الملك يلتقي قيادات مجلس النواب الأمريكي ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/01 الساعة 22:55
الملك يؤكد أهمية تجنب ما يؤدي إلى تأجيج حالة الغضب العربية والفلسطينية
مدار الساعة - فايق حجازين - واصل جلالة الملك عبدالله الثاني لقاءاته في العاصمة الأمريكية واشنطن، الأربعاء، بعقد اجتماعين منفصلين مع قيادات مجلس النواب الأمريكي، ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وجرى، خلال اللقاءين، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بعملية السلام والأزمة السورية، وجهود محاربة الإرهاب، فضلا عن بحث العلاقات بين البلدين.
وأبدت قيادات مجلس النواب وأعضاء اللجنة اهتماما كبيرا بموقف الأردن حيال عدد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية، وتثبيت وقف إطلاق النار ومحاربة الإرهاب، وما قد يترتب من آثار لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وسبل احداث تقدم في عملية السلام، إضافة إلى سبل تعزيز الدعم الأمريكي للأردن وما يراه جلالة الملك من أولويات لابد من العمل بها في الفترة المقبلة لضمان استقرار المنطقة، وإيجاد حلول لعدد من النزاعات والأزمات فيها.
واستعرض جلالة الملك، خلال اللقاءين، رؤيته حيال قضايا المنطقة وأزماتها، حيث شدد فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، على أهمية عدم اتخاذ سياسات تؤجج حالة الإحباط على الساحة الفلسطينية نتيجة توقف العملية السلمية.
وحول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أكد جلالته ضرورة تقييم العواقب وما قد يسببه ذلك من غضب على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وما يشكله ذلك من مخاطر على حل الدولتين وذريعة يستخدمها الإرهابيون لتعزيز مواقفهم.
أما فيما يتعلق بتحدي الإرهاب، أكد جلالة الملك أنه لا يقتصر على المنطقة العربية، لافتا إلى أن هناك ترابطا كبيرا بين الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى على الساحة الدولية.
وقال جلالته إن التحدي يكمن في تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات في محاربة الإرهاب، الذي لا يرتبط بجنسية محددة أو جهة خارجية، بل يأتي في كثير من الأحيان من الداخل، خصوصا اذا شعرت فئات أو أقليات بالعزلة والتهميش، مجددا جلالته التأكيد على أن المسلمين هم الضحية الأولى للإرهاب وما يقوم به الخوارج لا يمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال.
وشدد جلالته، خلال اللقاءين، على أن الارهابيين لا يمثلون الإسلام ولا تعاليمه السمحة، مؤكدا ضرورة التعاون لحل مشاكل المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية لإحباط المخططات الإرهابية الساعية إلى تصدير حربها ضد البشرية، وإظهارها على أنها حرب بين المسلمين والغرب.
ودعا جلالة الملك إلى عدم اتخاذ أي إجراءات قد يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
وأكد جلالته، في هذا الإطار، أهمية دور التعليم في تمكين شعوب المنطقة من تحقيق مستقبل مزدهر لها.
وفي الشأن السوري، أشار جلالة الملك إلى أن نجاح وقف إطلاق النار في سوريا ضروري لضمان أمن وسلامة الشعب السوري وإطلاق العملية السلمية، ولذلك فإن الأردن يدعم الجهود المبذولة في لقاءات استانا ويرى أن الدور الروسي أساسي في ذلك، مؤكدا جلالته ضرورة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي لتحقيق تقدم في وقف إطلاق النار تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف.
وتم، خلال اللقاءين، استعراض ما يواجهه الأردن من تحديات نتيجة الأزمات الإقليمية واستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين في ضوء وضع اقتصادي صعب، وبرنامج مالي يتطلب المزيد من الدعم من المجتمع الدولي، حيث تم التطرق كذلك إلى تجديد مذكرة التفاهم للتعاون بين الولايات المتحدة والأردن، والتي تحدد المساعدات الأمريكية على المدى المتوسط في المجالين الاقتصادي والعسكري.
بدورها، أكدت قيادات مجلس النواب الأمريكي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أنه من الصعب تخيل وضع المنطقة دون دور الأردن المحوري، وقيادة جلالة الملك وما تقدمه من سياسات حكيمة تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وحضر اللقاءين وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.وقال رئيس اللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية في مجلس الشيوخ، ليندسي غراهام "إن جلالة الملك يحظى بالاحترام من الديمقراطيين والجمهوريين، وعندما يتحدث جلالته فإن أمريكا تصغي له".
وحول الاجتماع مع جلالة الملك، أكد أنه "كان اجتماعا جيدا، حيث تمت اعادة المناقشة حول مذكرة التفاهم مع الأردن، فهو وأحد من بين الدول التي تعهدنا بتقديم المساعدات لها لسنوات طويلة. ونرغب في زيادة قيمة المساعدات التي نمنحها للأردن بسبب ما يواجهه من أعباء نتيجة الصراع في سوريا".
وأكد غراهام "إن الأردن يعد بوابة للحل في الشرق الأوسط وليس مشكلة. فلديكم (في الأردن) ملكا يجتهد لتمكين الشعب الأردني. ويؤمن أن السلام يحتاج نشاطا توافقيا، ويلتزم بالقيم الدينية ومتسامحا.
وقال "إن أمريكا تحتاج إلى الاستثمار أكثر في الأردن لذلك أود أن نزيد، بشكل كبير، المساعدات التي نقدمها للأردن اقتصاديا وعسكريا".
بدوره، قال العضو الديمقراطي الأبرز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بن كاردن "إنها فرصة مميزة أن التقي جلالة الملك. فهو قائد عظيم، ليس فقط للأردن بل في المنطقة"، لافتا إلى أن التزام جلالة الملك والتزام الشعب الأردني بأمن المنطقة ومحاربة المتطرفين أمر مشجع للغاية.
وأضاف أن الاجتماع مع جلالة الملك تضمن نقاشا صريحا حول كيفية تعزيز العلاقات بين البلدين وسبل محاربة الارهاب، وكيفية إعادة عملية السلام المتوقفة إلى مسارها.
وأكد بن كاردن تقدير مجلس الشيوخ لالتزام الأردن حيال اللاجئين، حيث يستضيف ما يزيد عن 2ر1 مليون لاجئ بشكل عام "وهذا رقم كبير وأثره كبير على الاقتصاد الأردني. ونحن نقدر ذلك وأن مساعدة الأردن اقتصاديا من قبل المجتمع الدولي، هي ضرورة، لالتزاماتهم حيال اللاجئين السوريين".
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب كروكر، "مثلما قلت لجلالة الملك عندما التقيناه اليوم، أنه وبرغم كل المشكلات التي يتعامل معها الأردن، خصوصا اللاجئين السوريين وقضايا عجز الموازنة وتراجع السياحة في المنطقة، فإنه هو من نريد أن نسمع منه، حول كيفية التعامل مع قضايا المنطقة بشكل عام".
وأضاف أن الاجتماع مع جلالة الملك "وفر لنا فرصة لفهم أفضل ووفر لنا منهجا يمكن اتخاذه حيال المنطقة. لذلك فإن جلالة الملك صديق مقدر لدينا وكذلك الأردن كدولة وشعب، ونحن دائما نتعلم من جلالة الملك عندما يكون هنا، وأنا سعيد أن يكون بيننا في هذا الوقت".
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/01 الساعة 22:55