محتوى معلوماتي الكتروني مضلل يعتمده البعض كملاذ اخير
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/08 الساعة 13:00
مدار الساعة - إخلاص القاضي- أرادت عروس الحصول على وزن مثالي قبل شهر واحد فقط من حفل زفافها، استنادا لحِمية قاسية انتقتها عبر الشبكة العنكبوتية، لكن رشاقتها المنشودة لم تأت كما أرادت، إذ تسببت الوصفة غير العلمية بنقص حاد في الفيتامينات والمعادن وهبوط في الضغط لديها، ما اضطرها الى أخذ وحدات من الدم وخضوعها لبرنامج صحي وعلاجي لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل موعد زفافها، وفقا لأحد اخصائيي التغذية.
واعتبرت طالبة جامعية، كان الانترنت مرجعها في حمية غذائية بوقت زمني قصير، اعتمادا على السعرات الحرارية القليلة، الا أن النتيجة جاءت عكسية، ما تسبب بتساقط شعرها وتقصف اظافرها وبهتان بشرتها، إضافة الى إصابتها بالدوار الامر الذي دفعها لمراجعة الاطباء لتشخيص حالتها الصحية.
حالتان، هما غيض من فيض، تم فيهما الاعتماد على معلومات الانترنت كمرجع في قطاعات عدة كالتغذية والتجميل والرشاقة وآلام المفاصل وصولا الى السحر والشعوذة ووصفات طبيعية غير مدروسة وغيرها الكثير.
معنيون واخصائيون يؤكدون لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ضرورة اعتماد المعلومات من مصادرها الموثوقة، وعدم اتخاذ الانترنت كوسيلة نهائية للمعرفة، اذ ان المحتوى الموجود بها لا يرتقي الى القطعية، بل يعج بالغث والسمين، ما يدعو لزيادة الوعي والتمييز بين صحة المعلومات وزيفها وخطورتها وآثارها السلبية غير المحسوبة، وكذلك التنبه لافتقار مواقع الكترونية للمصداقية العلمية لصالح المكاسب المادية والمصالح التجارية عبر اعلانات مضللة. يقول أخصائي التغذية هايل شتيه الذي راجعته الطالبة الجامعية ان الاستفادة من الانترنت تكاد تكون معدومة فيما يتعلق بنصائح التغذية مقارنة بالنصائح المباشرة من المتخصصين، حيث اعتمدت على حمية السعرات الحرارية القليلة التي تبدأ من 800 سعر، فيما يُنصح علميا بان تبدأ حِمية السعرات من 1200 سعر.
وأضاف، ان الحمية الغذائية الموحدة لا تناسب بالضرورة كل المهتمين، اذ ان عوامل عدة ينبغي ان تؤخذ بعين الاعتبار لوصف حمية مثالية كالعمر والوزن والتاريخ المرضي وما كانت إذا موجهة لسيدات أم رجال، ولصغار أم كبار، لافتا إلى أن الكلفة المادية الناتجة من اتباع حِمية عشوائية عبر الانترنت أعلى بكثير من تلك التي تُتّبع عبر مختص. ويدعو شتيه الى عدم تصديق اي نوع من الدعايات على غرار "اخسر 10 كيلوغرامات في اسبوع" ، مؤكدا ان هذا ضرب من تضليل يرمي للربح المادي على حساب الحقيقة، وحتى الحِمية ذائعة الصيت "الديتوكس" المعتمدة على خلط بعض الخضراوات والفاكهة بالماء، تحتاج ايضا الى اشراف اخصائيين في اطار برنامج غذائي متكامل يعتمد على توزيع مثالي للوجبات والماء والفواكه والخضار. اخصائي جراحة العظام والمفاصل الدكتور طاهر عضيبات يقول ان عيادته شهدت حالات مرضية عدة اعتمدت في علاج اوجاع المفاصل والعمود الفقري على الوصفات الشعبية والفيديوهات غير العلمية عبر الانترنت، موضحا ان تلك الحالات كان من الممكن شفاؤها بشكل اسرع لو لجأت مباشرة للطبيب المختص دون اعتمادها على وصفات بدائية لا قيمة علمية لها.
