الأمير الحسن : إقامة دولة فلسطينية غير محددة المعالم وناقصة السيادة لن ترضي أحداً

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/08 الساعة 18:33

مدار الساعة - نظمت الجامعة الأردنية، برعاية الأمير الحسن بن طلال، اليوم الثلاثاء مؤتمر "القضية الفلسطينية – إلى أين؟"، تزامنا مع الذكرى السبعين للنكبة.

وقال سموه خلال محاضرة ألقاها في افتتاح المؤتمر إن القضية الفلسطينية مسألة أرض وشعب، وعلى المجتمع الدولي أن يواجه المسألة بشجاعة وموضوعية، وأن يتصرف وفق القانون الدولي والشرعية الدولية، وأن يعترف أنه لا بد من إقامة دولتين متجاورتين.

وأضاف سموه أن إقامة دولة فلسطينية غير محددة المعالم وناقصة السيادة لن يُرضي الفلسطينيين ولن يرضي أحدًا.
ورأى سموه أن مشكلة اللاجئين إن بقيت من دون حل عادل ومقبول لها سوف يستمر النزاع وتبقى المنطقة تعاني من التوتر وعدم الاستقرار.

وأشاد سموه بجهود وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والخدمات التعليمية والصحية التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين؛ مشيرا إلى التحديات التي تواجههم في حال توقف التمويل لهذه المؤسسة الإنسانية الرائدة.

وأكد سموه أن التعامل مع قضية القدس يحتاج إلى استراتيجية تكاملية تتجاوز ما هو طارئ ومؤقت إلى ما هو مستمر وبعيد المدى، داعيا إلى توظيف الدبلوماسية والثقافة بالوسائل المتاحة في خدمة الأهداف العامة التي يسعى للوصول إليها الشعب العربي الفلسطيني.

وأضاف أن صلتنا في القدس صلة روحية تستند إلى الرغبة بالعمل على خدمة الوجود الحضاري العربي الإسلامي في المدنية المقدسة، وبما يؤنسن الأمل للإنسان العربي تحت الاحتلال ويبرز الاهتمام بالتراث إنطلاقا من القول "إن آثارنا تدل علينا".

واستذكر سموه جهود الهاشميين في خدمة القضية الفلسطينية منذ أكثر من مائة عام وتحديدا لدى وصول الشريف الحسين بن علي إلى مدينة القدس الشريف قادمًا من مكّة المكرمة في آيار/1915 مرورا بإسهاماته في سنة 1924م بإعمار المسجد الأقصى المسقوف، ثم جهود جلالة الملك عبدالله الأول بن الحسين في إعادة بناء الأجزاء الشرقية من المسجد الأقصى المسقوف في الفترة ما بين 1938م – 1943م، ومشاركته بشكلٍ مباشرٍ في إخماد الحريق الذي شبّ بقبة كنيسة القيامة إثر قذيفةٍ أصابتها في حرب فلسطين في 16 تموز/ يوليو سنة 1948م.

ودعا سموه إلى تجديد ومراجعة وتكثيف المعلومات وإنشاء قاعدة معلومات عبر فريق متخصص من الخبراء والسياسيين، وإلى برامج عمل متجددة ترمي إلى جعل موضوع اللاجئين والحلول العملية الممكنة متاحًا للرأي العام ومراكز صنع القرار.

ودعا سموه إلى دعم تقرير المصير المؤسسي الإسلامي من خلال إقامة مؤسسة عالمية للزكاة والتكافل، وتعزيز دور الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس كمؤسسات إنمائية تحترم روح البقاء لدى المقدسيين؛ مؤكدا الحاجة إلى توحيد الصفوف وفق إسس فكرية ووجدانية تؤكد أن "القدس في الضمير".

وأكد سموه أن مفتاح النجاح لتحقيق نهضتنا الجديدة في "المشرق" هو الإنسان والسياسات التي يكون الإنسان هو محورها.

وأكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة أن المؤتمر جاء التزاما من "الأردنية" بمسؤوليتها التاريخية ودورها الوطني وحرصا منها على إثارة الأسئلة حول الماضي والراهن والمستقبل، لتؤكد أن فلسطين عربية وستبقى عربية، والقدس عاصمتها إلى الأبد.

ولفت إلى الارتباط الوثيق بين الأردن والقدس أرضاً وشعباً وتراثاً، وما يبذله الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من دور تاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبه أن المؤتمر ينطلق من الجامعة وفي رحاب الدولة الأردنية دولة العرب المناصرة للقضية الفلسطينية ليتم بحث عن الحلول، معربا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات وأفكار تسلط الضوء على القضية الفلسطينة كقضية مركزية.

ويشارك في المؤتمر على مدى ثلاثة أيام مفكرون وباحثون من الأردن و15 دولة عربية وأجنبية يناقشون أكثر من 60 ورقة علمية وبحثية تركز في موضوعاتها على محور القدس باعتباره مركز القضية وأساسها، والمحور السياسي والقانوني والاقتصادي، ومحور الإرث والثقافة ويشمل الأبعاد التاريخية والدينية والأثرية، ومحور الحراك المجتمعي (الفلسطيني والعربي والإنساني) والإعلام.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/08 الساعة 18:33