ردهات مؤتمر جامعة الشرق الأوسط «حوكمة الاعلام» يشهد اشتباكاً فكرياً عربياً
بقلم د.محمد كامل القرعان
على الرغم من أن عقد المؤتمرات العلمية المحكمة لا يزيد عن عدة ساعات أو بضعة أيام، فإن عملية التحضير تستغرق شهورا وبعضها سنوات، وتكون مكلفة ً. فهل تستحق كل هذا العناء وهذا الجهد وهذا المال؟
باعتقادي نعم، فإن تنظيم المؤتمرات وحضورها والمشاركة بها له من الفوائد ما يضيق حصرها وعدها وقياسها. فإذا كان ازدهار الحضارة لا يكون إلا في مناخ يضم مختلف الفئات البشرية التي تتبادل المنفعة و تقوم بالأدوار المختلفة، فكذلك إزدهار العلوم لا يكون إلا من خلال مجتمع علمي يضم مختلف الفئات و التخصصات العلمية واصحاب الخبرة والمهنة والرأي. وتعد الجامعات لبنة من لبنات الوطن لمزيد من التقدم والرفاه.
فأين تجد مناسبة أفضل من حضور مؤتمر علمي محكم بجامعة لها من اسمها نصيب وببلد يشهد له بالعلم والمعرفة والتاريخ، ولتجد فيه من يشترك معك في الفكر والقضية والحلم، وقد يكون لديه فكرة حل لمشكلة تواجه المجتمع او المؤسسة بعينها. وقد ثبت أن أكثر حلول المشاكل العلمية تنبثق عبر التفاعل المباشر أثناء المؤتمرات والورش و اللقاءات الاكاديمية و العلمية الموثقة وحالة الاشتباك الفكري للمتلاقين فيه. وهي ليست فقط من خلال الابحاث والمحاضرات أو الأوراق التي تلقى، ولكن أيضاً من لقاءات مخطط لها، في جلسات العصف الذهني و المحادثات و النقاشات الجانبية في ردهات المؤتمر وفي رحاب الجامعة.
و ثبت أيضاً ما هو معلوم بالطبيعة، أن لا شئ يعادل المقابلة وجهاً لوجه في بناء العلاقات البحثية والعلمية و الاجتماعية و الثقافية. فمن الكتب و المجلات العلمية ووسائل التواصل المختلفة يأخذ الباحث والناشط يتعرف على غيره من العلماء، و لكنه غالباً لا يستطيع أن يقيم معهم تعاون علمي و يبني معهم علاقات اجتماعية إلا حين يلتقيهم شخصياً وهو ما وفره مؤتمر حوكمة الاعلام.
خلال مؤتمر جامعة الشرق الاوسط حول حوكمة الاعلام في الوطن العربي : الاعلام ما بين التشريع والتعليم والمهنية ، تولدت افكار و علاقات علمية و عملية ، اعلامية ، وتكونت شبكات اكاديمية و مجموعات بحثية و لتبادل الخبرة و المعلومات والاراء . غالباً، تتيح مثل هذه المؤتمرات للاساتذة والباحثين والاكاديميين والعاملين بالقطاع الاعلامي التلاقي حول البحث والدراسة و آخر تطوراته. وخلال مؤتمر حوكمة الاعلام تعرف المشاركون عرب واردنيين على ما جدّ من بحوث ودراسات ومعارف في مختبرات الصحافة وكليات الاعلام ليطور أدائه في عمله واداء رسالته الاعلامية بنضح وموضوعية وفهم، وقد تعرف الباحث المشارك على المتحديات و ما يُحتاج إليه في أرض الواقع لتعلن عن انطلاقة حركة ايجابية بين المعنيين .
انكب الباحثون العاملين على بحوثهم بصمت ، يحاولون ترتيب اولوياتهم و إعداد عروض تبين تلك الأنشطة، يراها المشاركون و تظهرها وسائل الاعلام للجمهور فيتعرف المجتمع على جامعاته و علمائه، و ينتشر العلم وثقافته و نوره في المجتمع.
بدات فكرة المؤتمر بجلسة تعاون وعصف ذهني انطلقت من الجامعة لادراكها اهمية ضبضبت القطاع الاعلامي وللموائمة ما بين تطبيقه وممارسته وبين ضبطه بقوانين وتشريعات و مستشرقة بذلك مستقبل الاعلام الاردني بشكل خاص والعربي بشكل عام و بصورة متلازمة للعلوم وبشيء من حفظ الحقوق والحريات الناظمة للواقع الصحفي ، فكانت جلسات عصف ذهني ثم ورشة عمل لتنتهي بمؤتمر علمي محكم ما بين جامعة الشرق الاوسط ممثلة بكلية الاعلام وهيئة الاعلام فكان الاعداد الجيد للمؤتمر تنظيما و مشاركة وحضوراً ، و ما تضمن من اهتمام و تركيز على الاستفادة القصوى من المقابلات الشخصية و التعاون العلمي بين المشاركين، ينبغي أن يكون نصب عين المشارك .
الجامعة التقطت الرسالة، ووجهت هدفها الأساسي دعم وتحفيز المجتمع الاكاديمي والبحثي العربي والاردني الاعلامي لتكوين لبناته وتطوير المؤسسات الاعلامية والنقابية وما ينظم العمل الصحفي من قوانين وتشريعات ومهنية.
وقد حرصت الجامعة على المبادرة وتشجيع تنظيم هذا المؤتمر العلمي المحكم المتخصص الذي حظي برعاية من قبل دولة رئيس الوزراء د.هاني الملقي ، براي لاقى بفضل الله نجاحاً كبيراً و نتج عنه ما فيه الخير الكثير، سعياً من الجامعة لتحقيق هذا الهدف السامي.
كما تقوم الجامعة بتسليط الضوء على بعض المؤتمرات العلمية المحكمة و بعض الأوراق التي تُلقى فيها، لأهميتها و اهتمام الجامعة بنشر النتائج و التوصيات العائدة بالمنفعة على المجتمع.
ختاما الحمد والشكر لله على عظيم فضله ان مكننا لانجاح المؤتمر، بجهود الجميع وبفضل مشاركة عرببة واسعة ، فكان يوما مميزا بمهنية عالية في تاريخ مؤتمرات الحوكمة كسابقة لكلية الاعلام بجامعة الشرق الاوسط . لقد انتهت اعمال المؤتمر بعد ان نوقشت ١٥ بحثا وورقة بحثية في ٦ جلسات.