ويشدد على ضرورة الاستمزاج في بعض الحالات بمواقع علمية موثقة طلبا لعلاج فوري أو اسعاف اولي لكن هذا لا يمنع مطلقا حتمية الاعتماد على طبيب مختص والابتعاد عن كل المدّعين أو منتحلي الصفة الطبية، متسائلا كيف يعتمد البعض مثلا على من يدعي انه متخصص في جراحة الاعصاب والعلاج الطبيعي رغم انه لم يلتحق يوما بجامعة؟. ويشير الى تسبب المواقع اللاعلمية المضللة لأشخاص بالشلل النصفي والكسور خاصة لمن يعتمد على تلك المواقع في "طق الرقبة او العمود الفقري" عبر العلاجات الطبيعية، مستذكرا احد الفيديوهات التي قام بها احد الاشخاص ب "طقطقة" الرقبة والظهر بطريقة قاسية وخاطئة، ما ادى إلى فقدان المريض لوعيه ثم قطع بث الفيديو.
وتجد الخمسينية سهام انها تجد في موقع "اليوتيوب" ضالتها لفك السحر والطلاسم واعتماد بعض الأساليب لإبعاد الحسد وتقريب الرزق وغيرها من المقاطع المصورة والتي تمثل مرجعية لها في الكثير من الاغراض كطرق إعداد المأكولات ووصفات الجمال وأقنعة الوجه وغير ذلك الكثير. ويحذر مستشار أول جراحة التجميل والترميم الدكتور غازي الزبن، من خلطات غريبة عبر الانترنت قد تتسبب بالحروق وتغير في لون البشرة، مؤكدا ان الكثير من الاعلانات عبر الانترنت غير واقعية خاصة تلك التي تتحدث عن نحت الجسم بدون جراحة مرفقة بصور "فوتوشوب" قبل وبعد العملية.
ويضيف، حتى عمليات الخيوط قد تصلح على اصحاب البشرة النضرة على ان تتم بواسطة اطباء جراحة تجميل، ولكن تلك التقنية بلا نتيجة على كبار السن حيث تؤدي الى تكوم الجلد في منطقة معينة ما يؤدي الى نتيجة عكسية تماما.، منبها كل المتابعين والمهتمين بمواقع التواصل الاجتماعي الى عدم الانجرار وراء الاعلانات المضللة التي تروج مثلا لتجميل الانف او ازالة الدهون بلا جراحة وغيرها من المعلومات اللامنطقية المعتمدة على صور "الفوتوشوب".
لينا الزعبي 32 عاما مدربة لياقة بدنية في أحد مراكز عمان قالت، إن خضوع اي شخص للتمارين الرياضية ينبغي ان يأخذ بالاعتبار العديد من العوامل منها العمر والوزن والتاريخ المرضي، مستدركة ان العديد من المواقع المعنية باللياقة لا تأخذ هذه العوامل الهامة بالاعتبار الامر الذي يشكل خطورة صحية على بعض الاشخاص الذين يلتزمون بما يرشح بها من اخبار غير علمية أو متخصصة.
وتشدد على اهمية العودة للمراكز المتخصصة والمدربين المرخصين دون الاعتماد الكلي على معلومات الانترنت التي قد تكون مغلوطة، إذ ان المتخصصين يخضعون الاشخاص المستهدفين لبرامج علمية توائم بين اللياقة والتغذية تحت إشراف مباشر.
