في رمضان.. ’المنسف‘ ضيف الأردنيين يعتلي عرش الأطباق

مدار الساعة - مع دخول أول أيام شهر رمضان المبارك، فإن ربة البيت الأردنية لن تجد صعوبةً في تحديد الطبق الرئيس في أول إفطار عائلي جماعي، فدائماً ما يرتبط الأردنيون بـ"المنسف" الشهير، فهو يتفوق في لذته وقبوله لدى جميع الأذواق، كما أنه عابر لكل الأطباق الأردنية التي من الممكن تجهيزها في شهر رمضان، ليعتبر المنسف الأردني من أكثر الأصناف الغذائية تحضيراً طيلة الشهر الكريم. - قيمة غذائية متوارثة و"المنسف" طبق غذائي بامتياز، انفرد الأردن به منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة، وهناك علاقة وثيقة ما بين الأردني والمنسف، الذي يمثل حالةً رمزية لتكريم الضيف في الأردن، ويعطي المنسف قيمةً غذائية كبيرة؛ فهو يعتبر "عالي الدسم"، من النوع الذي يفضله معظم أبناء الشعب الأردني، ومن كلا الجنسين. ولبن المنسف غني بالكالسيوم وفيتامينات ب1 وب3 وب6 وب12، كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة والالتهابات ويمنع تكون خلايا سرطانية، وتمثل اللحوم الحمراء مصدراً أساسياً للبروتينات، والمعادن كالحديد والفسفور والزنك والنحاس. - الأفضل بلا منازع وعلى مدار عقودٍ طويلة، بقيت مكانة المنسف الأردني محفوظة لدى شريحةً واسعة من المواطنين الأردنيين، ليصبح تناوله وبكثرة في شهر رمضان من العادات والتقاليد الأردنية المتعارف عليها، ودائماً ما يحصل المنسف على المركز الأول في قائمة الطعام المفضلة لدى الأردنيين، متفوقاً على المقلوبة والمسخن التي تعتبر من الأطعمة الشعبية المعروفة في الأردن. ويضع الأردنيون شروطاً يجدها البعض صعبة، أثناء تناول "المنسف"، فمن العادات المعروفة عدم أكل المنسف بكلتا اليدين، واستخدام يد واحدة، هي اليمين، مع وضع اليد اليسرى خلف الظهر، واقتصار اليد على ثلاثة أصابع وليس جميعها. والمنسف الأردني عبارة عن أرز، ولبن جميد، ولحم بلدي، وصنوبر وبقدونس للزينة، وخبز شراك، يكون في أسفل المنسف وأعلاه. تقول فاطمة صوالحة، ربة منزل، لـ "الخليج أونلاين": من "الجيد ألا أفكر في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك بنوعية الطعام المطلوب تحضيره، لأنه من المعروف والدارج لدينا أن يكون "المنسف" هو طبخة اليوم المفضلة في شهر رمضان". ويقول محمد حمادة، أحد العاملين في مطعم جبري في العاصمة عمان، لـ"الخليج أونلاين": إن "المنسف وبشكل عام هو الطبق الرئيسي والأكثر طلباً عند الأردنيين، إلا أنه وفي شهر رمضان يكون طبق المنسف الأول بلا منازع". ويضيف: "انعكس طلب الأردنيين الدائم على المنسف، على ضيوف المملكة، من الأجانب والعرب، فأغلب الضيوف والأجانب من غير الأردنيين الذين يأتون إلى المطعم يطلبون المنسف، كما أنهم يبدون إعجابهم به، وبطريقة طهيه". - وجبة غير صحية مختص التغذية محسن العكلوك، بدا أكثر تحفظاً في حديثه عن مخاطر الإفراط في تناول المنسف، الذي أكد أنه "من أكثر الوجبات العربية التي تحتوي على سعرات حرارية، لاحتوائها على السمن البلدي، واللحوم الحمراء والمكسرات والجميد المالح"، ناصحاً الأردنيين بالتقليل من تناوله، لا سيما في شهر رمضان، معتبراً المنسف وجبةً غير صحية، إلا أن المواطنين يرفضون بالمطلق الاستماع لمثل هذه نصائح، معتبرين أن وجبة المنسف تشكل قيمة تراثية من الصعب التفريط فيها. - رمضان هذا العام يبدي بعض الأردنيين مخاوفهم من رمضان في هذا العام من عدم وجود وجبة المنسف أثناء تلبية الدعوة في الولائم الكبيرة، نظراً لارتفاع الأسعار ودرجات الحرارة العالية، ولما يسببه المنسف من شعور دائم بالعطش، كما صاحب ارتفاع أسعار الجميد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، حيث يتراوح سعر كيلو الخروف بين 9-11 ديناراً وسعر كيلو خروف دبي 5.30 دنانير، فيما يصل سعر كيلو الخروف السوداني إلى 5 دنانير. الخليج اونلاين