التلفزيون الأردني وفراس نصير.. ألوان قزح لا تجذب مشاهداً

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/24 الساعة 00:17
مدار الساعة - كتب : محرر الشؤون المحلية - كُتب على مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ان تظل طاردة للمشاهد الاردني وغير الاردني، في الداخل وفي الخارج، والسبب هو المسؤول، اما للتفرد بالقرار واما لعدم قدرته على اتخاذه. اليوم، يتسلم دفة القيادة فراس نصير والذي ما ان تسلم مسؤولية المدير العام حتى وجد منتهزو الفرص المناسبة ليمطروه بالتهاني والتبريكات والاتصالات الهاتفية والجلوس اليه وتوجيه الدعوات. وفاض التسحيج والتزلف عن حدّهما عندما طفحت صفحات التواصل الاجتماعي مبشرة بمجيء "المنقذ" لهذه المؤسسة المتعثرة منذ سنوات طويلة. ولأن كثيراً من المسؤولين يطربون لمثل هذه الأمور، فإن "عمى الألوان" عادة ما يأخذهم الى غير هدى، فيصبح هذا الموظف الموظفة مقرّباً منهم وهذا وتلك تحت غضبهم، وبالتالي يكون معيار الكفاءة والعدالة غائباً وهذا "التغييب" هو اساس "خراب" المؤسسات. ما يشكو منه موظفو وموظفات مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في "ابعاد وتقريب" زملاء وزميلات لهم من المدير العام ليس وحده المأخذ عليه، وخصوصاً ان من غير المحظوظين والمحظوظات عند "عطوفته" من لم يكتب لهم ولهن مقابلته سواء في ابداء رأي لهم او لمظلمة يريد ايضاحها وتبيانها. اما على صعيد المشاهدين لهذه الشاشة التي فقدت بريقها لأسباب كثيرة ومنها اداراتها فإن "تشفيرها" من قبل المشاهدين أنفسهم خير دليل على عجز القائمين عليها من المسؤولين التنفيذيين وليس المقصود هنا اصحاب الكفاءات الذين يتم تهميشهم واعطاء ادوار لغيرهم من "اصحاب الحظوة" اذ يكفي ان كثيراً من الشكاوى التي وصلت للمدير العام تحديداً، بحق آخرين ولم يتم الآخذ بها بسبب تقرّبهم منه. ولتأكيد عزوف المشاهدين عن هذه الشاشة التي ظلت لعقود طويلة مرآة المشاهد الاردني والعربي وحتى الاجنبي لتميزها في الخبر والبرنامج والمسلسل واللقاء وتغرق بالاعلانات على امتداد البث، فإننا نطالب المدير العام فراس نصير بعمل استفتاء حول المشاهدة والاستماع ونسبة المتابعين لما يصدر عن هذه المؤسسة وتحديداً "شاشتنا الحبيبة" التي لم يضف اليها المدير العام الا "تزويقها" بـ "الوان قزح" ظناً منه انه بها قد اعادها الى سيرتها الأولى وسيرة من كانوا يواصلون الليل بالنهار لتبث رسالتها الوطنية والقومية وتنافس رغم قلة الاجهزة ومحدودية الكفاءات فيها قنوات عربية عريقة وظل الصوت الاردني مسموعاً ومقنعاً. آخر تجليات المشهد في المؤسسة، فصل المذيعة المتألقة صباح الحراحشة لأسباب، يقول عارفون ببواطنها، أنها لا ترقى للفصل، ولكن البُعد والقرب من المسؤولين، يقف خلفه. نعم، الادارات الناجحة هي التي تصنع المستحيل، لذلك من الطبيعي ان نشاهد مؤسساتنا تتراجع والفشل يقود فشلاً، كما ان الألوان لا تصنع اعجازاً والمديح لا يصنع انجازاً، والله من وراء القصد.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/24 الساعة 00:17