الفايز والشوابكة.. الوجه المشرق للأردنيين عندما يثور الغبار
كتب : عبدالحافظ الهروط
شهد الأردن قبل ايام قريبة موجة من الغبار ثارت بوجه خاص على النسيج العشائري وان مست المكوّن الاردني بأكمله، فهذا بلد لا يقبل التجزئة.
خلاف دب بين افراد من قبيلة بني صخر وعشيرة الشوابكة، والحمد لله انه خلاف سرعان ما وئدت به الفتنة، فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها.
وموجة ثانية من الغبار اجتاحت بعض مناطق المملكة ولكنها مرت بحمده تعالى بسلام.
اعود الى ما حدث في الواقعة الأولى فقد كنت وكأي اردني على يقين ومطمئناً كل الاطمئنان رغم لحظات الغضب التي انتابتني وانتابت كل من ينتسب لهذا البلد الطيب ويرتبط برباط عشائري، بأن هذا الغبار الذي ثار في وجه الاردنيين سيكون "زوبعة في فنجان".
السبب الأول : ان هذا الاردن سيظل محروساً بمشيئة المولى مهما كانت الدوائر تتربص به، وبعون الله جلت قدرته وحكمته سيبقى عصياً على التجزئة والفتنة معاً.
السبب الثاني : ان الاردنيين ومهما طفحت على وجوههم "الكشرة"، يظل وجههم مشرقاً حتى وان ثار الغبار وعلا، واشتدت العواصف، اقول هذا ليس تبجّحاً ولا لدغدغة العواطف، وإنما لتجارب كانت اشد على الاردن والشعب وطأة.
ورغم كل الذي رافق الخلاف بين أبناء العشيرتين وما تناولته وسائل الاعلام ووصل من هم خارج حدود الوطن الا ان "الدم الاردني" تحرّك في عروق أبنائه المحبين للأمة وللوطن وللعشيرة، وأكد "هذا الدم" انه ليس ماء، اذ يكفي ما تصبح وتمسي عليه هذه الأمة من ويلات وما يواجهه الاردن ومكونه ونسيجه العشائري من تحديات.
يوم الجمعة، شدّنا الاردنيون الى ما جبلوا عليه من سمو على الجرح والظرف، وبشهامتهم وطيبتهم ونخوتهم وتسامحهم وكرمهم وعفوهم، توجهت "الجاهة الاردنية" الى ديوان الشيخ مثقال الفايز، لأخذ عطوة، فكان لهم ما ارادوا وقد كان متوقعاً ان لا ترد الجاهة الا بما ذهبت اليه، وهذا ما عُرف عن الاردنيين وعشائرهم الأصيلة في اصلاح ذات البين.
وفي يوم الجمعة ذاته، كانت المصاهرة بين عشيرتي الخصاونة والعرموطي تحشد الطيف الاردني، وقد عم الكلم الطيب والتهاني الحارة من قبل الجميع وليس على صعيد اهل العروسين.
وفي هاتين الجاهتين المفرحتين، حيث فض النزاع والشعور بالراحة والطمأنينة في "ام العمد"، وتلقي التبريك بمدينة الحسين للشباب، وقد تزامنتا في اليوم المبارك، فإن مثل هذه المواقف المشرفة وهي تنثر الغبطة، لتؤكد للداني والقاصي بأن قدر الاردنيين ان يكونوا متماسكين حتى في لحظة الغضب.
على الصعيد الشخصي، ما لفت نظري ان الجاهة التي توجهت الى "ام العمد" كان يحضرها محافظ الفروانية في دولة الكويت السفير السابق في المملكة الشيخ فيصل المالك الصباح فيما كان يحضر الجاهة التي احتشدت بمدينة الحسين للشباب السفير البريطاني بعمان ادوارد اوكدين وكلاهما احتسيا فنجان القهوة الاردنية العربية.
اللهم اجعل قهوتنا نشربها دائماً على المحبة والخير والفلاح، والليالي الملاح على الاردن والاردنيين وعلى امتنا الواحدة، يا الله.