لماذا لم يعطلوا في عيدهم ؟

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/06 الساعة 17:40
مدار الساعة – من قال ان عمال الاردن يعطلون في عيدهم؟ هل لنا في زمن العمل المضني للحصول على لقمة العيش عيد؟ ماذا لو عطل جميع العمال في يوم عيدهم ؟ أسئلة درجت على لسان أكثر من عامل في أكثر من مهنة، وبعبارات اقرب الى التطابق اطلقوها من اماكن عملهم في يوم عيدهم لـ "مدار الساعة" . الخياط "ابو سلطان" اجاب بابتسامة استهجان ودعابة سبب تواصله في عمله في يوم عيد العمال الذي صادف الأول من هذا الشهر(أيار) قائلاً " نحن وزراء" من قال اننا عمال ؟! واضاف : نحن نبحث عن رزق ابنائنا، المعيشة صعبة وكلفتها عالية، والتزاماتنا نحو عائلاتنا تتطلب منا العمل ليل نهار، ايجار المحلات والسكن واثمان الكهرباء والماء واجرة المواصلات ومصاريف التعليم، تأكل كل ما نحصل عليه، ليس لنا عطلة، حتى يوم الجمعة نعمل به ولا نجلس مع اهلنا على مأدبة الطعام.فضلاً عن هذه الأمور، فإن التزامنا مع زبائننا في انجاز ملابسهم واشيائهم يحول دون ان نتوقف عن عملنا في هذا اليوم "عيد العمال". مزّين الرجال محمود السيد "مصري الجنسية" قال : نحن لا نعّطل في الأعياد والمناسبات الدينية وايام الجمع، الا ما ندر، فكيف نعطل في "عيد العمال" ؟ اننا نكافح من اجل حياة معيشية كريمة، فأنا في الاردن منذ عقود لا اذكر انني توقفت عن العمل الا في حالات اضطرارية ومنها الحالات الصحية، فانا ملتزم في توفير اجرة السكن واجرة المحل وتعليم بناتي ومتطلبات الحياة اليومية . وتابع : ان طبيعة المهنة تتطلب ساعات طويلة لخدمة الزبائن الذين اعتادوا ان يقصّوا شعرهم في هذا المحل، ومنهم طلاب المدرسة وطلاب الجامعة وموظفون، قد تكون ظروفهم لا تساعدهم الا في يوم العطلة كأيام الجمع والاعياد ومثل "هذا اليوم". ولفت الى ما تفرضه عليهم كـ "مزينين" ظروف مناسبات الفرح في الاعراس والخطبة او السفر ليظلوا على رأس عملهم. وزاد : صحيح ان المهنة نعتاش منها ولكنها ايضاً خدمة للناس، متسائلاً : ماذا لو عطلّ جميع العاملين في عيد العمال؟ كم تتعطل مصالح الناس ؟ وقال صالح عطا (سائق اجرة): السيارة ليست ملكاً لي وانا ملتزم بتحصيل المبلغ المطلوب لصاحبها وتوفير ما استحقه بدل العمل. يا اخي الكريم، الحياة مُرة و"لقمة العيش مغمسة بالعرق" عندي خمسة افراد وانا وزوجتي ..البيت مستأجر ومع انه قديم الا ان اجرته وثمن فواتير الماء والكهرباء واحتياجات الاولاد بالمدرسة والجامعة وكلفة اليوم والواجبات .."خليها مستورة". الثلاثيني خالد (يعمل في محطة وقود) قال : انا ضمن فريق عمل ودوامنا "شفتات" لا يوجد يوم "عيد عمال" بالمعنى الحقيقي كي نعطل والا توقفت الخدمة للناس وهذا غير منطقي.
صاحب المحطة يمنح من يعمل في "هذا اليوم" استراحة في يوم آخر او ان يكون العامل اخذ يوماً بدل دوامه، وفي حال زادت ساعات العمل عن الساعات المطلوبة يأخذ العامل اجرة ساعاته الاضافية.
لم يكشف عن الاجرة التي يتقاضاها، ولكنه قال "اللي برضا يعيش" . الشاب احمد عزيز ( يعمل كاشير في مطعم) قال : انا طالب في جامعة خاصة ، ظروف والدي صعبة ولي اخوة في المدرسة، اعمل في هذا المطعم ضمن ساعات محددة واستثمر ايام العطل حتى احصل على ساعات اضافية تساعد في تحسين راتبي. لا يوجد "عيد عمال" بالنسبة لي حتى احصل على يوم بدلاً منه، وهذا ينطبق على زملائي في هذا العمل. واضاف العمل في "المطاعم" هو تقديم الخدمة بشكل متواصل في النهار والليل وخصوصاً في ظروفنا الحالية التي صارت مكلفة على الجميع، حتى ان بعض المحلات اغلقت بسبب الضرائب والحالة الاقتصادية للناس واجور المكان ورواتب العاملين وغيرها مع انها محلات لا غنى عنها في الأكل والشرب، فكيف تعطل؟!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/06 الساعة 17:40