وتستذكر المدربة الزعبي كيف يقوم العديد من الافراد بنشر تطبيقات تختص باللياقة البدنية على مجموعات "الواتساب والفايبر والتلغرام" وغيرها، حيث ينفذها اشخاص فتصلح لبعضهم فيما قد تؤذي البعض الاخر، الامر الذي يذكرنا بالدواء الذي يصرف من الصيدلية دون استشارة طبيب فيصلح لشخص ويضر الاخر.
مدير هيئة الاعلام المحامي محمد قطيشات يؤكد ضرورة عدم اتخاذ الانترنت كوثيقة مسلم بها، اذ ان المحتوى المعلوماتي خاضع للكثير من الاعتبارات والمعايير منها الشخصنة والمصالح والمضاربات، داعيا كل المتلقين لاستقاء المعلومات من مصادرها المباشرة ومن المراجع العلمية الموثقة.
مدير تحرير مرصد مصداقية الاعلام الاردني ( اكيد ) الزميل اسامة الرواجفة يقول، "العتب في هذا السياق ليس على المواطن البسيط الذي يستقي بعض الاخبار من الانترنت دون التحقق، ولكن هناك عتب كبير على بعض المتعلمين والمثقفين والاعلاميين من الذين يعتمدون على مواقع معينة كمصدر نهائي ومصدق للمعلومة، مع العلم انها مواقع منشأة من قبل افراد وتعكس توجهاتهم وقد تكون معلوماتهم ناقصة او مغلوطة او يراد بها باطل".
ويتابع ان محتوى الانترنت المتاح للمتلقين لا يتجاوز 4 بالمئة وهو ما يسمى ب "الويب السطحي" فيما يشكل "الويب العميق" 90 بالمئة، وهو عادة ما يتبع للمؤسسات العاملة المختلفة التي لها مواقع لكنها تتطلب اجراءات وخطوات للدخول اليها كوضع "كلمة سر" للتمكن من الاطلاع على المعلومات.
ويوضح الرواجفة ان ما يسمى بـ "الويب المظلم" يشكل 6 بالمئة من المعلومات التي لها خصوصية وتتعلق بقطاعات ذات حساسية، مشيرا الى ان محتوى معلومات الانترنت خاضعة للعديد من الاعتبارات الهدف منها الترويج التجاري والتضليل وتشكيل مواقف وترسيخ صور نمطية، مشيرا الى ان الفيصل امام هذا الكم الهائل من المعلومات، هو الوعي والقدرة على التمييز بين الغث والسمين وعدم التسليم بأن المعلومات موثوقة مئة بالمئة.
رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات بوكالة الانباء الاردنية (بترا) المهندس مراد ابو كركي يدعو الى اعتماد المواقع الالكترونية الموثوقة التابعة لمنظمات مؤسسات محلية وعربية وعالمية ومرخصة ومعرف عنها بـ "من نحن" ويفضل من لديها ارقام هواتف أرضية الامر الذي يشي احيانا بثبات المؤسسة ومصداقيتها.
ويشير ابو كركي الى ان الشبكة العنكبوتية تحتوي على الكثير من المواقع التي تروج على سبيل المثال لأدوية ومستحضرات معينة، وعلى المتلقي التأكد من ان المنتجات مسجلة ومرخصة بشكل قانوني والتمييز بين المواقع ذات المصداقية العالية وتلك التي تبتغي الربح السريع على حساب الجودة والحقيقة. مستشار ومدرب منصات التواصل الاجتماعي خالد الاحمد يوضح ان المحتوى المعلوماتي سابقا كان حِكرا على علامات مؤسسية أو تجارية معينة، وكان المواطن من المتلقين للمعلومة، ولكن بعد ثورة المعلومات ورواج الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي صار منتجا لها، وهذا بحد ذاته سلاح ذو حدين.
ويواصل ان رواج المعلومات عبر الانترنت انتج حالة من القدرة على التعبير والانفتاح وحرية الرأي، الا ان السيئ بالموضوع ان تؤخذ تلك المعلومات ومن اي قطاع كان على محمل المصداقية دون التحقق من صحتها، خاصة تلك الاخبار التي تسمى "الاخبار الزائفة" والتي تذكرنا بما يسمى بالصحف الصفراء.
