المحافظة يكتب: إنجازات مجلس النواب... وجلد الذات

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/06 الساعة 12:34
بقلم: الدكتور محمد المحافظة مع صدور الإرادة الملكية بفض الدورة العادية الثانية لمجلس النواب الثامن عشر حيث بدأت الصالونات السياسية بالحديث عن اهم انجازات المجلس الموقر على الصعيد الرقابي و التشريعي منقسمة الى قسمين احدهما يقلل من حجم الانجازات واخر يرى انها تتماشى مع سياسات الدولة و المستجدات في الاقليم المحتقن. حتى ان بعض المواقع الالكترونية باتت تتحدث على استحياء عن ان هناك انجازات قد تم المضي بها قدما دون تأخير يذكر مما يسجل للمجلس الكريم. مما لا يخفى على اي متابع للشأن البرلماني ان هناك شريحة كبيرة من أبناء المجتمع يتابع المشهد البرلماني بتحفظ شديد متسلحا بشعار ان النواب لا يمكنهم الخروج عن ما تريده الحكومة عاجلا أم اجلا. وان بعض النواب ليسوا بحجم المرحلة لا رقابيا ولا تشريعيا وان الظروف الراهنة في الدولة المحيطة بالوطن والضغوطات الاقتصادية والسياسية التى يواجهها الوطن بكل تحدي واقتدار بفضل قيادته الحكيمة الملهمة جعلت بعض النواب يشعروا بمزيد من التحديات رقابيا وتشريعيا. بين هذا وذاك تظهر شريحة من ابناء الوطن لا تجد ضالتها الا بجلد ذاتها بالهجوم الغير مبرر احيانا على السادة النواب والتقليل من حجم انجازاتهم على مختلف الأصعدة. ودون وجه حق احيانا. فالكثير منهم لا يعلم عدد الجلسات الرقابية التى عقدها المجلس في هذه الدورة ولا الجلسات التشريعية والفرق بينهما. ويسترسل البعض بان السادة النواب لا يمكنهم الوقوف بوجه الحكومة تارة وان هناك نواب يسمونهم نواب "الألو" دون وجه حق ودون دراية حتى بما يعانيه السادة النواب من مسؤوليات. اليس من الاجدر ان يكون الحديث عن الانجازات مرتبط بالارقام عند الحديث عن بيت الديمقراطية؟. اليس من الاجدر أن تحسن اختيارك عند ذهابك الى صناديق الاقتراع؟ اليس الاجدر نبذ العرقية والعشائرية الضيقة عند الادلاء باصواتنا لاختيار نوابنا؟ اليس الاجدر بنا ان نحتكم الى لغة العقل لا العاطفة في اختيار نوابنا؟ اليس الاجدر أن نحارب المال السياسي الاسود قبل الحديث عن الانجازات؟ اليس الاجدر ان نطور الحياة الحزبية وندعمها قبل الحديث عن عمل ممنهج؟ اليس الاجدر ان يكون هناك قانون انتخاب معد مسبقا و مفهوم لدى جميع شرائح المجتمع حتى لا يتم "سلقه" سريعا و تكون النتائج شبه كارثية؟ اليس الاجدر دعم المراكز المهتمة بالشان النيابي للخروج بدراسات علمية و واقعية تعنى بانجازات المجلس الكريم حتى لا نسترسل بجلد ذاتنا؟ في الاجابة على التساؤلات السابقة نكون قد رحمنا جيالا كامل استلذ بجلد ذاته طويلا بسبب و بغير سبب. حتى ان الكثير منا بات يشجع و يروج الى من لا يؤمن هو بقدراته على مواكبة المرحلة لكي يستلذ من جديد بجلد ذاته و مهاجمة مجلس النواب و السادة اعضائة الكرام و يخرج الى الشارع مطالبا بالتعجيل برحيلة. ويبث سمومه هنا وهناك عل مواقع التواصل الاجتماعي دون ان يدري أن الخاسر الاكبر هو الوطن. حيث ان المواطن الصالح هو من يقف دوما في صف الوطن. لقد ركزت الاوراق النقاشية الملكية على دور المواطن في العملية الديمقراطية و ما يحتاجة الوطن للمضي قدما في طريق الاصلاح. والابتعاد عن مما شانة ان يضع الغقبات امام الاصلاح المنشود. يجب ان نكون في صف الوطن وقيادتة الحكيمة الرشيدة و نكف عن جلد ذاتنا ونبدا بحسن اختيارنا لمن يمثلنا ويمثل الديمقراطية الحقيقية . حفظ الله الوطن وقائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/06 الساعة 12:34