المسرّة.. منازل أهلي

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/05 الساعة 17:41
كتب : محمد عبدالكريم الزيود كظاهر اليد تمتد العروق وتلتقي ثم تسير الهوينا حتى تصبّ في القلب ، هي " المسرّة " كل الطرق تلتقي بها ، فالقادمون من الزرقاء يقطعون "سيل الزرقاء " ثم يصعدون نحو " صروت " حيث الغيم يلامس رؤوس الشجر ، ومن تلك الروابي تطلّ عليك كل القرى وكأنك تناظرها من شباك الطائرة حتى تبان لك قرى جرش وعجلون وجنوب إربد ، وعندما تمتلئ رئتيك من هواها تهوي نزولا نحو مثلث "المكمان وبيرين " ثم تنعطف نحو المسرات . أول بيوت المسرات " الشرقية والغربية " جارات " العالوك " تتصادف مع معسكر القوات الخاصة الذي يستقر على الكتف الأيسر في " الشنقارة والسناد" ، حيث يمتلىء الصباح بصوت العسكر ويختلط بأنفاس المصلين للفجر ، ومن تلك السفوح تسلّم على " جبل القرين " حيث يغفى القمر هناك .. ثم تلامس بعينيك بيت الشاعر حبيب الزيودي هادئا وادعا على جانب الطريق بين التين والزيتون ، كان قبل سنوات " وزارة للثقافة " يلتقي به كل المثقفين والشعراء وأبناء الوطن ، لم تنطفئ له نار ولم تبرد له قهوة وحبيب يقيم التعاليل من شرفته ، كان يقول حبيب أنا الملك "آلوك" أطل على كل البلاد من هنا وأقرأ شعري على "منازل أهلي " وعلى الفقراء والمتعبين والعاشقين والفرسان ..: "أهلي وقهوتهم بالطيب عابقة يؤمّها الناس فرسانا وعشاقا ". في المسرة الشرقية وفي مقبرتها المقابلة للقرية الرومانية القديمة نام حبيب تحت سنديانة تتكئ على سورها الشمالي ، صمت نايه هناك حزنا على البراري التي سكنها الغرباء. قرية المسرة ما زالت تستقر بمنتصف القلب ، تشتعل بالزيتون والبلوط والدحنون ، ورغم إمتلآئها بالقرميد والفلل التي إحتلت موارسها ومروجها، وغاب عنها القمح والشعير والفقوس والباميا لكنها ما زالت متوهجة بالحكايات وبالجذور الطيبة والذكر الحسن لمن سكنوها من أهلنا الطيبين .
  • لب
  • صروت
  • جرش
  • المكمان
  • بيرين
  • العالوك
  • ثقافة
  • الملك
  • عبين
  • المسرة
  • مال
  • الطيبة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/05 الساعة 17:41