ويؤكد الاحمد أهمية العودة الى المصادر الاصلية الموثقة لكل الموضوعات وعدم اعتماد اخبار الانترنت كمسلمات لا تشوبها شائبة. بترا
واعتبرت طالبة جامعية، كان الانترنت مرجعها في حمية غذائية بوقت زمني قصير، اعتمادا على السعرات الحرارية القليلة، الا أن النتيجة جاءت عكسية، ما تسبب بتساقط شعرها وتقصف اظافرها وبهتان بشرتها، إضافة الى إصابتها بالدوار الامر الذي دفعها لمراجعة الاطباء لتشخيص حالتها الصحية.
حالتان، هما غيض من فيض، تم فيهما الاعتماد على معلومات الانترنت كمرجع في قطاعات عدة كالتغذية والتجميل والرشاقة وآلام المفاصل وصولا الى السحر والشعوذة ووصفات طبيعية غير مدروسة وغيرها الكثير.
معنيون واخصائيون يؤكدون لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ضرورة اعتماد المعلومات من مصادرها الموثوقة، وعدم اتخاذ الانترنت كوسيلة نهائية للمعرفة، اذ ان المحتوى الموجود بها لا يرتقي الى القطعية، بل يعج بالغث والسمين، ما يدعو لزيادة الوعي والتمييز بين صحة المعلومات وزيفها وخطورتها وآثارها السلبية غير المحسوبة، وكذلك التنبه لافتقار مواقع الكترونية للمصداقية العلمية لصالح المكاسب المادية والمصالح التجارية عبر اعلانات مضللة. يقول أخصائي التغذية هايل شتيه الذي راجعته الطالبة الجامعية ان الاستفادة من الانترنت تكاد تكون معدومة فيما يتعلق بنصائح التغذية مقارنة بالنصائح المباشرة من المتخصصين، حيث اعتمدت على حمية السعرات الحرارية القليلة التي تبدأ من 800 سعر، فيما يُنصح علميا بان تبدأ حِمية السعرات من 1200 سعر.
وأضاف، ان الحمية الغذائية الموحدة لا تناسب بالضرورة كل المهتمين، اذ ان عوامل عدة ينبغي ان تؤخذ بعين الاعتبار لوصف حمية مثالية كالعمر والوزن والتاريخ المرضي وما كانت إذا موجهة لسيدات أم رجال، ولصغار أم كبار، لافتا إلى أن الكلفة المادية الناتجة من اتباع حِمية عشوائية عبر الانترنت أعلى بكثير من تلك التي تُتّبع عبر مختص. ويدعو شتيه الى عدم تصديق اي نوع من الدعايات على غرار "اخسر 10 كيلوغرامات في اسبوع" ، مؤكدا ان هذا ضرب من تضليل يرمي للربح المادي على حساب الحقيقة، وحتى الحِمية ذائعة الصيت "الديتوكس" المعتمدة على خلط بعض الخضراوات والفاكهة بالماء، تحتاج ايضا الى اشراف اخصائيين في اطار برنامج غذائي متكامل يعتمد على توزيع مثالي للوجبات والماء والفواكه والخضار. اخصائي جراحة العظام والمفاصل الدكتور طاهر عضيبات يقول ان عيادته شهدت حالات مرضية عدة اعتمدت في علاج اوجاع المفاصل والعمود الفقري على الوصفات الشعبية والفيديوهات غير العلمية عبر الانترنت، موضحا ان تلك الحالات كان من الممكن شفاؤها بشكل اسرع لو لجأت مباشرة للطبيب المختص دون اعتمادها على وصفات بدائية لا قيمة علمية لها.
