وتحقق الحلم واطيح بالعشيرة

مدار الساعة - اكثر من سبعين عاما من العمل وصلنا الى ما نحن عليه الان ، لم نحترم تاريخاً مشرفاً لشيخ او شهيد او لشيخ شهيد وما اكثرهم وما اكثر الذين شهدوا لهم ولا اصدق شهادة من شهادة العدو لعدوه ومن
شهادة الفار بدينه وشرفه وعرضه . ما حصل في مناطق اهلنا الممتدة من ام العمد الى جرينة يدمي القلب ويدمع العين ويثلج صدر كل اثيم متربص متوثب للعقر معتقدا ان البناء اصابه الفناء .ايحصل هذا في بيوت الاردنيين ايحصل هذا في بيوت الذين هبوا لنجدة فلسطين قبل ان يدرك اي
عربي حجم الماسأة القادمة ، اكان لهؤلاء ان يفعلوا ذلك لولا احترامهم لمبادئهم وشعورهم بالمسؤولية تجاه الامة ومجتمعاتها ووجود منظومة اخلاقية تحكمهم ويحتكمون اليها . ما الذي حصل لنستدعي الغبراء وداحس وتاريخ عشائرنا زاخر بالاحداث التي كانت تجبر شيوخ القبائل على الانصياع لحق يدفعه لرجل ليس منهم ويعيش بين ظهرانيهم ولا نريد ان نضرب الامثلة
ونسمي شيوخنا لاننا سنغمط حق اخرين لم تسعفنا الذاكرة لنتذكر افعالهم الحميدة؟ . في الامس القريب وعلى مقربة من الحدث كان عقلاء بني حميد يدفنون فتنة حادثة قتل "وكل شاة معلقة بعرقوبها" كما حدثني احد الأصدقاء من بني حميدة عن خاله الذي اصطحب اخاه المذنب الى بيت المعتدى عليه وامره ان يستقد من اخيه امامه وكيف قوبل هذا الموقف النبيل بموقف نبيل اخر مشابه ليعم الوئام ولتنعم العشائر المتصاهرة والمتداخلة في المسكن ومكان العمل بحياة امنه
بوجود مثل هؤلاء العقلاء. على العشائر الاردنية كافة ارسال مندوبيها للمتخاصمين فالقضية قضية وطن وتسيء لكل عشيرة اردنية ولكل من يسكن على هذه الارض الاردنية المباركة وليكن هناك ميثاق وطني يلملم التشظي
الذي اصاب العشيرة واطاح بكيانها وتكليف الخيرين العقلاء لتولي امورها بعد عقود من صناعة
وتعليب الشيوخ .
نقول لاخواننا "الاكل مليء بالذباب" لنأخذ على يد جهالنا ونحاصرهم بدلا من ان نضحي بالاخيار لخدمة الاشرار ، اعيدوا للعشيرة مكانتها بالتخلص من عوالقها وما لحق بها من تشويه واننا نجد ان هناك امرا ما يحصل هنا وهناك فهذه الاعترافات المنشورة على الملاء لم تكن مسبوقة وقد تعودنا ان تلملم اجهزتنا الامنية مثل هذه الامور .