نداء إلى الأردنيين

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/12 الساعة 23:19
بتفاؤل كبير دخلت جماعة عمان لحوارات المستقبل الاسبوع الماضي عامها الرابع, مسلحة بحصيلة كبيرة من الإنجازات, التي تبعث على الاعتزاز, فبإمكانيات مادية بسيطة, مدعومة بوضوح رؤية وهدف, وبروح وثابة, وعزيمة لا تلين اتصف بها أعضائها, تمكنت الجماعة وخلال ثلاث سنوات من أن تنجز مائتان واثنين وتسعين نشاطاً ميدانياً, كل منها مولود احتاج إلى جهد وعناء, هذا باستثناء اجتماعات العمل شبه اليومية التي تعقدها فرق عمل الجماعة, التي بلغ عددها حتى الآن عشرة فرق. وبنشاطاتها التي اقتربت من ثلاثمائة نشاط ميداني غطت الجماعة الوطن من الهضبة إلى العقبة, وأشركت فيها كل أطياف المجتمع الأردني, ولا غرابة في ذلك فالجماعة تضم في عضويتها نخبة من خيرة رجالات الأردن وسيداته، من كل مناطق الأردن، وطبقاته الاجتماعية، وتياراته الفكرية، مثلما أنهم ينتمون إلى مختلف حقول العلم والمعرفة، والخبرات العملية، في شتى المجالات وبذلك فإنهم يمثلون أصدق تمثيل المجتمع الأردني بتنوعه وتعدديته، مما مكن الجماعة من امتلاك رؤية شاملة لمشاكل مجتمعها، ومن ثم امتلاكها لرؤية واضحة، ومتكاملة للحلول, التي تعكف على إنجازها فرق عملها المختصة، التي ينكب كل منها على ملف من الملفات الوطنية, لدراسته دراسة علمية وعملية, بهدف المساهمة في تقديم الحلول بالتعاون مع الجهات المعنية, فميزة عمل الجماعة أنها توظف العلم والمعرفة، مثلما توظف التنوع والتعددية لإثراء مسيرة المجتمع، وجعل ذلك كله مصدر قوة وانفتاح على الآخرين. في إطار توظيفها للعلم والمعرفة لدى أعضائها لحل مشاكل المجتمع, وضعت جماعة عمان لحوارات المستقبل "وثيقة التماسك الاجتماعي" التي لم تكتفي من خلالها بتسليط الضوء على مظاهر الخلل في سلوكنا الاجتماعي, بل سعت إلى معالجتها, وما تزال تسعى, من خلال تنقلها الدائم بين الجامعات والجمعيات وبين المدن والقرى, تنبه وتحذر وتبني الوعي.
وفي نفس الإطار جاءت مبادرة "أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير" التي أصدرتها الجماعة باللغتين العربية والإنجليزية مع برنامج تنفيذي لها, لتكون بذلك الجهة الوحيدة التي تمتلك استراتيجية مكتوبة لمحاربة التطرف والإرهاب, مثلما تعتز الجماعة بأن لديها فريق لمحاربة التطرف مميز في تركيبته, التي تجمع بين علماء الشرع والمفكرين, وأصحاب التجربة الأمنية في هذا المجال الذي تميزت فيه الجماعة, عندما خرجت في حربها على التطرف والإرهاب إلى الناس في مدنهم وقراهم, حيث ينشط دعاة التطرف لاصطياد شباب الأمة, وجرهم إلى مستنقع التطرف. ولم يتوقف اهتمام الجماعة بالشباب عند حدود سعيها لحمايتهم من التطرف, بل إنهم يحتلون جزءاً هاماً من برامجها وأنشطتها, من خلال فريق متخصص, ومن خلال تعاونها مع عدد من الجامعات الأردنية, ومن خلال إطلاقها برنامج وطني للحوار مع الشباب الأردني حول دورهم في التغيير الذي ننشده. وعلى ذكر التغيير فإن الجماعة تؤمن بأن التعليم هو مدخل كل تغيير في المجتمع, لذلك كان فريق التعليم من أوائل فرق العمل التي شكلتها, وقد أنجز الفريق مبادرة "تعزيز دور ومكانة المعلم الأردني وفق أفضل المقاييس العالمية", والتي سلمتها الجماعة إلى الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم, ومازالت تواصل العمل على تنفيذ مضامينها, مثلما تواصل على إنجاز العديد من المبادرات ذات العلاقة بتطوير التعليم في بلدنا. كثيرة هي المبادرات التي أنجزتها الجماعة وأعلنتها خلال السنوات الثلاث الماضية, وأكثر منها تلك المبادرات التي تواصل فرق عمل الجماعة العمل على إنجازها تمهيداً لإعلانها خدمة لمجتمعنا وسعياً لتغييره نحو الأفضل. المائتان والاثنين وتسعون نشاطاً, التي أنجزتها جماعة عمان لحوارات المستقبل, في الثلاث سنوات الماضية كانت تسعى من خلالها إلى سقاية شجرة الأمل, في مجتمع يحاول الكثيرون جره إلى مربع اليأس, مع أن فيه الكثير من المحطات التي تشحن العزائم, وتجعل منارات الأمل أكثر اتقاداً, وهي المحطات التي أضاءت عليها الكثير من نشاطات الجماعة, خاصة من خلال زياراتها الميدانية التي شملت الكثير من المؤسسات الناجحة في بلدنا في القطاعين المدني والعسكري, والجماعة وهي تسعى إلى سقاية شجرة الأمل, وزراعة المزيد من أشجار الأمل, فإنها توجه دعوة إلى الأردنيين, كل الأردنيين للبناء على الإيجابي في مسيرتهم الوطنية, فهذا البناء هو الذي يحفظ إنجازنا الوطني, وهو الذي يحمي بلدنا من تأثيرات المحيط, وقبل ذلك من خطاب الكراهية ورياح اليأس التي تشتد في بلدنا, وهو الذي يخرجنا مما نحن فيه إلى ما هو أفضل. الرأي Bilal.tall@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/12 الساعة 23:19