ويشدد على ضرورة الاستمزاج في بعض الحالات بمواقع علمية موثقة طلبا لعلاج فوري أو اسعاف اولي لكن هذا لا يمنع مطلقا حتمية الاعتماد على طبيب مختص والابتعاد عن كل المدّعين أو منتحلي الصفة الطبية، متسائلا كيف يعتمد البعض مثلا على من يدعي انه متخصص في جراحة الاعصاب والعلاج الطبيعي رغم انه لم يلتحق يوما بجامعة؟. ويشير الى تسبب المواقع اللاعلمية المضللة لأشخاص بالشلل النصفي والكسور خاصة لمن يعتمد على تلك المواقع في "طق الرقبة او العمود الفقري" عبر العلاجات الطبيعية، مستذكرا احد الفيديوهات التي قام بها احد الاشخاص ب "طقطقة" الرقبة والظهر بطريقة قاسية وخاطئة، ما ادى إلى فقدان المريض لوعيه ثم قطع بث الفيديو.
وتجد الخمسينية سهام انها تجد في موقع "اليوتيوب" ضالتها لفك السحر والطلاسم واعتماد بعض الأساليب لإبعاد الحسد وتقريب الرزق وغيرها من المقاطع المصورة والتي تمثل مرجعية لها في الكثير من الاغراض كطرق إعداد المأكولات ووصفات الجمال وأقنعة الوجه وغير ذلك الكثير. ويحذر مستشار أول جراحة التجميل والترميم الدكتور غازي الزبن، من خلطات غريبة عبر الانترنت قد تتسبب بالحروق وتغير في لون البشرة، مؤكدا ان الكثير من الاعلانات عبر الانترنت غير واقعية خاصة تلك التي تتحدث عن نحت الجسم بدون جراحة مرفقة بصور "فوتوشوب" قبل وبعد العملية.
ويضيف، حتى عمليات الخيوط قد تصلح على اصحاب البشرة النضرة على ان تتم بواسطة اطباء جراحة تجميل، ولكن تلك التقنية بلا نتيجة على كبار السن حيث تؤدي الى تكوم الجلد في منطقة معينة ما يؤدي الى نتيجة عكسية تماما.، منبها كل المتابعين والمهتمين بمواقع التواصل الاجتماعي الى عدم الانجرار وراء الاعلانات المضللة التي تروج مثلا لتجميل الانف او ازالة الدهون بلا جراحة وغيرها من المعلومات اللامنطقية المعتمدة على صور "الفوتوشوب".
لينا الزعبي 32 عاما مدربة لياقة بدنية في أحد مراكز عمان قالت، إن خضوع اي شخص للتمارين الرياضية ينبغي ان يأخذ بالاعتبار العديد من العوامل منها العمر والوزن والتاريخ المرضي، مستدركة ان العديد من المواقع المعنية باللياقة لا تأخذ هذه العوامل الهامة بالاعتبار الامر الذي يشكل خطورة صحية على بعض الاشخاص الذين يلتزمون بما يرشح بها من اخبار غير علمية أو متخصصة.
وتشدد على اهمية العودة للمراكز المتخصصة والمدربين المرخصين دون الاعتماد الكلي على معلومات الانترنت التي قد تكون مغلوطة، إذ ان المتخصصين يخضعون الاشخاص المستهدفين لبرامج علمية توائم بين اللياقة والتغذية تحت إشراف مباشر.
وتستذكر المدربة الزعبي كيف يقوم العديد من الافراد بنشر تطبيقات تختص باللياقة البدنية على مجموعات "الواتساب والفايبر والتلغرام" وغيرها، حيث ينفذها اشخاص فتصلح لبعضهم فيما قد تؤذي البعض الاخر، الامر الذي يذكرنا بالدواء الذي يصرف من الصيدلية دون استشارة طبيب فيصلح لشخص ويضر الاخر.
