بدءاً بالانسان الذي يجب أن يتربى على مبادىء الحق والعدل والمساواة والصدق والاستقامة وخدمة الوطن وما كان يؤكده أيضاً بأن الأمة التي تكون لها كرامة عند نفسها فينبغي أن تعنى بقضائها وتحافظ على استقلاله.
لقد ترك القاضي موسى الساكت أطيب الذكرى على ساحة القضاء فقد ارتبط اسم الفقيد بالعدل وارتبط معنى فضيلة العدل باسمه وقد كان يحرص على ترسيخ القضاء واستقلاله وعدالة احكام المحاكم وتكريس سيادة القانون وارساء المساواة بين المواطنين ايماناً بحق المواطن في الحياة الحرة الكريمة وفي عدالة ناجزة.
رحم الله الفقيد وطيب ثراه وألهمنا السير على نهجه وخطاه.