الأردن يفتح أسواقاً جديدة لإنعاش السياحة
مدار الساعة - قال مدير هيئة تنشيط السياحة في الأردن، عبد الرزاق عربيات، إن "أعداد السياح ارتفعت العام الماضي بنسبة 10% مع وصول أربعة ملايين و350 ألف سائح، فيما ارتفع الدخل السياحي بنسبة 12.5% مسجلا 4.6 مليارات دولار".
وأكد عربيات في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن "عامي 2011 و2012 كانا من أكثر السنوات تأثيراً على قطاع السياحة في الأردن، إذ انخفضت أعداد السياح الى حوالى ثلاثة ملايين ومئتي ألف شخص"، بعد أن كان عددهم قد وصل إلى حوالى سبعة ملايين سائح عام 2010".
وقال المسؤول الأردني إنه "كلما استقرت أوضاع المناطق المجاورة للأردن، كلما أثر ذلك إيجاباً على قطاع السياحة وأعداد السياح والإيرادات... الأمور بدأت تبشر بالخير، والأرقام بدأت بالارتفاع".
ويعتمد اقتصاد الأردن البالغ عدد سكانه حوالى 9.5 ملايين نسمة، وتشكل الصحراء نحو 92% من مساحة أراضيه، الى حدّ كبير على دخله السياحي الذي يشكل ما بين 12% الى 13% من إجمالي الناتج المحلي.
ويلجأ الأردن الى توسيع مروحة الترويج لمواقعه السياحية لاستقطاب سياح من جنسيات متعددة، ولأنواع السياحة فيه، ويفخر خصوصا بتحوله الى وجهة للسياحة العلاجية.
السياحة الأثرية والدينية
ويتحدث عربيات عن "استراتيجية جديدة للتسويق" للسياحة في الأردن، من خلال التعريف، بالإضافة إلى السياحة الطبية، بـ"سياحة المغامرة والسياحة الدينية وسياحة التاريخ والآثار وسياحة الأفلام وسياحة تنظيم الأعراس"، مشيراً إلى أن ذلك يتم "عبر كل محركات البحث العالمية من غوغل وتريب آدفايزر وأكسبيديا وفيسبوك وتويتر وإنستغرام".
وفي جبل القلعة، أكثر المناطق جذباً للسياح في عمان والواقع على ارتفاع 800 متر، يقول السائح الفرنسي إيمانويل رينيوم "إنه بلد غني ثقافيا، أنظر خلفنا. هناك بقايا معبد روماني وكنيسة بيزنطية ومسجد أموي، إنه مشهد رائع".
ويؤكد عربيات أن لدى الأردن "21 ألف موقع أثري وتاريخا يمتد لنحو عشرة آلاف سنة قبل الميلاد"، من أبرزها مدينة البتراء الاثرية الوردية، والبحر الميت الذي يعد البقعة الأكثر انخفاضاً على وجه الأرض والذي له خواص علاجية، والمغطس حيث يقول التقليد إنه موقع عماد السيد المسيح، وصحراء وادي رم التي تشبه تضاريسها سطح القمر وحيث تم تصوير العديد من الأفلام الأجنبية.
ويشير إلى أن "هناك أسواقا سياحية جديدة ترتفع بشكل كبير في آسيا، من ماليزيا وإندونيسيا والصين والهند.. بين السياح أولئك الذين يأتون لسياحة إسلامية ويزورون السعودية وفلسطين ثم الأردن".
ويتابع "كما يأتينا سياح من أسواق بعيدة كأميركا اللاتينية والولايات المتحدة والمكسيك والصين واليابان في برامج زيارات مشتركة مع مصر ودول الجوار".
ووقعت وزارة السياحة في فبراير/شباط اتفاقاً مع شركة "راين إير" الأيرلندية المنخفضة التكاليف لإطلاق 14 خط طيران جديدا بين أوروبا والأردن.
ويتوقع أن تحمل هذه الخطوط نحو 300 ألف سائح إضافي من أوروبا سنويا إلى المملكة.
ويعبر العاملون في قطاع السياحة الأردني بدورهم عن سرورهم بانتعاش هذا القطاع.
ويقول صاحب شركة سفر وسياحة سلامة خطار إن "الوضع ممتاز جدا والسياحة بدأت منذ آب/اغسطس من العام الماضي بالعودة إلى ما كانت عليه عام 2010"، مضيفا "لم يمر علي موسم مثل هذا الموسم بتاريخ حياتي"، مشيرا إلى أن لدى شركته حجوزات لغاية نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل.
السياحة العلاجية
ويقول رئيس جمعية المستشفيات الخاصة في الأردن فوزي الحموري للوكالة ذاتها إن "الأردن يرتاده سنويا ما بين 250 الى 300 ألف مريض تتراوح إيراداتهم بين مليار و1.5 مليار دولار".
ويضيف أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا بتسهيل دخول أشخاص يحملون جنسيات كانت تخضع لقيود (العراق وسورية واليمن وليبيا والسودان وتشاد وإثيوبيا لغايات العلاج"، لافتاً إلى أنه "سيتم منحهم ومرافقيهم تأشيرة دخول خلال 48 ساعة"، متوقعاً أن يؤدي ذلك الى زيادة عدد القادمين لغايات علاجية.