مدير هيئة الاعلام المحامي محمد قطيشات يؤكد ضرورة عدم اتخاذ الانترنت كوثيقة مسلم بها، اذ ان المحتوى المعلوماتي خاضع للكثير من الاعتبارات والمعايير منها الشخصنة والمصالح والمضاربات، داعيا كل المتلقين لاستقاء المعلومات من مصادرها المباشرة ومن المراجع العلمية الموثقة.
مدير تحرير مرصد مصداقية الاعلام الاردني ( اكيد ) الزميل اسامة الرواجفة يقول، "العتب في هذا السياق ليس على المواطن البسيط الذي يستقي بعض الاخبار من الانترنت دون التحقق، ولكن هناك عتب كبير على بعض المتعلمين والمثقفين والاعلاميين من الذين يعتمدون على مواقع معينة كمصدر نهائي ومصدق للمعلومة، مع العلم انها مواقع منشأة من قبل افراد وتعكس توجهاتهم وقد تكون معلوماتهم ناقصة او مغلوطة او يراد بها باطل".
ويتابع ان محتوى الانترنت المتاح للمتلقين لا يتجاوز 4 بالمئة وهو ما يسمى ب "الويب السطحي" فيما يشكل "الويب العميق" 90 بالمئة، وهو عادة ما يتبع للمؤسسات العاملة المختلفة التي لها مواقع لكنها تتطلب اجراءات وخطوات للدخول اليها كوضع "كلمة سر" للتمكن من الاطلاع على المعلومات.
ويوضح الرواجفة ان ما يسمى بـ "الويب المظلم" يشكل 6 بالمئة من المعلومات التي لها خصوصية وتتعلق بقطاعات ذات حساسية، مشيرا الى ان محتوى معلومات الانترنت خاضعة للعديد من الاعتبارات الهدف منها الترويج التجاري والتضليل وتشكيل مواقف وترسيخ صور نمطية، مشيرا الى ان الفيصل امام هذا الكم الهائل من المعلومات، هو الوعي والقدرة على التمييز بين الغث والسمين وعدم التسليم بأن المعلومات موثوقة مئة بالمئة.
رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات بوكالة الانباء الاردنية (بترا) المهندس مراد ابو كركي يدعو الى اعتماد المواقع الالكترونية الموثوقة التابعة لمنظمات مؤسسات محلية وعربية وعالمية ومرخصة ومعرف عنها بـ "من نحن" ويفضل من لديها ارقام هواتف أرضية الامر الذي يشي احيانا بثبات المؤسسة ومصداقيتها.
ويشير ابو كركي الى ان الشبكة العنكبوتية تحتوي على الكثير من المواقع التي تروج على سبيل المثال لأدوية ومستحضرات معينة، وعلى المتلقي التأكد من ان المنتجات مسجلة ومرخصة بشكل قانوني والتمييز بين المواقع ذات المصداقية العالية وتلك التي تبتغي الربح السريع على حساب الجودة والحقيقة. مستشار ومدرب منصات التواصل الاجتماعي خالد الاحمد يوضح ان المحتوى المعلوماتي سابقا كان حِكرا على علامات مؤسسية أو تجارية معينة، وكان المواطن من المتلقين للمعلومة، ولكن بعد ثورة المعلومات ورواج الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي صار منتجا لها، وهذا بحد ذاته سلاح ذو حدين.
ويواصل ان رواج المعلومات عبر الانترنت انتج حالة من القدرة على التعبير والانفتاح وحرية الرأي، الا ان السيئ بالموضوع ان تؤخذ تلك المعلومات ومن اي قطاع كان على محمل المصداقية دون التحقق من صحتها، خاصة تلك الاخبار التي تسمى "الاخبار الزائفة" والتي تذكرنا بما يسمى بالصحف الصفراء.
ويؤكد الاحمد أهمية العودة الى المصادر الاصلية الموثقة لكل الموضوعات وعدم اعتماد اخبار الانترنت كمسلمات لا تشوبها شائبة. بترا
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/08 الساعة 13:00